حماس.. للشعب والقضية

معاذ أبو شمالة*
جاء وعد بلفور الظالم في نوفمبر 1917 ليعطي لليهود وطناً قومياً لهم في فلسطين، ومنذ ذلك الحين والمؤامرات تتوالى على الشعب الفلسطيني وأرضه من كل ظالم في هذا العالم، حتى جاء عام 1947 أي بعد 30 عاماً من وعد بلفور لتقوم الأمم المتحدة “راعية حقوق الإنسان” بإصدار قرارها رقم 181 الذي أعطى الغرباء الصهاينة 56.4% من أرض فلسطين، ووضع القدس والأقصى تحت الوصاية الدولية، ثم جاء عام 1948 ليعلن الصهاينة عن كيانهم المزعوم على 77% من أرض فلسطين ولتستمر المأساة، ثم جاء عام 1967 لتضيع باقي فلسطين وأجزاء عزيزة من وطننا العربي.
إن كل هذه الهزائم التي مني بها العرب وراح ضحيتها الشعب الفلسطيني، فأصبح ثمانية ملايين فلسطيني لاجئين ومهجرين عن ديارهم، وزادت المأساة فانتقل الواقع العربي لما هو أسوأ حيث انتقل إلى الهزيمة النفسية وهي أخطر من الهزيمة العسكرية.
وجاء زمن الاعتراف بأحقية الكيان الصهيوني في الوجود، ودخل العرب في مرحلة ما عرف باسم التسوية، وبالتالي أصبحت كل القرارات الدولية الظالمة حقائق يجب التعامل معها والاحتكام إليها، وجاءت زيارة السادات للقدس عام 1977 لتفتتح هذه المرحلة.
إن الدوائر الغربية الداعمة للكيان الصهيوني تدرك أن الاعتراف الرسمي العربي بالكيان الصهيوني هو اعتراف رسمي بحقيقة العجز العربي، أما الشعوب فلا زالت فيها الحياة تنبض، فكان انطلاق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 1987. وبالرغم من كل هذه الظلمات المحيطة والتآمر وبعد 70 سنة من صدور وعد بلفور فكانت نوراً وهاجاً وسط هذه الظلمة، وكلما كان الظلام أشد زاد الإحساس بقيمة النور مهما كان حجم هذا النور.
إن حركة حماس انطلقت رافعة لراية الجهاد والمقاومة، متوكلة على الله ومؤمنة بعدالة قضيتها، نابذة اليأس والاستسلام، فالتف حولها خيرة من أبناء الشعب الفلسطيني فتنامى هذا الزرع الطيب فأصبح ملء السمع والبصر، فأعادت للقضية تلألؤها وأعادت بعث الأمل في الحرية والعودة والاستقلال، وها هي تعلن للجميع أن اتفاقيات السلام المزعومة الملغومة بين العرب والكيان الصهيوني ليست نهاية للصراع معه بل افتتاحاً لمرحلة جديدة من مراحل هذا الصراع.
إن 32 عاماً من عمر الحركة مليئة بالإنجازات الفارقة في مسيرة النضال الفلسطيني، فأصبحت غزة مقراً للمقاومة بل حاضنة لها، وبذا استطاعت غزة بكل مكوناتها تلقين العدو دروساً في النزال حتى أصبح العدو الصهيوني يحسب للمقاومة في غزة كل حساب حتى قال قائلهم: هزمنا الدول العربية واليوم لا نستطيع حسم معركة ضد حماس.
إن حركة حماس وهي تدشن عامها الثالث والثلاثين لتؤكد استمراريتها على نهج المقاومة والكفاح حتى استرداد كافة الحقوق وتحرير الأرض من بحرها إلى نهرها وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وعودة كل اللاجئين إلى ديارهم، وتدعو كل أبناء الشعب الفلسطيني للالتفاف حول نهج المقاومة الذي ثبت نجاحه في لجم المحتل، وبعد فشل اتفاقيات أوسلو سيئة الذكر التي لم تحقق للفلسطينيين أي شيء يذكر.
فتحية لكل حركات المقاومة الباسلة.. تحية لكل الصامدين على أرضنا الطيبة.. تحية لكل المجاهدين والمرابطين في مواجهة هذا الكيان الغاصب.. تحية لكل الشهداء والأسرى وعائلاتهم الذين كان لهم شرف الجهاد.. تحية لكل من يدعم المقاومة.. تحية لكل الشرفاء والشعوب الحية التي عرفت الحق ورفضت الباطل.. تحية للشعب اليمني الكريم على دعمه للمقاومة ومشروعها.. وموعدنا النصر القريب مصلين في المسجد الأقصى المبارك.. وإنه لجهاد.. نصر أو استشهاد.
* ممثل حركة (حماس) في اليمن

قد يعجبك ايضا