الفاجعة والغُصة المُرَّة

 

محمد العراسي

مات عبدالفتاح محمد سعيد الأخ العزيز والزميل والرفيق المعروف – منذ أيام الصبا في ملعب الطرافي وغيره من الملاعب اليمنية -باسم “الركب” والذي أطلقه عليه حارس الوحدة الأشهر آنذاك الشهيد الكابتن يحيى الظرافي في أوائل السبعينيات، فظل هذا الاسم عالقا وملازما له بل وأشهرني معه.. فلا يكاد يذكر “الركب” إلا ويذكر زميله العربي -الذي هو أنا – في أي محفل رياضي أو مقيل أو مناسبة، فأي رابط أقوى من هذه الرابطة النقية خاصة حينما تأتي مقبلة بنسائمها الفواحة، وعطرها الزكي مغلفة ومعنونة “من الزمن الجميل للكرة اليمنية”.
لقد نزل عليّ وعلى زملائه الكثر خبر وفاته كالصاعقة حينما علمته من أحد أبناء أخوتي النازحين في صنعاء، وانتشر الخبر بسرعة البرق بين الشباب والرياضيين، وكنت عازما العقد قبلها على حضور جنازته أو زيارة أهله بعد وفاته مهما كلف الأمر للاطمئنان عليهم وللتخفيف من مصابهم وصدمتهم والمعاناة التي ستطول على الجميع نظرا لروحية الموقف الصعب.. ومدى العشرة والصداقة والالفة المشهودة بيننا.
لكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن- كما يقال – فقد أعفاني الاخوة وأبناؤهم – سامحهم الله – من ذلك كي لا أتجشم كلفة السفر والإرهاق بالذهاب إلى تعز لتقديم واجب العزاء وأُقنعت بالبقاء، والقعود .. فتعساً لي ولحظي المنحوس والمآل المؤسف الذي لم أكن لأرضاه لنفسي في يوم من الأيام تجاه أخ عزيز وزميل بهذه الهامة والمواصفات النادرة.
وأعزي نفسي وإياكم أيها الزملاء والأهل بمصابنا الجلل ..وإنا لله وإنا إليه راجعون.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

قد يعجبك ايضا