الأمير عمر عبدالعزيز: جواسيس السعودية اخترقوا هاتفي لإسكاتي

رئيس “CIA” السابق: السعودية تتجه نحو الإفلاس

 

 

واشنطن/وكالات
كشف مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) السابق، ديفيد بترايوس، أن السعودية تتجه نحو الإفلاس، والمال ينفد من يديها، في إطار طرح اكتتاب الشركة النفطية العملاقة “أرامكو”.
وقال بترايوس، في لقاء مع شبكة “سي إن بي سي” الأمريكية من العاصمة الإماراتية أبوظبي، أمس الأول: إن “سعي السعودية لاكتتاب شركة أرامكو هو بسبب حاجتها إلى جذب استثمارات خارجية لتعويض المال المفقود”.
وأضاف بترايوس، الذي يرأس حالياً مؤسسة “KKR Global Institute»: «صراحة السعودية تتجه تدريجياً نحو الإفلاس، وستكون أول من يعترف بأن صندوق الثروة السيادية قد تم تخفيضه، وهو أقل من 500 مليار دولار في الوقت الحالي”.
ولفت بترايوس إلى أن “العجز (في الميزانية) كل عام، حسب سعر خام برنت، يمكن أن يتراوح بين 40 و60 مليار دولار حسب بعض أنشطتها في دول المنطقة”.
وأردف: “خلاصة القول هي أنهم يحتاجون إلى المال، وأنهم يحتاجون إلى ذلك الاستثمار الخارجي الذي يعد ضرورياً لتحقيق (رؤية 2030م) التي لا يمكن تحقيقها دون الاستثمار الخارجي، وهذا مجرد عنصر واحد في عدد من المبادرات المختلفة التي يحاولون من خلالها جذب هذا الاستثمار الخارجي”.
وأوضح المسؤول الأمريكي السابق أن هناك “عدداً من العناصر المختلفة التي ستحدد نجاح رؤية 2030م″، منوهاً إلى أنه من “مصلحة الجميع رؤية المملكة تنجح ورؤيتها تنفذ إصلاحات، إلا أنه كانت هناك بعض العثرات بعضها حزين حقاً، مثل القتل المروع للصحفي السعودي جمال خاشقجي”.
وتعتزم السعودية طرح جزء صغير من شركة أرامكو، الأكثر ربحية في العالم، في ديسمبر المقبل.
وسبق للشركة أن أعلنت، السبت الماضي، أنها ستبيع 0.5% من أسهمها إلى المستثمرين الأفراد، وأن الحكومة ستخضع لفترة حظر على بيع مزيد من الأسهم لا تقل عن ستة أشهر بعد الطرح العام الأولي.
وقد خلت نشرة الطرح الواقعة في أكثر من 600 صفحة من أي تفاصيل عن حجم ما ستدرجه الشركة أو أي التزامات من مستثمرين رئيسيين.
وتعرضت منشآت الشركة، في سبتمبر الماضي، لهجمات بصواريخ وطائرات من دون طيّار أطلقها الجيش اليمني واللجان الشعبية رداً على العدوان السعودي على اليمن أدت إلى توقف نحو نصف إنتاجها اليومي من الخام، ما أثر على الأسواق العالمية.
وفي أغسطس الماضي، أعلنت “أرامكو” عن إيراداتها النصفية لأول مرة في تاريخها، مشيرة إلى تراجعها في النصف الأول من عام 2019م إلى 46.9 مليار دولار، مقابل 53.0 مليار دولار للفترة ذاتها من العام الماضي.
وفي حين تقدم السعودية إغراءات من خلال إعلاناتها المكثفة التي تشير إلى أن أرباحاً كبيرة سيضمنها المكتتبون، يتحدث مختصون عن مخاطر كبيرة قد تواجه المكتتبين مستقبلاً.
من جانب آخر نشرت صحيفة “واشنطن بوست” مقالا للأمير السعودي المقيم في مونتريال في كندا، عمر عبدالعزيز، يقول فيه :إن الجواسيس السعوديين اخترقوا هاتفه المحمول، وحاولوا إيقافه عن النشاط، لكنه لن يتوقف عن القتال.
ويقول عبد العزيز في مقاله، “في القتال ضد حملة استهداف المواطنين السعوديين كان لدي حليف وصديق قوي، وهو جمال خاشقجي، الذي كان يفهم قوة (تويتر) في تشكيل الرأي العام في السعودية وبقية العالم العربي، وقتل جمال لأنه كان مستعدا لمقاومة الذباب الإلكتروني والدعاية بالحقيقة والأفكار، لكننا لا نزال نكتشف المدى الذي ذهبت فيه السعودية وولي العهد محمد بن سلمان لمراقبة الناقدين على الإنترنت وإسكاتهم”.
