الإمارات في الجنوب.. التدمير لا الانسحاب

 

عبدالفتاح علي البنوس
مشاهد مؤلمة تحز في نفس كل يمني غيور على أرضه وعرضه وسيادته وكرامته ، تلك التي عرضها بعض الناشطين الجنوبيين على شبكات التواصل الاجتماعي لعمليات العبث والفوضى والتدمير الممنهج الذي قامت به قوات الغزو الإماراتي في ميناء عدن عقب انسحابها من الميناء تاركة المجال لمليشياتها المسلحة لمواصلة تنفيذ مخططها وتمرير مؤامرتها ، إغراق متعمد للسفن وتفكيك للبعض الآخر بهدف إغراقها وتعطيل حركة الملاحة البحرية عبره ، وهو أحد أهم أهداف الإمارات من وراء سعيها لاحتلال عدن خاصة والجنوب عامة .
الإمارات ومنذ إعلان عدن منطقة حرة وتفعيل العمل في الميناء قبل أحداث العام 2011م وهي تفكر جديا في تعطيل العمل في الميناء بشكل تام ليبقى نشاطه مقتصرا على حركة التجارة الداخلية التي تشمل السفن التجارية المحملة بالبضائع الخاصة بالتجار المحليين ، الإمارات وعبر ما يسمى بشركة موانئ دبي العالمية حاولت في وقت سابق السيطرة على الميناء وشل حركة الملاحة البحرية الدولية عبره من خلال قيامها باستئجاره من قبل النظام السابق ، حيث عمدت إلى تعطيله بشكل كلي ، ووضع العقبات والعراقيل والقيود أمام النشاط الملاحي في الميناء ، للحيلولة دون تأثر ميناء دبي ، وظل مهملا ولم تطرأ عليه أي أوجه للتطوير والتحديث بموجب عقد التأجير الذي مثل خطيئة كبرى للنظام السابق ، وخصوصا أنه يدرك مطامع ومخططات وأهداف الإمارات من وراء استئجار ميناء المنطقة الحرة بعدن ، ولكن ( الكميشنات) التي دفعتها الإمارات أسالت لعاب النظام السابق وجعلته يقدم على هذه الجريمة في حق اليمن واليمنيين ، والتي لا تقل فداحة عن جريمة التوقيع على اتفاقية الحدود مع جارة السوء السعودية .
اليوم الإمارات تغرق السفن في ميناء عدن للحيلولة دون دخولها ورسوها في الميناء بهدف تعطيل النشاط الملاحي ، علاوة على قيامها بتلويث البيئة البحرية في خليج عدن من خلال رمي المخلفات والمواد الضارة بالبيئة البحرية ، وتقوم بذات السلوك في ميناء بلحاف بمحافظة شبوة ، وكأن شعارها هو ( التدمير قبل الانسحاب) وهو ما يكشف حقارتها ووضاعتها وزيف انسحابها الشكلي ، الانسحاب الذي يسبقه التدمير وزرع الألغام والمفخخات والمتفجرات في المناطق التي تغادرها بآلياتها وأفرادها ، لتبقى مهيمنة من خلال أذرعها وأدواتها المحلية المتمثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي .
والمشكلة أن هذه الممارسات التخريبية التدميرية التي تقوم بها الإمارات ترتكب على مرأى ومسمع ما يسمى بالحكومة الشرعية الدنبوعية التي تلزم الفرجة عليها ، وهي تعبث بميناء عدن وبلحاف وتعمد إلى ترسيخ نفوذها في سقطرى والتي يسعى الإماراتي لضمها إلى دويلته الزجاجية من خلال الإغراءات المادية الكبيرة التي يقدمها لأبناء المحافظة بهدف تمكينهم من المطالبة بتقرير حق المصير وإعلان الانضمام إلى دويلتهم الهشة ، ولا نعلم ما هو سر صمت ( الحكومة الشرعية المزعومة) على هذه الأعمال والممارسات التدميرية التي لا يجوز السكوت عليها مهما كانت المبررات ؟!!
بالمختصر المفيد، الإمارات تقوم بتدمير الجنوب ومقدراته ، في الوقت الذي تعلن الانسحاب منه ، فالتدمير لميناء عدن وللبيئة البحرية في خليج عدن أكثر خطورة وأشد ضررا من الاحتلال نفسه ، والمسؤولية اليوم تقع على عاتق كل الأحرار والشرفاء من أبناء الجنوب في ايقاف هذا التدمير ، ووضع حد للعبث والفوضى التي تنشرها الإمارات هناك مستغلة انشغال أبناء المحافظات الشمالية بمواجهة قوى العدوان ومرتزقتهم في أكثر من ثلاثين جبهة داخلية وخارجية ، الإمارات تريد تفعيل ( الصميل الجنوبي اليمني) لكبح جماحها وكسر غرورها وغطرستها ، وعلى أبناء الجنوب الحذر كل الحذر من مخرجات حوار جدة ، الذي يهدف إلى انتقال الوصاية على الجنوب من الإمارات إلى السعودية .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم.

قد يعجبك ايضا