السّر في سورة الأنفال
صلاح محمد الشامي
لا يمكن للعدوان أن يعترف بفداحة جرائمه، ولا بالجلوس إلى طاولة الحوار جلوساً عادلاً، ولا بإيقاف عدوانه ولا حتى الاعتراف بأن اليمن هو من يلقنه الدروس العادلة، ولا يمكنه إلا الاستمرار في غيه وصلفه وجبروته وطغيانه وإجرامه، وذلك كله لأنه لا يستطيع إلا ذلك، ليس بإمكانه إلا المضي في سبيله الذي سلكه في الـ 26 من مارس 2015م.
لا أمريكا ولا المملكة ولا أذنابها يستطيعون عمل شيء، لأنه ليس لدى أي من أولئك القرار، لا يملكون إلا الاستمرار، والاستمرار ، والاستمرار حتى تطمهم الطامة الكبرى، لأن استكبارهم لن يسمح لهم إلا بالعدوان.
سيظنون أن خططاً جديدة سوف تخرجهم من المأزق الحرج الذي أوقعهم به اليمن بعد “بقيق وخريص” وبعد “نصر من الله”، إن تخطيطاً جديداً وهجوماً أعنف سوف يحقق لهم نصراً يستعيدون به ماء وجوههم الكالحة.
وسيعدّون الخطط – ويستجلبون – الجيوش – والعصابات – والمرتزقة ويشترون الأسلحة ويعقدون صفقات جديدة مع دول شرقية وغربية لاستجلاب منظومات دفاعية متنوعة، وسوف ، وسوف، ولن يصلوا إلى شيء.
كل ما سيحصل عليه العدوان ودول تحالفه هو الصفعات المتتالية من رجال “صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ” ولكن لماذا كل هذا الاستصغار لليمن ورجال اليمن الذين يدوسون “الإبرامز” و”البرادلي” حفاة، ويحققون انتصارات أسطورية، ويصنعون ويطورون أسلحة صارت تصل إلى مداءات لم تكن تتوقعها قوى العدوان، ويضربون في العمق بكل شجاعة؟! ولماذا كل هذا التجاهل ليد السلام التي يمدها اليمن قوياً ثابتاً شامخاً؟!
إن كل هذا الطغيان ليس إلا لسبب واحد وهو أنهم الآن “يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ “.. يحفرون قبورهم بأيديهم، ولم يعودوا يستطيعون الاحتكام للعقل لأن هذه مشيئة الله، “وَيُحِقُّ اللّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ ” و”ليحق الحق ويزهق الباطل” و”ليَقْضِيَ اللّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً “.. ولا داعي للإيضاح أكثر، ويكفي العنوان لمن كان ذا وعي وبصيرة.. فالسر في سورة الأنفال.