مفتي الجامع الكبير بصنعاء العلامة عبدالله حسن الراعي لــــ” الثورة “: ميـــلاد الحبيب المصطفى هو ميلاد الحضــارة والأمــة الإسلاميــة

 

لا حاجة لمن يأتي بمن يشيد بالظالمين أو يفتي بتبرير العدوان أو يمجد الملوك المعتدين المستقوين بالكفار على أبناء الإسلام

أكد مفتي الجامع الكبير بصنعاء العلامة عبدالله حسن الراعي، أن للاحتفال بالمولد النبوي الشريف دلالات عظمى تذكرنا بارتباطنا بالنبي الأكرم والتمسك بالثقافة المحمدية التي نستقي منها القيم والأخلاق.
وشدد في لقاء خاص مع “الثورة” أنه لا بد أن نمضي على تلك الأخلاق المحمدية وأن لا نتخلى عنها حتى لا تأتي الفرصة لأعدائنا أعداء الإسلام لبث ثقافاتهم المغلوطة التي يسعون بها لتمزيق الجسد الإسلامي.
العلامة الراعي تطرق في هذا اللقاء إلى العديد من المواضيع والقضايا الهامة التي تتضمن أهمية ودلالات الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.. إلى التفاصيل:

لقاء/ رجاء عاطف

في البدء تحدثوا عن دلالات الاحتفال بالمولد النبوي الشريف؟
– إن ميلاد نبينا الحبيب المصطفى هو ميلاد للقرآن والإسلام والأخلاق وميلاد الحضارة والأمة الإسلامية وميلاد للقيم التي ضاعت، فهو من جاء بالحضارة والفكر الذي حرر عقولنا وربطنا بربنا في وقت كانت الأمة العربية بينها حياة جاهلية وغالبها وثنية يعبدون الأصنام فجاء النبي لتحرير العقول من هذا الوباء وأنقذنا وأحسن إلينا وأسدى إلينا هذا المعروف ورفع الله من ذكره وشأنه، فللمولد النبوي دلالات من نواح شتى، فحينما نحتفل به نذكر هذا الرمز وأننا مرتبطون به ونستقي من معينه ونمشي على طريقه ونريد أن يمضي الشعب أو الأمة على خطاه، فأعداؤنا جسدوا لنا بثقافتهم الخطيرة الدخيلة وأرادوا أن يفعموا مجتمعات المسلمين بها على حساب الثقافة المحمدية، فلا يتصورون أن يكون الشعب أو الأمة على طرق الحبيب المصطفى ولا يعلمون من هو.. فاحتفالنا هو اعتزازنا إليه، فالعالم كله يتذكر في عيد ميلاد الدولة أو الجيش المؤسس أو من بذل نفسه أو قاتل وجاهد، وهذا النبي بذل نفسه وأهله وأصحابه وبذل مال أم المؤمنين وصبر وهمه الأكبر أن نؤمن بالله وننقذ أنفسنا ونوحد كلمتنا وصفنا ونكون كقلب رجل واحد، فهو مَنْ بَيَّن لنا كيف نتعامل مع عدونا وأسرانا وكيف نعمل في المصالح المشتركة بين الدول وبين المجتمع وبين الأفراد ودلنا على كل خير وحذرنا من كل شر فهذا الرجل عظيم عند كل من عرفه ولو ألد خصومه، فهو النعمة العظمى التي أمرنا الله أن نظهرها كما قال النبي الكريم: “إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده” وهذه نعمة حقيقة والمغالطة من بعض من لا خير فيهم أو ممن فهم فهماً جامدا لا حاجة لنا في مجاراته..
الأمة والعالم الإسلامي يقولون جميعاً أشهد أن محمداً رسول الله ويذكرونه في صلاتهم ومجالسهم والعلماء والمؤلفون والكُتاب والصحفيون وغيرهم يتبركون بذكره ويذكرونه بعد ذكر الله ، وهذا احتفال أعظم ودائم وهو عيد الأعياد الذي لولاه لما حصل عيد عرفه ولا عيد رمضان فلولا النبي صلى الله عليه وسلم لما حُفظ حق الجار ولا مُيز الباطل من الحق، فهو القدوة والفارق وهو المعين الذي لا ينضب.
