الهوية وحرب البالطوهات

عبدالملك سام
محاضرة مهمة تلك التي ألقاها السيد عبدالملك الحوثي، ولكني لم أدرك أهميتها إلا عندما اشتعلت حرب البالطوهات على مواقع التواصل الاجتماعي! لقد اختاروا التوقيت والموضوع بدقة متناهية، كما كانوا يعلمون أن هذا الموضوع سيجذب “العامة” لجدل لا ينتهي فيضيع جهد قائد الثورة الذي بذله في توضيح الموضوع وأهميته وتوقيته..
نحن معتادون دائما بأن خطابات السيد عبدالملك التي تأتي في أوقات معينة لا ترتبط بمناسبة معينة ماهي إلا حرب استباقية لخطة يعدها الشيطان الصهيوني وأعوانه، وهو من موقعه يدرك تحركات العدو التحضيرية التي يستهدف بها الأعداء ثبات الشعب بعد أن عجزوا تماما في الجبهات، والمعروف أنه منذ سقوط مؤامرة ديسمبر أن الجبهات تماسكت أكثر وما عاد أمام العدو منفذ سوى خلخلة الجبهة الداخلية، وهم لا يقيمون وزنا لا لسنّة ولا لجنوب ولا لمؤتمر ولا لحراك ولا لفقير ولا لأحد، فما دمت يمنياً فأنت بنظرهم كائن تافه يجب أن يذهب في ستين داهية ولا يجب أن يعيش إلا كعبد لدى الكفيل السعودي والإمارتي!
نحن بموقف الثبات والعدو سيهزم لا محالة، وأذكركم بأننا سنصل إلى درجة أن ينقلب السحر على الساحر وكل ما علينا هذه الفترة أن نكون على قلب رجل واحد ونستمع محاضرات وتوجيهات السيد القائد بتمعن، ولنقفل آذاننا أمام سيل الإشاعات ووسوسات شياطين الإنس، وهناك البعض الذي وصل به يأسه سابقا بأن يقول أنه لا يهمه من يحكمه حتى لو كان يهودياً، المهم يعيش حياة كريمة! أليس من الأفضل أن نجد قائدا يمنيا كريما كقائدنا ونحن نعرف مدى حرصه وحبه لكل أبناء الشعب، وسعيه الدؤوب للنهوض بواقعنا وحياتنا والتنعم بخيرات بلدنا والقضاء على الفساد والظلم؟!
ما يؤكد أن السيد عبدالملك بن بدر الدين أصاب الهدف بدقة ما شاهدناه وما سنشهده من إثارة مواضيع جانبية بشكل محموم كموضوع البالطوهات وموضوع مقتل المدرس في السبعين ويعلم الله ماهي المواضيع الأخرى التي سيتم إثارتها، المهم أنها كلها منصبة في اتجاه واحد وهو أن الحوثيين هم سبب كل شيء وأن مستقبل اليمنيين سيكون أسوداً أكثر من أي واقع آخر!!
هنالك لعب بعواطف الناس لينسوا ماذا فعل الاحتلال في المناطق التي سيطر عليها، ودائما يتحدث هؤلاء الدجالون عن أشياء ستقع في المستقبل الذي لا يعلمه إلا الله، فالنظام السعودي لطالما استعان بمشعوذين ودجالين كمستشارين للبلاط الملكي المملوء بكل أنواع الفسق والدجل والمؤامرات التي لا فائدة منها، أما الشعب اليمني فهويته المميزة التي جعلته من أكثر الشعوب تأثيرا في مستقبل الدين الإسلامي كان وما يزال هو الشعب الذي يمكن أن يغير الواقع السيئ الذي يعيشه المسلمون في شتى بقاع العالم، لذلك كان الجزء الأكبر من مؤامرات الصهاينة والوهابية تستهدف هذا الشعب من خلال نشر العقائد الفاسدة بين أبنائه من خلال نشر الوهابية التي لم يشهد التاريخ الإسلامي خطراً يستهدف الأمة مثلها، فهي دمرت تاريخ وحاضر الأمة ونشرت الحروب وخدمت الاستعمار ولم نشهد خلال تاريخها الشيطاني أنها نجحت في صناعة عود ثقاب واحد رغم كل الإمكانيات التي امتلكتها، وها هي الآن تأكل نفسها وتحارب بعضها في عقر دارها لتحول المجتمع السعودي إلى مجتمع فاقد للهوية ويعيش أزمة وجود وانتشار للفساد لن ينتهي أمدها ألا بعد الانكسار في معركة الشر ضد الشعب اليمني.
خلاصة الأمر.. عودوا لخطاب السيد القائد واقرأوه بتمعن، ولا تلتفتوا لكل الجعجعات الإعلامية التي يطلقها هؤلاء المهزومون، ولنحافظ على هويتنا ولا نقبل أن نتحول لكائنات مشوهة كما يراد لنا فيسهل كسرنا والاتجار ببلدنا وثرواتنا وأعراضنا وفي الأخير استعبادنا ولن يقبلوا بنا حتى لاجئين في بلدانهم! أنظروا لحالة المرتزقة ومن صدق وعود المحتلين وكيف أصبحوا يحاولون أن يجدوا مكاناً يلجأوا إليه بعد أن دمروا قراهم ومدنهم وجعلوا من أنفسهم وأبناء جلدتهم عبيدا ورهائن بيد حثالة البشر.. وأرجو من الجميع الا يلتفتوا لأي كلام بائس يهدف لتأخير النصر ونشر التنازع بيننا، فالصبر ساعة..