تقرير فريق خبراء الأمم المتحدة.. لا يثير غيرة الإخوان
منير الشامي
في تقرير لها كشفت منظمة العفو الدولية أوائل شهر مارس الماضي عن تعرض أكثر من 500 معتقل من أعضاء حزب الإصلاح للاغتصاب في المعتقلات التي تديرها القوات الإماراتية في جنوب الوطن،
واليوم بعد ثمانية أشهر من ذلك اليوم صدر مؤخرا تقرير خبراء تابع للأمم المتحدة يفضح انتهاكات الإمارات في حق المعتقلين من حزب الإصلاح.
تقرير الخبراء تناول في طياته تفاصيل دقيقة جدا للجرائم الجنسية واللاخلاقية التي يرتكبها الإماراتيين في حق المعتقلين بالسجون الإماراتية،
يذكر التقرير أنه تم تجريد ٢٠٠ معتقل من ملابسهم تماما من بينهم اطفال ثم قام الموظفون الاماراتيون بفحص شرجهم عنوة ، وتم اغتصاب الكثير منهم بعدة وسائل مختلفة كالعصي والأصابع وادوات أخرى لم يفصح عنها ، ويوضح التقرير أن المعتقلين يتعرضون إلى هذه الجرائم لإجبارهم على الإدلاء باعترافات قسرية بصورة متكررة ، وأن البعض من المعتقلين يتعرض الى سحق خصيهم إلى جانب الاغتصاب
هذه الجرائم القذرة للغازي الإماراتي المنحط في حق المعتقلين اليمنيين ندينها جملة وتفصيلا، أيا كان انتماؤهم السياسي، ونطالب منظمة الأمم المتحدة وكل المنظمات الحقوقية في العالم أن تقوم بواجبها الإنساني وأن تصنف هذه الجرائم اللاخلاقية كجرائم حرب يجب أن يحاكم عليها نظام الإمارات ولا يمكن السكوت عنها اطلاقا
اليدومي في خطابه بمناسبة الذكرى ٢٩ لتأسيس حزب الإصلاح لم يشر إلى إدانة أو استنكار هذه الجرائم إطلاقا لا من قريب ولا من بعيد، فهذه الممارسات في حق معتقليهم أو في غيرهم لا تهم قيادة الإخوان ولا تثير حفيظتهم ولا غيرتهم ولا تحرجهم ولا تثير استنكارهم. رغم بشاعتها ودناءتها وخروجها عن دائرة التصرفات الإنسانية، هذا الحال لديهم يؤكد أن شذوذ الأخلاق وانحراف الفطرة ربما يكون شرطا من شروط الانتماء للجماعة، ولذلك فهذه الجرائم لا تثير أي نعرة غضب أبداً في نفوسهم.
والغريب أن الأمر الوحيد الذي أغضبهم وأشعل صدورهم غيضا من الإمارات هو دعم الانتقالي وانقلابه على شرعيتهم، ومحاولة الإمارات فرض سيطرة الانتقالي كطرف وحيد وكحليف مطيع على الجنوب بدلا عن الشرعية المكونة من خليط غير متجانس من مكونات شتى مختلفة نهجاً وفكراً وايدلوجيةً.
فهل السلطة أغلى من الشرف والعرض؟ وهل الشرعية أقدس من الإنسانية؟
هذه الحقيقة تؤكد أن جماعة الإخوان لا يقدسون إلا السلطة ولا يحترمون ويجلون إلا من يقف معهم ليبلغوها حتى ولو اغتصبهم جميعا بل ربما أنهم على استعداد أن يوفروا عليه مشقة الاغتصاب ويمكنوه من انفسهم إن هو وافق على ذلك.
وإذا كان اليهود هم من اشتهروا عبر التاريخ بالتنازل عن أعراضهم مقابل تحقيق أدنى هدف او من أجل الابتزاز أو من أجل الحصول على معلومات من الضحية او بهدف تجنيده لصالح الموساد، فالفضائح الجنسية هي مهمة المجندات الإسرائيليات في الإيقاع بالشخصيات على مستوى العالم
وتحظى كل مجندة تنجح في مهمتها بالتقدير والاحترام من حكومتها ومجتمعها وتصبخ رمزا من رموزه.
فهذا يعني ان الإخوان يشتركون مع اليهود في هذه الخصوصية ومثلما يؤمن اليهود بقاعدة (كل شيء من أجل اسرائيل)
يؤمن الإخوان بقاعدة من أجل السلطة نعطي كل شيء)
فأي فكر يحملون وبأي دين يدينون ؟.