أهمية الثورة .. وخطورة بقاء الأنظمة لفترات طويلة في زمن العمالة

 

صلاح محمد الشامي

• أصبحت الثورات ضرورة حتمية لبقاء الدول بهويتها الحقيقية، وتطلعاتها وآمالها إن بقاء الأنظمة لفترات طويلة على كراسي الحكم من أهم أسباب اختراق الدول المتسلطة الاستعمارية التي لها أطماع في هذه الدول، فبقاء الأنظمة الطويل يهيئ لدول الاستعمار التغلغل في زرع العملاء، وجر البلدان إلى مشاريع استدراجية تتلوها مشاريع، حتى لا تلبث الدولة المستهدفة أن تجد نفسها مجرد إدارة من إدارات الدولة المتسلطة.
• تبدأ سياسة الاستدراج بدعم البنى التحتية وإرسال المعونات ومن ثَمَّ الإشادة بدور الحاكم الريادي، وربما الإشادة بشعب الدولة المستهدفة، ثم تتلوها الدعوات لوزارات بعينها، أو لرئيس الدولة، لتوقيع اتفاقيات، أو استلام مساعدات، تتم خلالها دراسة كافة الجوانب الشخصية للضيوف، واحتياجاتهم وتطلعاتهم، تمهيداً لتجنيدهم عملاء ضد أوطانهم، وتشغيلهم كمجنِّدين لعملاء آخرين يعملون تحت إدارتهم من موظفيهم في الوزارات وأقاربهم وأصدقائهم، ويتم خلال التجنيد إيهام هؤلاء المسؤولين بأن جميع المحيطين بهم يعملون لصالح هذه الدولة، وأن هذا التجنيد ليس إلا لضمان المصالح الأمريكية – مثلاً -، واستباقاً لدول منافسة كروسيا والصين وغيرهما.. ثم يبدأ تلميع العميل في منصبه، من خلال دعمه بالخطط، وبالمشاريع والمساعدات أيضاً، وتنفيذها على أرض الواقع، كالبنى التحتية من طرق ومدارس ومشاريع مياه، وغيره من مشاريع ضرورية، لكن أبداً لن تدعم دولة استعمارية الزراعة والصناعة، لأنها تريد أن تُبقي هذه الدول وشعوبها سوقاً فقط لمنتجاتها، في الوقت الذي تسرق هي خيرات بلدك من مواد خام بأثمان رخيصة، وتعيدها إليك مكررة أو مصنعة بأغلى الأثمان..
• ويتطور هذا الاستدراج إلى تقديم قروض بنكية، ثم تبدأ هذه القروض بالتقلص، بعد تكبيل الدولة بالديون للبنك الدولي ولأمريكا وغيرها من دول، عبر أجيال وهي تشكل تحالفاً تآمرياً واحداً لتقاسم ثروات هذا الكوكب ..
• وفي أعتى تجليه تبدأ مرحلة الإجبار على التطبيع لمن لم يطبع طوعاً مع دولة الكيان الإسرائيلي، فلا اتفاق ولا توقيع مساعدات أو قروض، ولا بقاء لكم على كراسي الحكم مالم تطبعوا مع إسرائيل، وتقدموا أوطانكم وثروات شعوبكم لعدوكم..
• هكذا هو مسلسل الاستدراج، وهذه هي عواقب بقاء الأنظمة لفترات طويلة، وإلا لماذا أمريكا نفسها، ودول أوروبا، والدول المتقدمة لديها أنظمة صارمة في عدم بقاء رئيس الدولة لأكثر من دورتين انتخابيتين، زمن كل منهما خمس سنوات …؟.. في الوقت الذي تُبقي أمريكا على حكامنا العرب يجثمون فوق رؤوسنا عشرات السنين، بينما أولى متطلباتها من حلفائها الأخذ بمبدأ الديمقراطية، والتبادل السلمي للسلطة، ولماذا يتم التطبيل لهؤلاء الزعماء الفاسدين، في دول العالم الثالث، وتقديمهم كأبطال صنعوا المعجزات، بينما هم يقفون كأكبر حائل دون تقدم ونهضة شعوبهم وأوطانهم.
• إن ما عمله أتباع (الزعيم عفاش) ليس إلا خطة تسربت من أدراج الموساد إلى ملفات السي آي إيه لتجد من ينفذها وهي المخابرات السعودية.. وليطبقها عملاء المخابرات المعادية ممن ينتسبون إلى عفاش وغيره .. ولا يظن أعضاء ( المؤتمر الشعبي العام ) أنهم كلهم متهمون بالعمالة، كما لا يمكن لهم أن ينخدعوا بما تملي عليهم بعض قياداتهم عبر شبكات التواصل وغيرها، فما هؤلاء إلا أعداء لأوطانهم وشعوبهم، لأنهم قد غرقوا في مستنقعات العمالة، إلى درجة أن خروجهم منها صار مستحيلاً، وخدماتهم لأعداء وطنهم أصبح هو الوطنية..
• إن الثورة في زمن كهذا ضرورة حتمية لتطهير عروق جسد الوطن من الفايروسات والجراثيم والمايكروبات والبكتيريا الضارة، من هؤلاء الذين تريد أمريكا إعادتهم لحكم البلد، من منطلق أنه ليس لهم بديل في الوقت الراهن على الأقل، فالثورة الشعبية في اليمن قد أربكتهم وفاجأتهم، ولم يعملوا قبل ذلك حساباتهم، لتجنيد بدائل عنهم سوى ما كان يسمى بأحزاب المعارضة، التي لحقت بسابقيها، إلى مزبلة التاريخ.

قد يعجبك ايضا