بعد رحلة حافلة بالعطاء والإبداع في ميادين النضال والثقافة والتنوير والسياسة، رحل فجر يوم الجمعة الماضي الأديب الكبير الشاعر الغنائي عبدالله هاشم الكبسي عن رحلة عمر ناهزت الـ83 عاما أثرى ى خلالها الساحة الفنية اليمنية بالعديد من الروائع الشعرية والقصائد الغنائية الشهيرة.
كما أسهم خلال حياته بالعمل الثقافي والإعلامي والوطني من خلال أعماله وأنشطته المختلفة التي حملت بصمته وشخصيته المتميزة وإبداعه الشعري والغنائي المبدع.
وخلال مسيرته قدم الكيسي الكثير في مجال الثقافة والشعر وفي خدمة الثورة والجمهورية والإبداع.
ولد الشاعر الغنائي عبدالله هاشم الكبسي في هجرة الكبس خولان الطيال- محافظة صنعاء في يوم الثامن من شهر محرم 1355هجرية الموافق 30 من شهر مارس 1936ميلادية.
تلقى تعليمه الابتدائي في كتاتيب منطقته (الكبس) ثم انتقل إلى (الجبين) مركز قضاء ريمة حيث والده وواصل دراسته الابتدائية في الجبين على أيدي أساتذة مقتدرين منهم محمد حسن عامر ثم واصل تعليمه في المدرسة العلمية في الجبين بحسب منهاج عصره فتعلم اللغة العربية وعلومها والشريعة وأصول الدين وعلم هذه العلوم مجاميع من الطلاب في ريمة وفي تعز.
عمل أول الثورة في إذاعة صنعاء التي قدم وأعد فيها برنامج (الشعر الشعبي) وعمل في الشركة اليمنية الكويتية للاستثمار.
واصل تثقيف نفسه بالقراءة والمطالعة ويقول الشعر الحكمي والحميني له إلمام بالغناء‘ غنىَ له مجموعة من الفنانين اليمنيين ومن بينهم الفنان احمد السنيدار والفنان محمد حمود الحارثي وابنه الفنان فؤاد الكبسي وله ديوان شعري مخطوط.
بعض قصائد الشاعر عبدالله هاشم الكبسي
غنى على فيض سد مارب- يا بلادي يا بلادي- سلام وأجمل تحية- صنعاء عدن- الشعر والفن والبترول- أمانتك وانسيم- اسال عيناك- ما بال الحب يعذبني- نعم نعم يا قمري المناظر- حبيب هل في الحب- رد السلام…. رَد السلام واجب- لا تجرح القلب لا تغضب- تحرشني- اشتي ارتاح-اشكي بمن.
نعي اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين
وقد نعت الأمانة العامة لاتحاد الأدباء والكُتاب اليمنيين في بيان لها الشاعر الكبير عبدالله هاشم الكبسي، ونوه البيان إلى حجم الخسارة الكبيرة التي خلّفها رحيله ومساحة الفراغ التي نجمت عن وفاته، مؤكداً أن الشِعر اليمنيّ خسر برحيله واحداً من فرسانه الذين أسهموا بفاعلية في تطويره بنوعيه الحُميني والحكمي.
وأكد بيان الاتحاد أن تراث الراحل سيظل منهلاً تتعلم منه الأجيال، وينهل منه الشعراء، باعتبار الراحل استوعب معطيات عصره وجماليات الشعرية في بلاده وعالمه العربي؛ فقدم أعمالاً ستبقى حية تُحدّث عنه وتقدّم، من خلاله، مدرسة خاصة.
كما أكد البيان أهمية جمع تراث الراحل المخطوط وطباعته ليكون مرجعاً للأجيال، وتعبيراً عن مرحلة من مراحل شعر الغناء اليمني ، والذي برز فيه عبدالله هاشم الكبسي نسيجاً وحده، في علاقته بوطنه ومدينته صنعاء، وفي تجربته في التعبير عن المشاعر والأحاسيس والقيم والمعاني الجميلة؛ فكان فيها فارساً مشهوداً له في مجاله.
كما نعت زارة الثقافة المغفور له -بإذنِ الله تعالى – الشاعر الراحل عبدالله هاشم الكبسي.
وأشادت في بيان نعيها بتجربة الراحل الذي جسد من خلال أعماله الشعرية البيئة اليمنية والطبيعة الخلابة والعواطف والمشاعر النبيلة التي يمتاز بها الإنسان اليمني، كما كان للوطن في قصائده متسع وحيز ولصنعاء المدينة التي عشقها حضورا مما جعل قصائده المغناة تلقى رواجاً وحباً كبيرا.
وأكد البيان أن الفقيد- وإن غادرنا جسداً- إلا أن إبداعاته ستظل ماثلةً في الذاكرة الفنية والثقافية اليمنية والعربية.
وأعربت الوزارة عن أسفها لفقدان واحد من أعلام الأدب والثقافة والشعر، سائلة المولى جلَّ في عُلاه أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.