المولد النبوي.. بين خطاب المنطق وخطاب الإسفاف

 

ريهام البهشلي

لتعلو هامة اليمن عالية شامخة راسخة رسوخ الجبال بهذه الانتصارات الربانية التي اشفت القلوب المؤمنة والمظلومة وقهرت قلوب الأعداء والمحايدين المهزومين ، وبعد كل هذه المعاناة التي يعانيها شعب الإباء ، وبعد أيام التدجين والقهر واللامبالاة ، والتجرد من الإنسانية والدين التي كانت تحيط بواقعنا كشعب قهرته وأتعبته الأنظمة السابقة إلى أن جاء نور على نور بحركة رسولية أحيت فينا قيم الرسول محمد صلوات الله عليه وعلى آله الأطهار ومبادئه وانطلاقاته وتعامله مع القرآن كمنهج عملي نقتدي به ، إنها أهازيج وأفراح تتدفق لهذا اليوم العظيم ، إنه تجسيد ملموس لطموح وغاية الشعب اليمني وقيادته العظيمة وانتصار حقيقي لإرادة الشعب على قوى الشر وعناصره الحاقدة والمتيهودة التي طمست سيرة النبي الأعظم رسول الامة العظيم والتي رأينا نتائج ذلك الابتعاد خلال الفترة التي عشنا فيها بعيدين كل البُعد عن منهج الرسالة المحمدية الأصلية والمنهج القرآني الذي أنزله الله وقدمه لنا الرسول على أرقى مستوى من العظمة والدعوة والجهود المبذولة ليُخرج الناس من الظلمات إلى النور ،،،
وفي أوج الانطلاقة المحمدية المفعمة بالتجدد والتوحد وحقيقة الانتماء للهوية الايمانية اليمنية الحكيمة …..
ليعلنها الشعب اليمني فرحة كبرى وسعادة غامرة تملأ الآفاق ، تملأها الأسوة الحسنة والأخلاق النبوية والسيرة المحمدية في أجواء روحانية معطرة بالصلاة والسلام على نبي البشرية محمد رسول الله وعلى آله الأطهار ،،
وليملأ اولئك الذين لا يرون من الألوان غير السواد الرمادي الذي يملأ قلوبهم المرض والذين لا يرون في الورود إلا الشوك، الذين يرون في الضياء ظلاماً، وفي التفرقة والشتات نصراً ، الذين يعكرون هذه الأجواء الروحانية المحمدية بأضغانهم وأحقادهم ، بأضغاث أحلامهم ، الذين لا يروق لهم أن يروا امة محمد قوية وصامدة ومتكاتفة وموحدة تحت راية واحدة وهي راية محمد ولهم عدو واحد وهو عدو الله ورسوله من أمريكا وإسرائيل وأذيالهما.
ونقول لكل المرجفين: كفى تجاهلاً ..كفى تناسياً ، لقد تناسوا أن الامة الاسلامية لن تتوحد إلا بمحمد ، ومصير هذه الامة متعلق بالتمسك بمحمد ، وعلى وجه الخصوص أن مصير هذا الشعب الذي ناضل وجاهد وقدم قوافل الشهداء في سبيل الله ولنصرة دين الله ومحمد ،،
يكفي أنكم اليوم تقفون بين أبناء الشعب موقف الضد والعداء لأنصار محمد وجنوده ، فلا مكان بيننا لكل المرجفين والمنافقين بين جُند محمد عليه وعلى آله الأطهار أفضل الصلاة والسلام،،،
أليس إحياء المولد شكل رعباً وخوفاً لكل أعداء محمد ؟
أليس إحياء المولد النبوي هو بداية لميلاد محمد وبداية للحرية لليمن المتطلع لغد مشرق بعيداً عن التبعية لأمريكا وإسرائيل وجميع الأنظمة البشرية ؟
أليس إحياء المولد النبوي تعظيماً وشكراً لنعمة الله ؟
أليس إحياء المولد النبوي إحياء للدين الذي جاء به رسول الله؟
سأقولها وبالعلن سوف نُحيي المولد النبوي رغم كل الظروف لأن هذا واجب ديني ،،،
فاليمن الذي يمتلك من الإمكانات البشرية والمادية بأرض الله وجنته التي وصفها في القرآن يمكنه بناء مجتمع مؤمن يحمل القيم المحمدية ،، عليكم أن تفهموا أن إحياء المولد النبوي مطلب شعبي ووطني وواجب ديني لا يمكن التفريط به بأي حال من الأحوال ، ولا مجال لمن يشكك في ذلك ، بإطلاق وإشاعة بعض الكلام غير المنطقي مثل بدعة ، وإسراف ،وووووو….. إلخ ، وما شابه ….
يجب أن تدركوا خطورة الابتعاد عن محمد ، ويجب أن تدركوا أيضاً أن الرسول محمد هو أغلى وأعلى من كل ما يجود في تفكيرنا ، وأن تتركوا التصرفات غير المسؤولة التي لا هم لها سوى الإساءة للرسول محمد ،،
لكم الخيار أن تتخيلوا وتدركوا وتنظروا إلى الواقع الحالي، لتدركوا الثمار التي جنيناها من إحيائنا لمولده العظيم ، رغم الحصار والحرب وكل هذه التحديات على الساحة ، نحن نتقدم ونتطور ونزداد بأساً وقوة إيمان ، والمواقف وحدها تكفي بدون شاهد ، هي مواقف عظيمة من الرجال والنساء الذين تسلحوا بقوة الإيمان والولاء لمحمد وعترته واتخذوا القرآن منهجاً للعبادة وللتحرك نحو حمل المسؤولية التي رسمها الله لنا في محكم كتابه ،،،
يجب أن تشهدوا بأنفسكم التحولات الجذرية التي شملت كافة مناحي الحياة السياسية والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية ، رغم تكالب الأعداء من كل أنحاء العالم …
واقول في الختام: لنرتق بالولاء لمحمد وعترته والعداء لأعداء محمد وعترته .
اللهم صلِ وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد أبا القاسم وعلى آل بيت النبوة الأطهار.

قد يعجبك ايضا