الضربة القاضية

 

حسن منصر

تلقى منتخبنا الوطني لكرة القدم ضربة فنية جعلته يسقط مترنحاً فاقداً للوعي والإدراك، في النزال الذي جمعه بمنتخب سنغافورة المكافح والذي وصل إلى المنامة عاصمة مملكة البحرين وهو يبحث عن اقتناص الثلاث النقاط الثمينة من عرين منتخب اليمن وأمام ناظر جمهوره المهاجر في البحرين والذي حضر لمساندة منتخب بلاده على أمل أن يواصل صحوته ويحقق الفوز الثاني برسم تصفيات كأس العالم وآسيا المزدوجة ولكن للأسف هذه الآمال ذهبت أدراج الرياح.
“تكتيك عقيم”
التكتيك الذي انتهجه مدرب منتخبنا الوطني سامي نعاش تكتيك عقيم افتقد إلى الفاعلية الهجومية التي تخنق الهواء والماء على المنتخب السنغافوري وتحشره في وسط ملعبه وتغلق عليه كل المنافذ التي تؤدي إلى كشف مرمانا أمام هجماته المرتدة والتي من خلالها استطاع فك شفرة دفاع منتخبنا غير المنظم من كرة ثابتة “ركنية” ليحقق أول أهدافه في المباراة وسط ذهول لاعبي منتخبنا التائهين في ملعب المنامة.
“ثمان ركنيات”
كان الجمهور اليمني الوفي يتوقع ردة فعل سريعة من هجوم منتخبنا حتى يعود إلى أجواء المباراة ولكن دون جدوى حيث ظل العقم الهجومي والتوهان في مربعات الملعب مع عجز بدني وفني واضح للعيان، فهل تصدقون أن منتخبنا تحصل على ثمان ركنيات وأكثر من خطأ لم يستثمر حتى كرة ثابتة واحدة في هز شباك مرمى سنغافورة؟
وهذا يكشف بجلاء عجزا فنيا في استغلال لمثل هذه الأخطاء والتي هي من أسلحة الفوز عند الكثير من المنتخبات، وبكون اللاعبين قد تدربوا عليها كجمل تكتيكية لتحقيق الفوز في ظل تحفظ وتكتل المنافس دفاعيا.
“ترمومتر منخفض”
من البديهي أنه كان يفترض أن يكون مستوى المنتخب تصاعديا منذ مشاركته في بطولة غرب آسيا والتي شارك فيها المنتخب بدون أن يوفر الاتحاد العام لكرة القدم للجهاز الفني مباراة تجريبية واحدة ومع ذلك كانت مشاركة إيجابية نوعاً ما على طريق التحضير للتصفيات الأهم وهي كأس العالم وآسيا، وكان من الطبيعي أن يتصاعد ترمومتر مستوى اللاعبين فنياً وبدنياً ولكن للأسف، هذا الشيء لم يحدث والذي حصل هو تذبذب في المستوى من مباراة إلى أخرى، يعني حبة فوق، وحبة تحت، مما جعل المتابعين في حيرة من تحليل وضع المنتخب، وهل الخلل من الجهاز الفني بقيادة الكابتن سامي نعاش؟ أم هو تقصير من قبل اتحاد الكرة الذي لم يقم بواجبه المناط به في توفير المباريات التجريبية أثناء توقف التصفيات؟ وأيضاً عدم توفر لائحة حوافز المكافآت وصرفها مباشرة بعد كل مباراة !!! وعلى ما يبدو أن الموضوع يخضع للمزاج الشخصي في قيادة اتحاد الكرة المشغول بأمور أخرى ليس لها علاقة بكرة القدم ويفترض على رئيس الاتحاد احمد العيسي الرحيل وترك المجال لوجوه جديدة تخدم الكرة اليمنية.
“السقوط المدوي”
من المعروف أن الشوط الثاني هو للمدربين من حيث القراءة وترتيب الأوراق وتوزيع الأدوار، ولكن السيناريو كان مكررا للشوط الأول وظل العك الكروي هو السائد في أداء ومستوى منتخبنا الوطني، حتى جاءت لحظة الضربة الفنية القاضية من قدم لاعب منتخب سنغافورة الذي صوب كرة صاروخية أفقدت منتخبنا الوطني الوعي ليسقط بالضربة الفنية القاضية.
“القادم أصعب”
المتبقي من مباريات التصفيات أصعب وأقوى، المباراة القادمة ستكون مع المنتخب السعودي القوي المتطور على أرضه وبين جماهيره، وأقول للاعبي منتخبنا” العبوا بقية المباريات بالروح القتالية التي يلعب بها منتخب سنغافورة وسوف تقدمون شيئاً لجماهيركم الوفية في داخل اليمن وفي بلاد المهجر”، وللكابتن سامي نعاش “أعتقد أنك وصلت إلى مرحلة تشبع وليس معك جديد تقدمه للكرة اليمنية على صعيد الحذق التدريبي والخططي والتكتيك الفني والبدني والمثل يقول “رحم الله امراً عرف قدر نفسه”

قد يعجبك ايضا