هذا هو حبيبنا المصطفى الذي احتفلت به السماء وذكر في أكثر من موطن وذكره الأنبياء وفي قوله تعالى: ” وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ” وذُكر في التوراة والإنجيل وعلى لسان الأنبياء جميعا “أنا سيد ولد آدم النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم”، مما يعني لا حاجة لمن يأتي بمن يشيد للظالمين أو يفتي بتبرير العدوان أو يمجد الملوك المعتدين المستقوين بالكفار على أبناء الإسلام ولم يراعوا حق الجوار ولا حق الإسلام ولا حق الأخوة الإيمانية، حتى إذا جاء ميلاد الحبيب قاموا وكشروا عن أنيابهم أنياب الشر فيقولون أنها بدعة كذبوا والله انهم المبتدعون وإنهم أعوان الظالمين وشركائهم في الظلم والقتل والتدمير، والحمد لله الذي حرمهم من الكرامات التي يحصل عليها المؤمن ومن الأجور والثواب التي يبثها رب العالمين للمؤمنين بسرورهم واحتفالهم ، وذلك بفضل الله علينا بهذا النبي، فهو فضل ونعمة وخير وهو يستحق منا الشكر والحمد والثناء والتمجيد لله وأن نذكره كما كان يذكره الصحابة والخلفاء من بعدهم ويزينون به المجالس حتى ظهر قرن الشيطان وأعوانه الذين يريدون أن نترك الإيمان ونعتمد على أقوال الجفاة الرعاة الذين تقووا بالكفار وتنكروا للإسلام وجعلوا الدين خادما لهم وجعلوا مال الله دولا وعباده خولا، لكن هيهات إنما نتبع من يدلنا على التراحم والرجوع إلى سنة رسول الله وكتاب الله .. إلى نصرة المظلوم إلى أن نقف في وجه المعتدي الظالم فهذه هي أخلاق رسول الله وليس من يزين للناس الباطل .. وهذا خلاصة ما نخاطب به العقول النيرة المتحررة الجامدة فليقرأوا كتاب الله القرآن شاهد بذكره والأنبياء والصحابة التابعون والعلماء .
برأيكم.. لماذا الوهابية ترى أن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة وحرام؟
– لأن الوهابية هي نواة زُرعَتْ لتمزيق الجسد الإسلامي ولم يجدوا في تمزيقه إلا مخالفة ما تم عليه المسلمون وما أجمع عليه العلماء، فهؤلاء الوهابية سرطان في جسم المسلمين مزقوه وأمرضوه ودمروه، ولذا فضحهم الله على رؤوس الأشهاد أنهم يوالون أمريكا الدجال ويوالون آل سعود السفياني ويعادون أولياء الله اليمانيين وأبناء اليمن، والذين كفَّروا في كتبهم الأخوة وكفروا الأشاعرة والزيدية والشافعية وقسَّموا حتى في التوحيد وكفَّروا باللازم ووُجِد فيهم غلظة وشدة لم نجدها في رسوله ولا في أهل بيته ولا في الصحابة وإنما جعلوا الدين شعارا ليقتبسوا به الدنيا ويتعيشوا على رقاب الناس باسم الدين أولئك لا خلاف لهم ولا يؤبه لهم، فالأيام قليلة وسينهار مشروعهم ومن يؤيدهم ويدعمهم ويمدهم، وقل جاء الحق اذا ظهر وزهق الباطل مات القائد من دون حرب أو شيء لأنها ثقافة مبنية على شبهات وأباطيل لتمرير الثقافة المغلوطة من تمجيد الظالم وتولية الظالم ومعاداة المؤمنين ومعاداة أباة الضيم والمجاهدين ومعاداة آل محمد.
