الثورة نت/
حضر رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، اليوم الحفل التأبيني لفقيد الإعلام اليمني أحمد محمد الذهباني الذي نظمته وزارة الإعلام اليوم بمرور أربعين يوما على وفاته.
وفي الحفل أشار رئيس الوزراء في مستهل كلمته إلى أهمية الفعالية التأبينية للتذكير بمناقب هذه الشخصية الإعلامية الوطنية الفذة .. منوها بما تضمنته الكلمات التي ألقيت حول الأستاذ الذهباني ومواقفه الوطنية التي توجها بموقفه المشرف ضد العدوان، وهو الموقف الذي تميز به عن بعض الشخصيات التي انساقت وراء الإغراءات والتضليل الإعلامي ضد اليمن واليمنيين.
وقال “هذه الصباحية هي مكرمة الفقيد لليمنيين الذي غادر عالمنا وهو يحمل مجموعة من القيم والمبادئ والأفكار والمواقف التي تعلمنا منها جميعا وستتعلم منها الأجيال “.
وأضاف “برغم كل المغريات التي عرضت على الفقيد الذهباني، إلا أن موقفه ظل ثابت ورفضها وانحاز إلى جانب جماهير الشعب اليمني ومع ناسه ووصية والده وإخوانه وأهل صنعاء الذين يٌعلمون اليمن كل اليمن معنى الصمود والثبات “.
وأوضح الدكتور بن حبتور أن الفقيد أحمد الذهباني، قدم برفضه لكل إغراءات العدو وعودته إلى صنعاء درسا لكل الإعلاميين الذين ارتضوا أن يكونوا في صف الخونة والمرتزقة الذين لم يكتفوا بذلك بل برروا ويبررون للعدوان كل جرائمه التي حدثت وتحدث في اليمن.
ولفت إلى أن مسيرة الإعلامي الذهباني ستكون حاضرة في كل مواقف اليمن مستقبلا كشخصية متزنة ومثقفة وجريئة .. وقال” ركًزت دول العدوان عليه وعلى غيره من الإعلاميين الذين انحناء الكثير منهم أمام الإغراءات، فيما هو ثبت وصمد هنا بين أهله ومحبيه وبين هذا الكم الهائل الذي يقاوم ويناهض العدوان ولذلك هو سيكون من شواهد التاريخ ليس في الإعلام فقط ولكن في مواقف الرجال الذين صمدوا طيلة خمس سنوات”.
وقال” الرجل منذ اللحظة الأولى وهو لا يهادن من خلال نشاطه وحركيته الدائمة والخلفية الثقافية والأخلاقية التي انطلق منها ولتكن هذه المدرسة الجديدة التي ينبغي أن نعلمها أبنائنا في كليات وأقسام الإعلام في الجامعات اليمنية”.
وأضاف” مهم أن نتذكر هؤلاء الأبطال بشيء من الاعتزاز والثقة والشموخ لأن دول العدوان اعتمدت على المال الرخيص المدنس واعتمدت على الإعلام المدلس وكل ذلك فشل أمام إرادة قوية امتلكها الشعب اليمني “.
وأردف “في الغرب يناقشوا اليوم كيف صمد الشعب اليمني الفقير غير المتسلح بسلاح متطور لخمس سنوات والذي ليس لديه إمكانات وربما إذا لم تأت حلول سياسية سيصمد إلى مدى الدهر كما صمد الأجداد وكل الأسلاف “.. مؤكداً أن ثقافة المقاومة للظلم والعنجهية لا يمكن لها إلا أن تصمد لأنها ثقافة حقيقية تسلح بها الإنسان اليمني عبر مختلف المراحل.
وعبر في ختام كلمته في أن يحظى اسم الفقيد الذهباني بمكانة في أجهزة الإعلام مع تحديد الكيفية التي يتم عبرها الحفاظ على تراثه ونقل أو نسخ أرشيفه إلى أرشيف وزارة الإعلام لكي يكون جزء من تاريخ هذه الوزارة وتسمية شيء في هذه المؤسسة الإعلامية باسمه.
وفي الحفل الذي حضره نائب رئيس الوزراء لشئون الدفاع والأمن اللواء جلال الرويشان ووزير الثقافة عبدالله الكبسي، أكد وزير الإعلام ضيف الله الشامي أن فقيد الإعلام أحمد الذهباني كان رمزا إعلاميا يٌحتذى به من الإعلاميين الشباب، كونه يؤسس لمدرسة في الإعلام الوطني الحر.
