بتعادله مع الأحمر اليماني.. لم ينتصر المنتخب القطري وإنما نجا من الهزيمة

 

جميل مفرِّح
الحقيقة التي يجب التوقف عندها في مباراة الحسم بين منتخبنا والمنتخب القطري في تصفيات آسيا للشباب هي أن المنتخب القطري لم ينجح في تحقيق التأهل، بقدر ما نجح في النجاة من الهزيمة..
استطاع المنتخب القطري أن ينجو من هزيمة كانت محققة من قبل منتخبنا.. وذلك عبر تخفيض رتم المباراة بكل الطرق والوسائل داخل وخارج اللعب واستقطاع الأوقات لأسباب فنية وغير فنية، وبالتالي الحد من الاندفاعية التي بدا عليها منتخبنا منذ اللحظات الأولى للقاء..
ونجح القطريون بدهاء متناهٍ في تنفيذ ذلك التكتيك بانتظام ملحوظ على جسد المباراة، وبالذات في شوطها الثاني، وبالتالي أنهوا المباراة ناجين من حتمية انتصار منتخبنا بما ظهر عليه من مستوى عال في الأداء والانتشار والفاعلية.. وهو ما كان سيطيح وبشكل مؤكد بالمنتخب القطري وربما بهزيمة ثقيلة..
نعم فأبرز ما يمكن حسابه لصالح منتخب قطر أنه تمكن من التوجه بأحداث المباراة إلى كبح جموح منتخبنا والتقليل من فاعليته وخطره وإمكانية انتصاره التي فرضت نفسها منذ الدقائق الأولى للقاء، ووصل بالمباراة إلى الوضع المطلوب بالنسبة له والذي يضمن له التأهل في صدارة المجموعة..
عن منتخبنا:
من أهم ما تميز به هذا الفريق الشاب القدرة بتمكن تام على الانتشار المثالي في مستطيل الملعب وملء المساحات.. ولعل أبرز ما يمتاز به هذا الأسلوب أو التكتيك هو ارتفاع نسبة الحصول على الكرة وغالباً نسبة الاستحواذ، والتحكم المتقن بمراكز اللعب وبالتالي تغطية مهام تلك المراكز، بالإضافة إلى اللعب النظيف وتجنب دوائر الاستفزاز التي كان يقوده إليها الخصم كفريق وأداء وكتصرفات فردية من قبل اللاعبين القطريين.
كما استطاع منتخبنا في هذه المباراة أن يفرض السيطرة التامة على خطوط اللعب طولاً وعرضاً، سواء على مستوى الظهيرين والجناحين من الخارج (الأطراف) أو على مستويات الدفاع والوسط والهجوم من الداخل (عمق الملعب).. وهذا بطبيعة الحال ما وفر السيطرة الفعلية على مستوى اللعب والحضور في أنحاء المستطيل الأخضر.
ولعلي لا أبالغ إن قلت إن منتخبنا كان في هذه المباراة قريباً من المثالية، وقدَّم أداء متميزاً لولا وقوعه الاضطراري في ربكة تكتيك التهدئة الذي طبعه القطريون على أجواء المباراة، سعياً منهم للسلامة والخروج بأقل الأضرار (التعادل) الذي يكفيهم للتأهل متصدرين المجموعة..
ومن أبرز الملاحظات التي يمكن تسجيلها على قوام وتشكيلة منتخبنا ربما الافتقار إلى مهاجم مهاري حر وقادر على استثمار الفرص وإحراز الأهداف.. أي بالمعنى الصريح ينقص الفريق ( اللاعب الهداف)..
وعلى الرغم من ذلك ومن ملاحظات أخرى في أداء وتشكيلة الفريق إلا أنه استطاع في مباراة الحسم تلك أن يفرض شخصية جديدة فاجأت كل التوقعات، شخصية متماسكة لم تتزعزع أو تتباين رغم النتيجة التي استطاع المنتخب القطري أن يحد من خسائرها وينجو بنفسه (بصعووووبة بالغة) من تبعاتها..
ومن الطبيعي بل والمفروض ألا يغيب عنا الدور الكبير والرئيسي لقيادة المنتخب في تشكيل الشخصية التي بدا عليها الفريق في أدائه ومستواه في هذه المباراة.. وهي الشخصية الأكثر تطابقاً مع قائده الكابتن أمين السنيني المدرب الوطني الكبير صاحب المنجزات الأبرز في تاريخ الكرة اليمنية..
نجح الكابتن (الأمين) بشكل كبير في الاستعداد للقاء ثم مسايرة أحداثه بدءا من التشكيلة الرئيسية للفريق وخطة، بل خطط اللعب التي انتهجها، بالإضافة إلى توجيهاته المستمرة للاعبين خلال المباراة..
ثم يبرز أهم عنصر حققه (الأمين) وهو التماسك والنجاح في مواجهة افتقاد الفريق لاعبين أساسيين بالإصابة واستبدالهم ببدلاء مناسبين استطاعوا مع بقية زملائهم أن يحافظوا على النزعة الهجومية والإصرار على التقدم والإنجاز حتى آخر لحظات المباراة ونهايتها.
ختاماً.. ما نستطيع التأكيد عليه هو أننا لم نخسر أو حتى نتعادل في هذه المباراة، وإنما كسبنا بأدائنا كل تفاصيل المباراة وكسبنا ما هو أهم من ذلك، كسبنا منتخباً جيداً ومشَّرفاً في هذه التصفيات.. وما تزال أقدام لاعبيه مغروسة في ملاعب ومراجل المنافسة، وذلك بتأهل منتخبنا ضمن أفضل خمسة ممن أحرزوا المركز الثاني من كامل المجموعات..
ختاماً.. فإن نتائج المنتخب في الثلاث الجولات من هذه التصفيات في اعتقادي هي الأفضل في كل المشاركات اليمنية في البطولات الدولية سابقاً.. وأكاد أجزم لأسباب فنية شبه مؤكدة بأنه ما يزال في جعبة هذا الفريق الأفضل، وأفضل من ذلك بكثير.

قد يعجبك ايضا