اليمنيون يحرصون على الاحتفاء بهذه المناسبة العظيمة، هل هو امتداد لما قدمه اليمنيون على مر التاريخ من أجل نصرة الإسلام ونصرة الرسول الأعظم خصوصا بعد أن تخلت عنه عشيرته؟
– إن اليمنيين هم أنصاره بشهادة النبي “اللهم أرحم الأنصار وأبناء الأنصار” والله تعالى يقول: ” وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ ” هم أهل اليمن وما فتحت مصر والعراق وفارس وغيرها إلا على اكتاف اليمنيين فطبيعة الفطرة اليمانية التعلق بالدين، وبلا شك إذا فرح القرآن بنجاة بني اسرائيل من فرعون وملأه في قوله: ” اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ * وَإِذْ أَنجَيْنَاكُم ” هو احتفال وتذكير الأبناء بما أسدي على الآباء من نعم، كذلك اليمانيون يتذكرون نصرة آبائهم فهم يعتزون برمزهم الحبيب المصطفى وتعبيرا عن الإيمان الخالص الذي اختصهم الله به عن باقي البشر “الإيمان يمان” فهو تعبير عن الإيمان الصادق، ولذا نشاهد حينما دعاهم للجهاد قال 99% من الشباب : لبيك يا رسول الله، لأن معركتنا الآن هي معركة ضد الدجال وضد السفياني أعداء الإسلام الذين أرادوا أن يذبحوا الإسلام من خلفه كما قال بوش ونطق بها صراحةً أنها حرب صليبية جديدة وإنما جاءت في أقمص مختلفة واستعملوا أياديهم للأسف لمن يعتزون إلى العرب وإلى الإسلام بأموالهم وأجنادهم.
الاحتفال بالمولد لهذا العام له دلالات عظيمة، صف لنا أبرز تلك الدلالات خصوصاً واليمن يتعرض لعدوان عالمي؟
– من أعجب العجب أن اليمن يُشن عليه أعظم حرب وحصار اقتصادي ومع ذلك يأبى اليمنيون إلا أن يحتفلوا وسيحتفلون احتفالاً كبيراً تعبيراً عن تقتهم بالله وحبهم لرسول الله فهو قائد ورمز في المعركة سيكون حليفهم النصر لو تآمر العالم وبذلوا ما بذلوا ستخيب آمالهم وستهلك نفوسهم وسيطمس على أموالهم، وقد شاهدنا في أكثر من مرحلة وفي أكثر هذه المدة ضربونا بأعتى الأسلحة وحشدوا علينا أعداداً كثيرة من الألوية ولكن خيب الله آمالهم وذهبت سدى، ومن هذا المنبر الكريم نبشر اليمنيين بالنصر الحتمي لأنهم – كما قال النبي – المدد للإسلام وللإمام المهدي الذي آن أوانه، فتلك الأسطورة من الأسلحة وجيوش الدجال والسفياني ما تكسرت إلا على أيدي الجيش اليمني، وهذه من نعم الله عزوجل تمثل أعياداً لأن سقوط الأنظمة الكافرة هي ظهور للأنظمة الإسلامية المحمدية الحقيقية التي لا تريد علواً ولا فساداً إنما تريد إنصاف المظلوم وإحقاق الحق والتكافل الاجتماعي وبث الإخاء فيما بين الأمة المحمدية، هذه التفرقة هي نزعة شيطانية بثتها أمريكا وأعوانها بأيادي من لا خير فيهم وهناك من يدعو إلى الوحدة والإخاء والتآخي فنشد على أيديهم ونقول: اللهم أهلك من يبث الفرقة بين أمة الحبيب المصطفى.