وأشار إلى أن العدوان كان يعرف أن الذهباني رائدا ورمزا يمينا كبيرا وظهوره على شاشة العدوان سيكون له أثرا كبيرا في نفوس اليمنيين، إلا أن الفقيد الذهباني ظل صامدا ولم يتمكن العدو من كسر هذا الرمز .. لافتا إلى أن الفقيد الذهباني لما كان يمثله من ريادة رفض كل المغريات والإغراءات والظهور على شاشة تعادي الشعب اليمني .
وقال ” اليوم نكتشف أن تلك المواقف التي سلكها الذهباني كانت تربية ومبادئ تعلمها الفقيد من والده رحمهما الله “.. مؤكدا أن وصايا والده ومواقفه وتربيته لنجله أحمد يجب أن تخلد للفقيد الذهباني والإقتداء بها.
كما أكد وزير الإعلام أن الوزارة ستعمل ما بوسعها لتكريم الفقيد وتخليده وصرف كافة مستحقاته .. معربا عن أسفه أنه لم يتعرف على الفقيد عن قرب، قبل أن يتعرض للمرض الذي أقعده حتى وفاته.
ولفت إلى أن الفقيد الذهباني شكل خلال عمله الإعلامي، أنموذجا مشرفا للإعلامي الوطني ورمزا لدى كل من يهوى العمل في مجال الإعلام.
وفي حفل التأبين الذي حضره محافظ البنك المركزي اليمني الدكتور رشيد أبو لحوم ونائب وزير الإعلام فهمي اليوسفي ووكيل وزارة الإعلام أحمد ناصر ورئيس مجلس وكالة الأنباء اليمنية سبأ رئيس التحرير محمد المنصور، ورئيس لجنة الشئون الاجتماعية بمحلي أمانة العاصمة حمود النقيب .. أشار علي العصري في كلمة أصدقاء الفقيد إلى مواقف وذكريات عدة جمعته بالفقيد الذهباني خلال مشوار عملهما معا في الإذاعة والتلفزيون.
وقال “رغم أن الحفل التأبيني بأربعينية الزميل أحمد الذهباني، يأتي في ظل استمرار العدوان والحصار، إلا أن الفقيد وثق بالصوت والصورة فصولا من العدوان، ما يؤكد وطنيته وصدقه ورفضه للعدوان ومغرياته “.
ولفت العصري إلى أن الفقيد قدم كما كبيرا من القصص عبر رحلته الإعلامية الطويلة وكان أول من عمل في الإعلام الرياضي بالإذاعة، قبل أن ينتقل للعمل التلفزيوني في إعداد وتقديم البرامج المجتمعية والسياسية والتعليق على الفعاليات الوطنية وإعداد وتقديم مجلة التلفزيون ثم برنامج صورة المكافح للفساد والمعبر عن المواطنين وصوتهم للجهات المختصة وصولا إلى عمله كملحق إعلامي وربط المغتربين بالوطن من خلال الرسائل الإعلامية.
ودعا الجهات المختصة إلى الاهتمام بما تركه الفقيد من إرشيف وثائقي كبير والعمل على تقديمها بأية صورة للجمهور وتكريمه الذهباني بصرف مستحقاته.
وكان شقيق الفقيد أحمد الذهباني الدكتور عصام الذهباني أشار في كلمة أسرة الفقيد إلى شقيقه أحمد تمثل في حياته وعمله وكل تصرفاته لوصايا والده الشاعر المرحوم أحمد الذهباني الذي رباه على الأمانة والإخلاص وحب الوطن .
وقال ” لم يكن غريب على الفقيد أحمد الذهباني ترك العمل ملحق إعلامي في قنصلية اليمن بجدة، وعودته للعمل في صنعاء مع بدء العدوان رغم كل المغريات، حيث غادر الرياض ورفض البقاء في صف الخونة وكل المغريات وظل متمسكا بمبادئه حتى الرمق الأخير”.
وأشار الذهباني إلى أن شقيقه عاد إلى العمل في وطنه مدافعا ومنافحا عن اليمن واليمنيين واقفا كالجبل الشامخ في وجه العدوان بالكلمة والصورة دون كلل أو ملل حتى أقعده المرض.
حضر الاحتفال رئيس قطاع قناة اليمن الفضائية والأولى يحيى حٌميد ورئيس الغرفة التجارية الصناعية بأمانة العاصمة حسن الكبوس وجميع من زملاء ومحبي الفقيد.