الموهوب في.. اليمن عودا على بدء

 

حسن الوريث

عقب نشر موضوع الموهوب في اليمن.. بين المطرقة والسندان الذي نشر الأسبوع قبل الماضي في هذه الزاوية تلقيت العديد من الاتصالات والرسائل من رياضيين وإعلاميين وبعض أعضاء لجنة اكتشاف الموهوبين التي تم تشكيلها من قبل وزارة الشباب والرياضة والكل يؤكدون فعلاً أن اليمن تمتلك من المواهب والمبدعين ربما ما لا تمتلكه بلدان أخرى ويمكن بقليل من الاهتمام والرعاية أن يصل هؤلاء إلى العالمية فاليمن بلد غني بشبابه ومبدعيه لكنه يفتقر إلى طريقة إدارة ثرواته البشرية والمادية.
بالتأكيد أن العملية الإدارية تمثل المرتكز الرئيسي في النجاح أو الفشل كما أنها أحد أركان التطور في المجتمعات أو تخلفها وأحد محركات التنمية بكافة مجالاتها, وهذا يؤكد الأهمية الكبيرة للعملية الإدارية في تحقيق الأهداف واستثمار الثروات البشرية والمادية, وفي حالة غيابها أو تعثرها فإن تلك الثروات تنتهي وتتلاشى .. وفي حالة الشباب والرياضة في بلادنا فإن عدم القدرة على إدارة ما نمتلكه من مواهب ومبدعين يجعلهم فريسة للضياع وخسارة البلاد لهم وهذا هو الموضوع الذي ربما أجمع عليه معظم الزملاء الذين تواصلوا معي للحديث عن الموضوع وطلبوا مني أن أتحدث مرة أخرى عن الموهوبين في اليمن وكيف يمكن أن نعمل على الاستفادة منهم كما تفعل كل البلدان التي كما قلنا ربما لا تمتلك ما نمتلكه نحن.
وزارة الشباب والرياضة شكلت اللجنة كإسقاط واجب وليس انطلاقاً من رؤية علمية حقيقية وسليمة والدليل على هذا الكلام أن اللجنة فشلت في مهمتها رغم محاولات أعضاء اللجنة العمل بكل جهد لكن وكما يقول المثل الشعبي “ايش تعمل الكاملة في البيت العطل” ورغم المقترحات التي تقدمت بها اللجنة لإنشاء مدارس لكرة القدم في الأندية تستقطب المواهب من المدارس والأحياء لكن كل ذلك ذهب أدراج الرياح وهذا يؤكد ما قلناه وما نقوله دوماً أن تشكيل اللجنة كان لمجرد البهرجة الإعلامية ليس إلا وإلا لكانت الوزارة قدمت كافة التسهيلات والإمكانيات لنجاح العمل في اللجنة التي تضم كوادر ذات خبرة وكفاءة وتمتلك تجربة كبيرة في اكتشاف المواهب على مستوى الأندية الرياضية فالشكاوى تزداد بسبب عدم صرف الصندوق لمخصصات عمل اللجنة لتقوم بمهمتها ليس في اكتشاف المواهب فقط ولكن ما بعد هذا الاكتشاف الذي يتطلب جهدا وإمكانيات أخرى غير مخصصات واعتمادات الاكتشاف.
مما لاشك فيه أن تشكيل لجنة واحدة لاكتشاف الموهوبين لا يكفي على اعتبار أن هذه اللجنة متخصصة في كرة القدم فقط ونسيت وزارة الشباب والرياضة أن الرياضة ليست كرة قدم لكنها رياضات كثيرة لكننا نقول يمكن أن الوزارة أرادت إجراء تجربة على الموهوبين في كرة القدم ومن ثم تعميمها على الألعاب والرياضات الأخرى ولكن في الحقيقة أن الوزارة فشلت في إدارة لجنة واحدة فكيف ستنجح في إدارة لجان متعددة هذا من جانب ومن الجانب الآخر فإن الوزارة لم تنطلق في هذا العمل من العمل الإداري الحقيقي وإعطاء الصلاحيات للاتحادات ودعمها لتقوم بواجباتها ومهامها والإشراف عليها فهذه اللجان يفترض أن تكون من صميم عمل الاتحادات الرياضية وليس الوزارة وهذا يقتضي أن تكون هناك رؤية سليمة للعمل الرياضي المتكامل وأن يكون للوزارة دورها وللاتحادات دورها وللأندية دورها لأن الخلط بين الأدوار هو ما أوصلنا إلى هذه النتائج الكارثية على الشباب والمبدعين في بلادنا وحرمنا من جهدهم في البناء والتنمية.. فهل يمكن أن تعي وزارة الشباب والرياضة هذه الأمور وتعمل على وضع رؤية علمية حقيقية لإدارة الشأن الرياضي في بلادنا واستثمار الشباب والمبدعين, أم أن الأمر سيقيد ضد مجهول ويظل الجميع يدور في نفس الحلقة المفرغة ؟!.

قد يعجبك ايضا