دمشق/
انتشرت قوات الجيش السوري على الحدود مع تركيا في محافظة الحسكة بدءاً من ريف رأس العين غربا وصولاً إلى بلدة عين ديوار بريف المالكية شرقا بطول أكثر من 200 كم.
وأفادت وكالة “سانا” السورية الرسمية بأن وحدات الجيش بدأت عملية انتشار جديدة، الخميس، استكمالا للتحرك الذي انطلق في محافظة الحسكة والجزيرة السورية في 13أكتوبر الماضي.
وكانت وحدات من الجيش السوري قد بدأت بعملية عسكرية على المحور الجنوبيّ الشرقيّ لمحافظة إدلب آخر معاقل تنظيم “جبهة النصرة” وحلفائه في شمال غرب سوريا.
وأوضحت الوكالة أن عمليات انتشار الجيش السوري شملت مناطق واسعة من محافظة الحسكة والرقة وريف حلب الشمالي الشرقي “وذلك لمواجهة أي اعتداء على الأهالي وتأمين الحماية لهم تحت العلم الوطني”.
وذكرت “سانا” أن عملية الانتشار أمس الجمعة انطلقت من بلدة الجوادية إلى المالكية بريف محافظة الحسكة باتجاه الشمال الشرقي، حيث انتشرت وحدات من قوات حرس الحدود في 6 نقاط هي قرى المريجات والبستان وسويدية غربية وشمسية وحب الهوى وعين ديوار في أقصى الشمال الشرقي، وبذلك تكون قد استكملت انتشارها على الحدود مع تركيا بدءاً من ريف رأس العين الشمالي الشرقي في الغرب، وصولاً إلى بلدة عين ديوار بريف المالكية بطول أكثر من 200 كم.
وبدأت وحدات الجيش عملية انتشار جديدة أمس الجمعة استكمالاً لعملية انتشار سريعة بدأها الجيش السوري في محافظة الحسكة والجزيرة السورية في الثالث عشر من الشهر الماضي شملت مناطق واسعة من محافظة الحسكة والرقة وريف حلب الشمالي الشرقي، وذلك لمواجهة أي اعتداء على الأهالي وتأمين الحماية لهم.
من جانبه، أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن بلاده ستقدم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي، بشأن سرقة الولايات المتحدة للنفط السوري، مستبعداً قيام الأمم المتحدة بأي خطوة بهذا الصدد، لأنه “لا يوجد أمم متحدة ولا قانون دولي”، بحسب الأسد.
وأضاف الأسد في تصريحات لقناتي “روسيا 24″و”روسيا سيغودنيا” إن “كل الشكاوى التي تُرفع للأمم المتحدة تبقى بالأدراج، لأن هناك شبه دولة (أمريكا) تحكمها العصابات وتنطلق من مبدأ القوة، وكما كنا نقول قبل قليل هم مجموعة لصوص والصراع بينهم هو صراع على الأرباح والمكاسب والخسائر”.
وتابع”الصراع الأمريكي الداخلي هو ليس صراع عقائد أو أحزاب كما يظهر، وأقصد الصراعات التي تحصل بين ترامب وبين الآخرين في أمريكا، هي صراعات من أجل الغنائم والمكاسب، لذلك نحن نعيش اليوم في عالم يشبه الغابة، هو أقرب إلى العالم ما قبل الحرب العالمية الثانية وليس بعدها. لذلك سنرسل شكوى ولكنها ستبقى في الأدراج”.
كلام الرئيس السوري تقاطع مع ما قاله مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري في مجلس الأمن، حيث قال إن “هناك احتلالاً أمريكياً وسطواً مسلحاً من قبلهم على نفط سوريا، وأن هناك أيضاً احتلالاً تركياً وتغيراً ديمغرافياً في بعض المناطق الحدودية السورية التركية”.
الرئيس السوري تناول الوجود الأمريكي في سوريا، وأكد أن هذا الوجود سيولّد مقاومة عسكرية تؤدي إلى خروج القوات الأمريكية من الأراضي السورية، “إلا أنه سيؤدي إلى وقوع خسائر بين الأمريكيين وبالتالي لخروجهم من البلاد”.