هناك من يحاول طمس السيرة النبوية الشريفة وسيرة آل البيت الكرام، كيف يمكن أن نستغل هذه المناسبة لإحياء مكارم الأخلاق التي جاء بها الرسول الأعظم وتحلى بها آل بيته الكرام؟
– النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو قدوة العالم كله – الإسلامي والكافر- ” وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ “، حينما نستغل المنابر الإعلامية والصحف الكريمة والمناهج الدراسية وخطب الجمعة وأن نبث الثقافة المحمدية في كل المناحي بلا شك ستعود للأمة تلك الحياة الجميلة التي عاشها الأوائل من أخلاق وحب وتراحم وشجاعة وجهاد وغيرها وعندما تغيب هذه الثقافة يكون العكس وتستلهمنا ثقافات أخرى ويلتهمنا من لا خير فيهم وإذا بقينا مفعمين بالثقافة فهي حصن حصين للأمة الإسلامية من كل ثقافة دخيلة.
ماذا لو تحدثنا عن أبرز المضامين التي يجب على كل مؤمن أن يحرص عليها وعلى أدائها ؟
– يجب الاقتداء بالحبيب المصطفى قولاً وفعلاً واعتقاداً، فكثير من الناس يظنون أن الدين محصور في الصلاة ومزاحمة الصفوف، لكن عندما يذهب إلى وظيفته يتعاطى الرشوة وعندما يُحدث يكذب وعندما يوعد يخلف وتنكر للأخلاق، ولكن عندما نعود إلى المدرسة المحمدية فستتحسن أخلاقنا وقيمنا ومجتمعنا وسنكون معبرين عن رسول الله تحترمنا الأمة وتهابنا الأمم والأعداء ولكن عند ترك هذا الخير وهذا المعين يسلط الله علينا بذنوبنا من لا يرحمنا كما جاء في بعض الآيات.
هناك في داخل المجتمع اليمني من يستكثر على الرسول الكريم هذه المراسيم الاحتفالية بمناسبة مولده ولا يزال يشكك بأولوية توفير الراتب على إقامة أي مظهر من مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي ، فما ردكم على ذلك؟
– ما عصي بأعظم من الجهل، أولاً التفاعل هو تفاعل المجتمع ككل وهناك قليل من الناس يعارض ذلك، وإذا قلنا الاحتفال هو سرور، فالأمة اليمنية الحمدلله كلهم مسلمون لا يهود ولا نصارى هم مسلمون وجميعهم يقولون أشهد أن محمدا رسول الله وكلهم يعتز ويفتخر ويُسر إذا اُنتسب إلى الحبيب المصطفى، فالبذل فيما يوصل إلى الغاية المحمودة هو واجب، فهناك في الأمة من يتبرع لهذا الفنان أو الممثل أو اللاعب أفلا نستحي وقد انحرفنا عن الحبيب المصطفى ونريد أن نشيع أنواره ورحمته بين الأمة، ثم إن القائمين على المولد يدعون إلى التراحم وإلى البذل والانفاق فيما بيننا وليسوا بملزمين في أن يدفعوا “لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق”، فكل حسب الاستطاعة، والكلمة هي إنفاق، وبكل ما يقدر عليه الإنسان من مشاركة ولم يلزموا كل شخص بشيء، وبلا شك نحن نراعي ظروف الأمة واحتياجها إلى المرتبات على عهد رسول الله كان الصحابة يتفانون بالبذل ويبذلون خاصة اليمنيين ولو كانوا في ضائقة اقتصادية ثم أن من بذل في سبيل الله وفي الخير وفي محبة الحبيب سيعقبه خير ” فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ” فالأمور بيد الله ” قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء “، وعليهم أن يثقوا بالله وأن نحيي هذا الحدث العالمي والعظيم الذي عندما يظهر ينهار ما بناه الكفار، هم أرادوا لنا ثقافة وتقييم شخص الحبيب وآله وأصحابه لكن عندما نعود إليها سنعود إلى عزنا ومجدنا وستنهار الأنظمة الدخيلة والعدو الكافر سينحسر.
