فرضت الطائرات دون طيار نفسها في الآونة الأخيرة كسلاح فعال متعدد المهام في المعارك الحربية، وسعت الدول والجماعات المسلحة لامتلاكها، لأهميتها في توجيه ضربات موجعة للعدو بتكلفة منخفضة.
يطلق اسم الطائرة دون طيار أو المسيرة أو باستخدام اللفظة الإنجليزية “الدرونز” على الطائرات التي يجري التحكم فيها من بعد، وأحيانا يكون التحكم ذاتيا. وقد ظهرت أول طائرة دون طيار في إنجلترا عام 1917، ثم طُورت عام 1924. ومنذ الحرب العالمية الأولى، كانت الولايات المتحدة وألمانيا والمملكة المتحدة، أولى الدول استخداما لها في جيوشها، ثم لحق بها الاتحاد السوفياتي في ثلاثينيات القرن الماضي.
أتاحت الحرب العالمية الثانية 1939-1945، والحرب الكورية 1950-1953، المجال لاستخدامها من قبل الولايات المتحدة في الأغراض التدريبية. كما استخدمت كصواريخ موجهة في تلك الحرب، وفي التصدي للطائرات الحربية المأهولة بالطيارين.
وقد برز دورها في المجال الاستخباري بعد حرب فيتنام 1955-1975. و زودت لأول مرة بالصواريخ في الهجوم على كوسوفا عام 1999.
تُصنَّف من حيث الشكل إلى ثلاثة أشكال:
– ذات أجنحة ثابتة.
– على شكل طائرة مروحية.
– على أشكال خداعية.
يجري التحكم بإقلاع وهبوط بعض الطائرات دون طيار التي تطير لمسافات قريبة بواسطة أدوات تحكم مختلفة، وعبر موجات الراديو. والتي تطير منها مئات الكيلومترات يكون التحكم بها بواسطة الأقمار الاصطناعية التي تضمن استدامة الاتصال اللاسلكي معها. وعادة ما تُحدَّد لها نقاط مسارها لتقوم بتوجيه نفسها ذاتيا بواسطة نظامها الآلي وبناء على إحداثيات محددة سلفا. كما مكَّن النظام العالمي لتحديد الموقع “جي بي أس” (GPS) من تسهيل تحديد مكان الانطلاق للعودة إليه تلقائيا إذا تطلب الأمر ذلك.
تعمل أجهزة الاستشعار التي تُزوَّد بها الطائرة مثل الكاميرات الضوئية العادية، وتلك التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء والرادار، على كشف التحديات التي تواجهها ليقوم نظام الطيران الآلي بإرسال كافة المعلومات إلى الطيار الأرضي فيعمل “نظام تفادي الصدمات” على تجنب وقوع التصادم عن طريق نظام الطيار الآلي، وليس الطيار الأرضي.
ومن أهم ما يميز هذه الطائرات أنه لا يزال التصدي لها -خاصة الصغيرة منها- يواجه تحديات مختلفة، منها:
– يتعذر كشفها أو رؤيتها بواسطة العين المجردة.
– رادارات الدفاع الجوي مصممة أساسا للطائرات الكبيرة.
– التكلفة الباهظة التي تتطلبها أنظمة التصدي عند اللجوء إليها، فمثلا أنظمة باتريوت يكلف الصاروخ الواحد منها مليون دولار، في حين قد تبلغ قيمة الطائرة دون طيار نحو 500 دولار.
اختصرت الطائرات دون طيار متغيرات كثيرة في الحروب، مثل التكلفة البشرية والمادية، والزمان والمكان، ومفهوم القوة، علاوة على أنها وفرت تسهيلات مختلفة لكل من تقع في قبضته هذه التقنية، ولعبت دورا بارزا ومتنوعا في كثير من الحروب، وحفَّزت الدول على تصنيعها أو الحصول عليها.
قد يعجبك ايضا