ويشير الناشط إلى قرار وزارة العدل الأمريكية في الأسبوع الماضي توجيه الاتهامات لموظفين سابقين في شركة “تويتر”، بتهم التجسس لصالح السعودية، والحصول على معلومات عن المعارضين الناشطين في منصة التواصل الاجتماعي، قائلا: “كنت واحدا من الأهداف، وكنت جزءا من عملية منسقة للتحرش، واستخدمت السعودية برمجية خبيثة أنتجتها الشركة الإسرائيلية (أن أس أو غروب) لاختراق هاتفي وقراءة رسائلي إلى جمال، الذي كنت أعمل معه على تحديد ومواجهة الذباب الإلكتروني على (تويتر) في مشروع أطلقنا عليه (النحل الإلكتروني)، وكنا نعمل معا لتجنيد جيش من المتطوعين لمواجهتهم”.
ويتهم عبد العزيز الحكومة السعودية باستخدام الطرق كلها لدفعه للتخلي عن المشروع، فقد اعتقلوا أقاربه وأصدقاءه للضغط عليه وسجنوا شقيقيه، وطلبوا منهما إقناعه بالتوقف عن العمل أو التطوع في الحملة و”صدم جمال لمعرفتهم بالحملة، وطلب مني عدم مناقشتها أبدا”.
ويقول الكاتب: “من أجل فهم السبب الذي اهتم فيه السعوديون بحماية ذبابهم على (تويتر) علينا أن نفهم شعبية وأهمية (تويتر) للسعوديين، فلعدم وجود أي خيارات للترفيه في المملكة تعاملنا مع الظرف من خلال عيش واقع مختلف على الهواتف الذكية، وأصبحت (تويتر) المجال الحيوي لممارسة الشخص حريته الفردية: حرية التعبير، وأدت شعبية هذه المنصة بين السعوديين للانتشار الواسع بين ليلة وضحاها، وعاش الناس الديمقراطية على (تويتر) ونشروا بحرية”.
ويلفت عبد العزيز إلى أن “(تويتر) سمحت للناس بالتواصل مع المعارضين في المنفى، وهو أمر لم يكن متاحا في الماضي، بالإضافة إلى أنها سمحت للحكومة بمتابعة الرأي العام، وفي البداية ردت الحكومة وتعاملت مع (تويتر)، حيث نشرت المراسيم الملكية عبرها، ونشرت الشائعات ثم تم نفيها، وشعر المسؤولون بالحاجة للرد والتصرف بشفافية، إلا أن هذا كان يمثل تحديا لمحمد بن سلمان، حيث تحولت (تويتر) بشكل تدريجي إلى أداة للدعاية انتشرت عليها الأصوات المدافعة كلها، التي ضخمت من رسالته”.
ويقول الكاتب :إن أكثر من 30 شخصا ناشطا على “تويتر”، يصفهم بـ”المؤثرين” تعرضوا للابتزاز من خلال مواد تم أخذها عبر اختراق هواتفهم المحمولة، وقدم لهم خياران: نشر الدعاية المؤيدة للنظام، أو نشر المواد التي حصلوا عليها من هواتفهم، بما في ذلك الصور.
وينوه عبد العزيز إلى أن شركة العلاقات العامة “ماكينزي أند كومباني” أعدت تقريرا لمحمد بن سلمان عن الطريقة التي تقوم بها “تويتر” بتشكيل الرأي العام، وحددت عبدالعزيز بصفته واحدا من ثلاثة سعوديين مؤثرين على “تويتر”، “أنا في المنفى، واعتقل آخر، أما الثالث فقد اختفى وحذفت تغريداته كلها”.
ويذكر الناشط أن السلطات السعودية اعتقلت في سبتمبر 2017م أكثر من 100 شخص مؤثر على “تويتر”، ولم يتم الكشف عن الاتهامات التي وجهت إليهم، وفي ديسمبر 2017م نشر جمال تغريدة، قال فيها: “ذباب الحكومة ترك أثره على الرأي العام الوطني”، وعبر عن خوفه من تقسيم الدعاية للبلد، ويعلق عبد العزيز قائلا: “وكان محقا، فقد قامت حسابات مزيفة وكتاب مأجورون بنشر الكراهية بين السعوديين بهجمات عشائرية وعنصرية”.
ويرى عبد العزيز أن الهجمة لم تمنعه من القتال من أجل الحفاظ على “تويتر”؛ لأنها المنصة الحرة الوحيدة المتوفرة للكثير من السعوديين.
ويفيد الناشط بأنه وفريقه حاولوا بعد مقتل جمال العمل ولأشهر على مواجهة الذباب الإلكتروني والهاشتاغات، و”من المحزن معرفة أن (تويتر) كانت أحد العوامل التي تقف وراء الجريمة البشعة لقتل جمال، وهذا تطور يحطم القلب؛ لأننا بنينا الآمال على هذه المنصة”.
ويختم عبد العزيز مقاله بالإشارة إلى أن “خاشقجي نشر في عام 2013م تغريدة، قال فيها: (في يوم ما ستفوز (تويتر) بجائزة نوبل)، لكننا نراها اليوم تبحر في الظلام، فهل ستقوم بحماية ساحتنا العامة؟ لكنني قلق الآن، وسأواصل القتال من أجل حرية التعبير، على الأقل في الإنترنت”.

قد يعجبك ايضا