صف لنا اجواء الاحتفال بالمولد النبوي في الجامع الكبير بصنعاء؟
– الجامع الكبير المقدس له خصيصة وعلى الدولة أن تحتفي به وأن تهتم بمسجد رسول الله، وهذا المكان يسمى “المسمورة” و”المنقورة” كان اسمه “المسموو” والمدعو المسمو لأن المكان سماه الحبيب المصطفى “اجعلهم مسجداً” والمدعو لأنه قال يدعو في هذا المكان وكما أن ” الجامع الكبير” له ميزة في كل اثنين وخميس يقام مولد للرسول صلى الله عليه وسلم طيلة السنة دائماً دائماً وفي البيوت وتحتفل الدولة والشعب وكان الأوائل يذهبون للتجار ويجمعون أعز العطور والعود ويُظهرون السرور والحمد ويلبسون اللبس الفاخر ويسمعون إلى تحديث المحدث عن صفات وأخلاق رسول الله فهذا مسجد ومنبر رسول الله يعني عز اليمنيين يأتيه الناس من جميع المحافظات تبركاً به وهو كذلك والحمدلله وإن شاء الله سيكون احتفالاً يليق برسول الله الذي لا أحد يستطيع الوصول إلى ما يليق به وقد احتفلت به السماء وسقطت لمولده الأصنام وغار ماء ساوا وانطفأت نار فارس واهتز ايوان كسرى وهو عليه جالس، وحصل في مولده من المعجزات ما لا يخفى على أحد، احتفاله لكم تتشرفوا به وتعلموا من نبيكم وترجعوا إلى أخلاق النعمة العظيمة.
كلمة أخيرة تودون قولها في ختام هذا اللقاء؟
– أُهيب بكل من سمع أو اطلع أن يشارك ولا يصغي إلى الأهواء فهي فرصة قد يموت الإنسان ولن يجد من ينفعه يوم القيامة ولن يجد هناك غير الحبيب المصطفى يشفع لنا، فمن شفيعنا غيره ومن رمزنا وإمامنا وحبيبنا غيره، فيا أيها المؤمنون والأحباء لا نتكل على الأماني والأهواء بل نتكل على المشاركة والفعل وعلى الحث، كل واحد حسب ما يقدر، وأظهروا فهو نعمة وهو إمامنا وهذا عيد الأعياد يكفي أنك مسلم ومؤمن ببركة رسول الله وهذه نصيحة لنفسي وللجميع.
كما نسأل الله ببركة هذا المولد أن يخيِّب آمال المعتدين وأن يطفئ نارهم وأن يهلك جيوشهم وأن يرد كيدهم عليهم وأن يفرق فيما بينهم وأن ينصر المجاهدين وأن يشفي الجرحى وأن يفك عن الأسرى وأن يؤلف بين قلوب اليمنيين وأن يردهم إلى عقولهم حتى يقاوموا العدو ويرجعوا، فهم يعلمون أن السعودية والإمارات وأمريكا عدو الجميع لا تريد من في صنعاء ولا من في مأرب ولا من في عدن أو في أي مكان، هم يريدون من يكون عميلاً لهم يمرر خططهم ويدمرنا ويدمر بلادنا ورجالنا ويأخذ مقدراتنا لكن لو توحدنا وتفاهمنا فيما بيننا فنكون فوتنا الفرصة على عدونا، وقد جاء في الأثر: في آخر الزمن تعطف الأرض بثلثي بركاتها إلى اليمن – لو يحصل الاستقرار ستكون اليمن من أغنى الدول، وهذا ليس من تحليل سياسي أو شخص بل هو تحليل المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، فيا أهل اليمن هي فرصة وأسألكم بحق هذ النبي عودوا إلى رشدكم واتركوا العناد وتحاورا وتفاوضوا ونكون إخوة لما يصلح البلاد وهذا الشعب الصابر الذي لا مثيل له أنصار الرسول لا نضحي به ولا نتاجر به نرجع إلى الأخوة ونفتح صفحة جديدة ونكون عدواً على من يريد الإضرار باليمن وسنسالم جيراننا ولا نؤذيهم، فاليمن بطبيعته مسالم ومن يعين العدو فاللهم عاجله بمرض يعيقه حتى يتمنى الموت قبل حلوله وصلى الله وسلم على سيدنا محمد.

قد يعجبك ايضا