جمال الخولاني
اختتمت قبل أيام منافسات المرحلة التمهيدية المؤهلة لنهائيات الدوري التتنشيطي لكرة القدم، الذي أقره اتحاد اللعبة على شكل تجمعات، أسفر عن تأهل ثمانية أندية سيتم تقسيمها على مجموعتين بحيث يتأهل الأول والثاني من كل مجموعة، لتحديد هوية البطل دون تحديد رسمي لمكان إقامة التجمع النهائي.
وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي باستمرار تؤكد أن البطولة الختامية ستحتضنها مدينة سيئون، واتحاد اللعبة يواجه بالتأكيد حرجاً كبيراً ولم يتم البت بصورة رسمية حول تحديد المكان المناسب لدواع أمنية وسياسية في نفس الوقت وفي اعتقادي أن مدينتي سيئون وأمانة العاصمة جاهزتان لاحتضان الحدث الذي انتظره الشارع الرياضي التواق لتدحرج عجلة الأنشطة الرياضية من جديد بعد توقف قسري دام خمسة أعوام بسبب الظروف الراهنة.
تأخير انطلاق البطولة وتحديد مكان التجمع النهائي يسببان صداعاً في أروقة الاتحاد الواقع بين مطرقة السياسة وسندان الأندية الثمانية، ولا شك أن إصدار قرار جريء من قبل الاتحاد دون إملاءات هو الفيصل والحلول كثيرة والأهم هو انطلاق البطولة، وصرامة القرار دون تدخلات فلان وعلان، واتخاذ الإجراءات اللازمة وتطبيق اللوائح والقوانين ضد المعرقل لإقامة الدور النهائي بصرف النظر عن المكان الذي نأمل جميعا أن يكون مناسبا وملائما من جميع النواحي على غرار بعض الدول التي تعيش ويلات الحروب.
لا بد من الشفافية والطرح البناء، وفقا للمعطيات الراهنة، والمعالجات والحلول الناجعة كثيرة فقط تحتاج قليلاً من الحكمة، ودراسة الطبيعة الجغرافية الراهنة، وخلع ثوب السياسة والمناطقية الجوفاء، والرياضة دائما وأبدا تجمع الشعوب وهذه قاعدة ثابتة وراسخة، وعلى الاتحاد إصدار القرار المناسب وتسمية المكان المناسب لاحتضان الدور النهائي، على أن تتحمل المدينة التي ستستضيف البطولة المسؤولية الكاملة إزاء أمن الملاعب وحماية اللاعبين.
من وجهة نظري المتواضعة، إن الحل الأنسب يتمثل في تحديد مدينة سيئون وأمانة العاصمة مكانين لإقامة الدور الختامي، بحيث تحتضن الأولى مجموعة تضم، التلال، وحدة عدن، شعب المكلا وأهلي تعز، وتقام المجموعة الأخرى بأمانة العاصمة وتشمل أندية، أهلي صنعاء، اليرموك، الهلال الساحلي واتحاد إب، على أن يقام الدوري بنظام الكل مع الكل من مباراة واحدة في المجموعتين، ويتأهل الأول من كل مجموعة وتحديد المباراة النهائية بنظام الذهاب والإياب بحسب القرعة على أن تقام مباراة في سيئون ومثلها في الأمانة لتحديد هوية البطل أو إقامة المشهد الختامي في دولة عمان أو مصر إن اقتضت الضرورة.
إقامة البطولة التي لاقت ترحيباً في الوسط الرياضي، أملا في العودة للمدرجات وإضفاء التنافس الشريف هو الأهم وبالطبع لها انعكاس ايجابي على مستوى اللاعب والأندية والمنتخبات التي أسعدت هذا الجمهور، وتأهل المنتخب الوطني للناشئين لنهائيات كأس آسيا المزمعة إقامتها في البحرين العام المقبل، وتألق المنتخب الوطني الأول في التصفيات المزدوجة خير دليل على ضرورة استعادة الأنشطة من براثن الجمود الرياضي.