شرعية الإمارات لعنة على الثروة اليمنية
إكرام المحاقري
عندما تم تشكيل تحالف عسكري مكون من 17 دولة كانت الذريعة لذلك من أجل إعادة ”شرعية هادي”!! شن العدوان وبدأ الاحتلال بالتموضع والتمدد في المحافظات الجنوبية اليمنية، ومن ثم بدأت السعودية والإمارات بتقاسم كعكة خيرات ومقدرات الجنوب اليمني، ومع مر الأيام والسنين لم يعد هناك شيء اسمه “شرعية هادي” ولا غيرها، بل أصبح هناك شيء اسمه “شرعية السعودية والإمارات”!!
“شرعية” الإمارات في اليمن والتي تحظى بتاريخ من الخيانة والعمالة وهي صاحبة اليد الطولى في دعم تنظيمي “داعش والقاعدة” في اليمن مثلها مثل حليفتها “السعودية”، بغض النظر عن كل تلك الجرائم الوحشية التي خلفتها الطلعات الجوية للمقاتلات الإمارتية وما يحدث للأسرى في السجون السرية التابعة للإمارات ومرتزقتها من “حزب الإصلاح” من تعذيب نفسي وجسدي وتحرش واغتصاب من قبل الضباط والجنود الإماراتيين، خاصة وهم مدربون على أيدي ضباط أمريكيين وإسرائيليين لهم نفس العقيدة والطباع.
لم تستقر الإمارات في توجه واحد حتى أنها حركت “حزب الإصلاح” كورقة رخيصة لصالحها في باقي المحافظات التي لم تتواجد فيها عسكريا، مع أنها دولة بعير لا هيبة لها ولا تاريخ يقارن بتاريخ وعراقة وحضارة اليمن، إلا أنها قدمت نفسها دولة ذات حنكة كونها أداة أمريكية تتحرك ضمن توجيهات ترامب وغيره ممن لهم المصلحة الكبرى من العدوان على اليمن.
لذلك “شرعية” اﻹمارات هي غطاء لامتصاص الثروة اليمنية ونهبها، وهذا ما تبين لنا من تحركها في جزيرة سقطرى التي أصبحت محمية أو مستعمرة إمارتية، حيث وجزيرة سقطرى لها نطاق وموقع جغرافي هام ويوجد فيها مخزون هائل من الثروة الطبيعية سواء في الجزر أو في عمق البحر، ومن هنا تتجلى لنا حقيقة “شرعية” الإمارات.
وسقطرى أو “جزيرة الأحلام”، تقع في المحيط الهندي، وتبعد عن سواحل حضرموت حوالي 350 كيلومتر جنوباً، وهي عبارة عن أرخبيل مكوّن من ست جزر: سقطرى، وهي أكبرها، إضافة إلى دراسة وسمحة وعبد الكوري وصيال عبد الكوري وصيال سقطرى.
وتتميز الجزيرة بتنوع نباتي وحيواني نادر، مع وجود سبعة أنواع من الطيور غير موجودة في أي مكان آخر في العالم.
كما تشتهر الجزيرة بالكهوف الجبلية الطويلة، وكان آخر كهف تم اكتشافه في 2008، يبلغ طوله 13.5 كيلومتر، الأمر الذي مكّنها لتصنّف كأحد مواقع التراث العالمي من قبل “اليونسكو” في العام ذاته. وتبلغ مساحة الجزيرة 3796 كيلومتر مربع.
ولم تقصر الإمارات في الاستحواذ على كل ما في الجزيرة وتم نقل العديد من النباتات والطيور إلى دويلة الاحتيال، كذلك قامت دويلة الإمارات بتجنيد النساء السقطريات تحت مبررات واهية مستهدفة بذلك هوية وأصالة المرأة اليمنية، ووصل بهم الحال إلى اقتلاع الشُعب المرجانية في البحار اليمنية، وكل ذلك تحت مبرر ما يسمى “إعادة الشرعية”!! والسؤال إلى أين والأرض محتلة؟!
ولا يفوتنا إعادة الشريط للخلف لنتذكر استخدام الإمارات لنفوذها العسكري في الجنوب واستهداف من يسمون أنفسهم “شرعية”!! وجميعنا شاهد شرارة المعركة التي دارت ما بين “شرعية” السعودية و”انتقالي” الإمارات وما وصل إليه الجنوب من انفلات أمني مازال قائما حتى اللحظة.
وكلاهما كان يدافع عن “شرعيته” الخاصة وأراد لنفسه حيزا كبيرا من كعكة اليمن لكنهم وبعقولهم المستحمرة لم يدركوا بأن هذه الكعكة لن تتلذذ بها سوى أمريكا وليس لهم فيها نصيب.
فهذه الخطوات الجريئة لدولة الإمارات في اليمن قد ترجعهم إلى ما قبل التكنولوجيا بضربة يمنية وترجع لهم الذاكرة التي فقدوها نتيجة الطمع والجشع ونتيجة تسبيحهم بحمد ربهم “أمريكا” التي لا تحمد لعملائها أعمالهم لكنها تقابلهم بالتخاذل والنكران والقتل في نهاية الأمر.
ولكل هذه الخطوات عواقب وخيمة وسوف يأتي وقتها لا محالة، ففي الوقت الذي تتماطل فيه الإمارات عن خروجهم من اليمن بماء الوجه على الاقل، سيعلنون انسحابهم لكن بعد فوات الأوان وستجلد منشآتهم الحيوية والاقتصادية بسياط بالستي وقد يكون مسيراً، ولهم في حقول “الشيبة” و”بقيق” و”خريص” الكثير من الدروس والعبر، وإن غدا لناظره قريب.