الأسد أكد قائلاً “نحن لا نفكر طبعاً بصدام روسي أمريكي، هذا الشيء بديهي وهو لا يخدمنا ولا يخدم روسيا ولا الاستقرار في العالم وهو شيء خطير، ولكن لا يمكن لأمريكا أن تعتقد بأنها ستعيش وهي مرتاحة في أي منطقة تحتلها”، مضيفاً “نذكرهم بالعراق وأفغانستان، وسوريا ليست استثناءً بالنسبة لهذا الموضوع”.
ورأى أن تجربة العراق لا تزال مثالاً للأمريكيين، والنتيجة غير متوقعة بالنسبة لهم، “ولكننا كنا نراها نحن في سوريا، وقلت أنا في إحدى المقابلات بعد غزو العراق في عام 2003م بأن الاحتلال سيولد مقاومة عسكرية”.
وبالنسبة للوجود العسكري الروسي في سوريا، أكد الأسد أن هذا الوجود هو في إطار التوازن العالمي، مشدداً أن “القوة الروسية من الناحية العسكرية ضرورية للتوازن في العالم من جانب، والجانب الآخر هو مكافحة الإرهاب”.
وأوضح أن “روسيا دولة عظمى ولديها مهام على مستوى العالم وواجبات ومسؤوليات، هذه المسؤوليات تخدم العالم وتخدم أيضاً روسيا نفسها والشعب الروسي”.
ورأى أن روسيا ليس أمامها خيار إما أن تلعب دور دولة عظمى أو أن تنكفئ وتصبح دولة عادية جداً، “وهذا غير جيد للعالم”.
كذلك تناول الأسد التصريحات التركية بشأن إعادة اللاجئين إلى منطقة سيطرة الجيش التركي في شمال شرق سوريا، واعتبرها “خدعة تحت عنوان إنساني، مشيراً إلى أن “الهدف منه جميع الإرهابيين في تلك المناطق تحت رعاية تركية”.
ورأى أن “لا أحد يصدق بأن تركيا تريد إعادة ثلاثة ملايين لاجئ سوري إلى هذه المنطقة.. طبعاً حتى لو أرادوا، هذا الكلام غير ممكن لأن هذا يعني خلق صراع بين أصحاب الأرض، والمدن والقرى والبيوت والمزارع والحقول وغيرها، مع القادمين الجدد لأن أصحاب الحق لن يتنازلوا عن حقهم في تلك المناطق”.
الأسد اعتبر أن التصريحات التركية ستخلق صراعاً على أسس عرقية، وأن الهدف الحقيقي لتركيا هو المجيء بالمسلحين الإرهابيين الذين كانوا يقاتلون في سوريا وهزموا ونقلهم إلى هذه المنطقة مع عائلاتهم “لكي يكّونوا مجتمعاً جديداً متطرفاً يتماشى مع الرؤية التي يسعى إليها رئيس النظام التركي رجب طيب إردوغان”.
واعتبر أن الهدف التركي بكل الحالات سيؤدي إلى خلق عدم استقرار في سوريا، مشدداً “بكل تأكيد نحن نرفضه”.
وحول العلاقة مع جزء من الكرد، أوضح الرئيس السوري “نحن لن نوافق لا اليوم ولا غداً على أي طرح انفصالي لكرد سوريا”، مشيراً إلى أن الكرد موجودون في سوريا منذ عقود ولا توجد مشاكل إلا مع جزء منهم.
وإذ أكد أن “هناك مجموعات متطرفة بالمعنى السياسي، هي التي تطرح طروحات أقرب إلى الانفصال”، رأى في الوقت نفسه أن “البعض منها يتعلق بالفيدرالية والحكم الذاتي المرتبط بالكرد”، كما شدد على أن “هذه المنطقة عربية فإذا كان هناك من يريد أن يتحدث عن الفيدرالية فهم العرب لأنهم هم الأغلبية”.
وأشار إلى أن المشكلة أن هذه المجموعات الكردية تدعمها الولايات المتحدة، وهي تتحدث اليوم على أن الوضع تغير بعد الحرب، “طبعاً الوضع يتغير هذا طبيعي، والحرب لا تعني تقسيم البلد”.