حسن الوريث
محمد التاج مشجع أهلاوي من الطراز الأول يحب النادي الأهلي بصنعاء بل ويعشقه إلى حد لا يطاق، وبالتأكيد أنه مثل الكثيرين من المشجعين الأهلاويين الذين تشربوا حب النادي منذ نعومة أظفارهم وحتى هذه السن المتقدمة وعاصروا مراحل تطور النادي وبطولاته وإنجازاته خطوة خطوة وفرحوا كثيراً بتلك الانجازات والبطولات وتألموا في كل مرة كان النادي الأهلي يخفق فيها وكانت لهم وقفات ووقفات وبالتأكيد أن النادي مدين له ولمشجعيه الذين كانوا أحد أهم الأسباب لكل إنجازات النادي في كافة الجوانب.
هذه الكلمات البسيطة ليست سوى جزء بسيط مما يستحقه محمد التاج وأولئك الجنود المجهولون الذين كما قلت أحد أهم أسباب نجاح النادي، فالجمهور هو أحد أركان الرياضة وبالتأكيد أنه الداعم الأول معنوياً ومادياً فما يقدمه الجمهور ولو كان بسيطاً لكنه يعد كبيراً مقارنة بإمكانياته المادية فعندما يقتطع المشجع من قوت يومه ليقف مع النادي فهذا العطاء لا يساويه أي عطاء وعندما يكون المشجع هو الأول في المدرجات قبل اللاعبين والإداريين فهذا يعني الشيء الكثير، وعندما يكون الجمهور هو الدافع للرياضيين للعطاء فهذا يعني أن تأثيره كبير ويستحق كل ما يقال عنه من كلمات المديح.
كان لابد من هذه المقدمة الطويلة للدخول في الموضوع الذي يؤكد أيضاً أن المشجع هو العين التي لا تنام وهو الناقد البسيط وهو من يقدم الأفكار للإدارة وهذا هو محور حديثي مع المشجع الأهلاوي محمد التاج، حيث تحدثنا عن النادي الأهلي وبعض الأفكار التي يمكن أن تساعد إدارة النادي في مواصلة التطوير والتحديث والاهتمام بالبناء المؤسسي الذي بدأ يخفت قليلاً ويتراجع إلى حد ما، وبالتأكيد فقد بدأ الحديث عن فكرة كنت ناقشتها معه ومع بعض المشجعين الأهلاويين والإعلاميين الرياضيين حول عدم تمكن النادي الأهلي – رغم ما يمتلك من إمكانات مادية وبشرية – من إيجاد حارس مرمى متمكن أو أن مدرسة الأهلي أخفقت في هذا الجانب وكان له وجهة نظره التي أحترمها حيث استشهد بأندية كبيرة تستورد حراسها من أندية أخرى، وما لاشك فيه أن وجهة نظري تختلف معه ولو قليلاً حيث أن ذلك لا يعفي النادي من مسؤوليته في أن يكون له مدرسة لإنجاب حراس مرمى مثلما تنجب النجوم في المراكز الأخرى.
كانت النقطة الأخرى التي شكاها لي وربما لم تنفصل عن النقطة الأولى هي وبحسب رأيه أن النادي الأهلي لا يمتلك لاعبين في منتخبات الناشئين والشباب رغم ذلك الكم الهائل من اللاعبين الذين تمتلئ بهم ملاعب النادي يومياً والمدربين الكبار الذين يشرفون على الفئات العمرية، وهذا يقودنا إلى أن النادي بحاجة إلى رؤية جديدة في هذا الجانب كي يستفيد من كل هؤلاء البشر ما لم فإن وجودهم وعدمهم على حد سواء.
النقطة الهامة التي كانت في النقاش مع محمد التاج والتي تحدث فيها بمرارة وألم كانت منشآت النادي التي عفى عليها الزمن – على حد تعبيره – ولا تتناسب مع مكانة النادي ووضعه وإمكانياته، فهو يتساءل عن السر وراء بقاء منشآت النادي بهذا الشكل وعدم الاستفادة منها وعدم وجود منشأة رياضية حقيقية وكيف أن كافة مجالس الإدارة التي تعاقبت على النادي لم تفكر في أن يكون للنادي منشأة كبيرة واستثمارية تتوازى مع النادي العملاق والكبير والعريق؟ ولماذا الكل يسكت على هذا الوضع ويكتفي بتلك المبالغ الزهيدة والبسيطة التي تعود على النادي من عائدات الإيجارات وليس ثمة أفكار لتحسين وتطوير هذه المنشآت والتوسع فيها وأن تكون بحجم النادي الأهلي إمبراطور الأندية اليمنية؟!
سأكتفي هنا بوضع التساؤلات التي طرحها المشجع الأهلاوي محمد التاج والتي بالتأكيد تعبِّر عن لسان حال كل المشجعين والرياضيين وأنصار النادي ومحبيه، وسأترك الإجابة عنها للإدارة الأهلاوية التي أثق أنها ستتابع الموضوع وتعمل ليس على الرد عليها فقط ولكن على دراستها وتنفيذ الممكن وفق استراتيجية حقيقية تنطلق من مكانة النادي الأهلي الصنعاني وحجمه وتاريخه العريق.