لجنة الإنقاذ الدولية : عدم إنهاء الحرب في اليمن سيكلف المجتمع الدولي 29 مليار دولار

ديفيد ميليباند : تنبؤات اليوم القاتمة هي نظرة ثاقبة على التكلفة الهائلة لعصر الإفلات من العقاب

 

 

الثورة / متابعات
نشرت صحيفة “الجارديان” البريطانية، تقريراً أشارت فيه إلى الكلفة المنتظرة في حال عدم إنهاء الحرب التي يقودها تحالف العدوان السعودي والإماراتي منذ نحو خمس سنوات، وأوصلت البلاد إلى أسوأ أزمة إنسانية على مستوى العالم حسب التقارير الأممية.
ونقلت الصحيفة عن لجنة الإنقاذ الدولية ” International Rescue Committee”، تحذيراً من أن الصراع قد يستمر لمدة خمس سنوات قادمة إذا فشلت جهود السلام التي طفت للسطح مؤخراً، بهدف إنهاء الحرب.
وأضافت اللجنة – وهي منظمة غير حكومية- أن الفشل في التمسك بالفرصة النادرة الحالية للسلام في اليمن قد يكلف المجتمع الدولي 29 مليار دولار في شكل مساعدات إنسانية إضافية إذا استمرت الحرب الحالية لمدة خمس سنوات أخرى. ومن المحتمل أيضاً أن يصل عجز اليمن للعودة إلى مستويات الجوع قبل الأزمة التي خلفتها الحرب بمقدار 20 عاماً، وهذه التحذيرات موجهة جزئياً إلى تحالف السعودية والإمارات الذي يقود الحرب في اليمن.
وقال ديفيد ميليباند، رئيس لجنة الإنقاذ الدولية ووزير الخارجية السابق إن تنبؤات اليوم القاتمة هي نظرة ثاقبة على التكلفة الهائلة لعصر الإفلات من العقاب؛ حيث تدور الحروب مع تجاهل كامل للحياة المدنية وإهمالها من قبل الدبلوماسيين المكلفين بإنهاء الحرب.
ويتابع: العنف ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات ضد القانون الدولي، وهناك ماهو أكبر من ذلك، حيث تم إطالة أمد الحرب في اليمن من خلال الدعم العسكري النشط، والغطاء الدبلوماسي من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والقوى الغربية الأخرى. الخبر السار هو أن الجهود الضخمة التي بذلتها الوكالات الإنسانية والحكومات المانحة وعمال الإغاثة ساعدت في تقليل المستويات المروعة لسوء التغذية لدى الأطفال في اليمن، فيما الأخبار السيئة هي أن أنه عند هذا المعدل؛ سيستغرق الأمر 20 عاماً للوصول إلى مستويات جوع الأطفال في اليمن قبل الحرب، وهذا ضعف الجدول الزمني المتفق عليه لإنهاء سوء التغذية في جميع أنحاء العالم. ي
ويشير تقرير لجنة الإنقاذ الدولية أن هناك علامات على الأمل الدبلوماسي في اليمن لأول مرة منذ العدوان السعودي قبل خمس سنوات، بما في ذلك مقترحات محلية لوقف الحرب، وإطلاق سراح السجناء، والتقدم المتأخر في تنفيذ اتفاق ستوكهولم المتعلق بالحديدة الذي جمع الأطراف المتحاربة في ديسمبر العام الماضي.
وقالت اللجنة إن المملكة المتحدة، التي تعتبر حاسمة في عملية السلام لأنها تقود القضية في مجلس الأمن، قد سمحت لتراجع الطاقة الدبلوماسية التي وضعتها في القضية، في الأشهر الأخيرة، حيث انحرفت عن السياسة الوطنية المضطربة، وتراجعت حكومة المملكة المتحدة عن مشاركتها النشطة سابقاً في عملية السلام في اليمن.
ويشير وزير الخارجية السابق، جيريمي هانت، إنه بعد الانتخابات العامة التي أجريت هذا الشهر، يتعين على المملكة المتحدة أن تصنع السلام في اليمن، وهذه هي الأولوية الأولى لوزارة الخارجية وشؤون الكومنولث لعام 2020″. ومع تولي السعودية رئاسة مجموعة العشرين هذا الشهر، يجادل الدبلوماسيون بأن مكانة عالية في البلاد توفر فرصة لوضع نفوذ عليها لإنهاء الحرب في غضون عام.
ويقترح ميليباند أن تنشر المملكة المتحدة خطة عمل لعام 2020 لتأمين السلام، ومعالجة العوائق أمام وصول المساعدات الإنسانية في اليمن في الأسابيع الستة الأولى من تشكيل أي حكومة جديدة. وقال رئيس لجنة الإنقاذ الدولية إن أي غياب متصور في المشاركة السياسية من القمة في المملكة المتحدة سيقوض احتمالات السلام وسمعة المملكة المتحدة في التأثير على السياسة الخارجية وحل النزاعات.
ويقترح التقرير أن تعالج المملكة المتحدة عدم التوازن في موقفها من انتهاكات القانون الدولي في اليمن، وأن تصدر باستمرار بيانات رسمية بالإدانة عندما يُقتل مدنيون أو تُدمر البنية التحتية المدنية من قبل أي طرف في النزاع.

قد يعجبك ايضا