سقوط أكذوبة الشرعية
عبدالفتاح علي البنوس
بعد 5سنوات من ثورة 21سبتمبر ، والتي تأتي متزامنة مع انتصاف العام الخامس للعدوان والحصار السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني الغاشم على بلادنا والذي شن تحت ذريعة واهية واهنة جاء بها السعودي والإماراتي والأمريكي وعملوا على استخدامها كشماعة لتبرير العدوان ، تماما كما فعل الأمريكان في العراق عندما استخدموا أكذوبة السلاح النووي والكيماوي العراقي المزعوم ، كذريعة لاحتلال العراق، وكما عملوا في أفغانستان التي شنوا عليها عداونا سافرا تحت شماعة محاربة الإرهاب، وفي اليمن لم يجدوا بعد نجاح ثورة 21سبتمبر سوى أكذوبة الشرعية الدنبوعية المزعومة ، والتي جعلوا منها مطية وشماعة لتبرير عدوانهم الهمجي الإجرامي الوحشي ، رغم أن هادي قدم استقالته من منصبه بعد انتهاء فترة تمديده التي منحه إياها مؤتمر الحوار الوطني ولم تعد له أي صفة شرعية أو دستورية، حتى وإن سلمنا بشرعية هادي المزعومة فإنه وبمجرد هروبه إلى السعودية وإعلانه الخيانة لوطنه والتآمر على أبناء شعبه ، وتأييده للعدوان فإن شرعيته تسقط عنه بموجب النظام والقانون وأحكام الدستور اليمني النافذ ، وتضعه تحت طائلة المساءلة القانونية بتهمة الخيانة العظمى ، ولكن المخرج الأمريكي يريد تمرير أجندته وتحقيق أهدافه الاستعمارية الاستغلالية القذرة ، فكان الدنبوع مطيته إلى ذلك مستخدما السعودية والإمارات كأدوات رخيصة تنفذ وتمول بالشراكة في التنفيذ مع مرتزقة الداخل الذين أطلق عليهم مسمى الشرعية وهم أبعد ما يكونوا إلى الشرعية اليمنية الحقيقية ، التي تتمثل في الإرادة الشعبية لليمنيين ، لا في الإرادة الأمريكية والسعودية والإماراتية . بعد خمس سنوات سقطت أكذوبة الشرعية ، وانكشف المستور ، وظهر جليا للعالم بأن الأمريكي لا يريد هادي ولا يدعم شرعيته المزعومة ، ولا يهمه هذا الدنبوع وشرعيته المزعومة ، وكل ما يهمه هو تعزيز نفوذه وخدمة مصالحه ، وتأمين ربيبته إسرائيل من القوة الثورية القومية الضاربة لأنصار الله في اليمن المناهضة لإسرائيل والمعادية لها ، كما ظهرت أهداف السعودي المتمثلة في تمزيق وحدة اليمن وتقسيمه إلى دويلات صغيرة متناحرة وفرض الهيمنة والوصاية السعودية من جديد وتمكينها من تمرير مشروع أنبوب النفط السعودي عبر المهرة وعلى طريق الحصول على ما أمكن من نفط حضرموت ونفط وغاز شبوة ، كما اتضحت أهداف الإمارات باحتلال عدن والهيمنة على الجنوب ، وضم سقطرى إليها علاوة على المطامع النفطية والمصالح الاقتصادية، والمتأمل لهذه الأهداف يدرك تماما بأن هادي مجرد دمية تستخدم للتسلي بها ، وأن شرعيته مجرد أكذوبة لتمرير هذه الأهداف ، وما حصل في الجنوب من تمكين لما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي من السيطرة على عدن ، وعدم الاعتراف بهادي وانقلابه عليه وعلى شرعيته المزعومة ، في الوقت الذي تدعم ذلك الإمارات وتمول أنشطته ،بالتزامن مع دعم السعودية لأدواتها في الصراع الدائر في الجنوب بمعزل عن هادي، كل ذلك ما هو إلا دليل قطعي على أن الشرعية الدنبوعية كذبة قوى العدوان وشماعتهم التي يعلقون عليها كافة الجرائم والمذابح والانتهاكات التي ارتكبوها وما يزالون يرتكبونها في حق أبناء شعبنا ليتحمل الدنبوع تبعات ذلك مستقبلا في حال تم تحريك ملفات قضايا الجرائم والمذابح والانتهاكات الخطيرة للحقوق والحريات .
ويرى مراقبون للشأن اليمني بأن هادي استبق ذلك بالحديث عن عدم علمه بشن ما يسمى بعاصفة الحزم على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية إلا عند وصوله إلى الغيظة قادما من عدن في طريقه إلى سلطنة عمان ومنها إلى السعودية ، حيث يمثل ذلك إعلاناً غير مباشر بعدم مسؤوليته عن العدوان وأن القرار أمريكي سعودي ، وفي حال تم تحريك ملفات الجرائم والمذابح الوحشية والانتهاكات الخطيرة التي وقعت في اليمن من قبل قوات التحالف بقيادة السعودية يستخدم هذه الورقة ، والتي يبدو أن السعودية قد تنبهت لها ، فقررت أن تتحفظ على هادي في الرياض وتضعه قيد الإقامة الجبرية لتفادي هروبه أو طلبه حق اللجوء في أمريكا أو في أي دولة أوروبية ، وخصوصا عقب تطورات الأحداث في المحافظات المحتلة .
بالمختصر المفيد، هادي وشرعيته أكذوبة لم تعد تنطلي إلا على السذج من المرتزقة ، فهو عار على اليمن واليمنيين ، ومواقفه القذرة جعلته العدو الأول لليمن واليمنيين ، بعد أن تسعود وتأمرك وتصهين وتيهود ، وصار خطره وضرره لا يقل خطرا وضررا عن المحتل السعودي والإماراتي والأمريكي والسوداني وقطيع المرتزقة المحليين والأجانب ، فلا شرعية لخائن مرتزق عميل باع نفسه ووطنه وشعبه من أجل الكسب الحرام والسلطة الزائفة.. هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم .