حسن منصر
عروس الساحل الغربي مدينة الحديدة وأهلها البسطاء الطيبون أصحاب القلوب البيضاء ،يعشقون الرياضة حتى الثمالة وكرة القدم على وجه الخصوص، وتؤكد المصادر الرياضية المحايدة أن ممارسة لعبة كرة القدم في المحافظة بدأت منذ خمسينات القرن الماضي، وتحديدا في عهد حكم الإمام أحمد بن حميد الدين، وعند قيام ثورة 26 سبتمبر ومجيء القوات المسلحة المصرية لمساندة الثورة اليمنية قام الأخوة المصريون بإنشاء أول ملعب (قانوني) وهو ملعب العلفي الذي ظل صامدا حتى كتابة هذا العمود، وهو يحتضن تقريبا كل الفعاليات التي تقام في هذه المدينة الباسمة، بما فيها مباريات الدوري والكأس… إلخ.
وصدق أو لا تصدِّق عزيزي القارئ الكريم أن هذا الملعب العتيق أصبح خارج إطار الخدمة منذ وقت بعيد، حتى أنه -أي الملعب- أصبح يشكل خطرا على سلامة اللاعبين لكثرة المطبات والحفر في أرضيته التي أجرى لها عملية إنقاذ محافظ الحديدة السابق عبدالرحمن محمد علي عثمان، حين تكفل بزراعة أرضية الملعب بالنجيل الأخضر بحكم عشقه وحبه للشباب والرياضيين، ولكن ومع إقرار قانون صندوق رعاية النشء والشباب استبشر الشباب في محافظة الحديدة خيرا وأنهم سوف يحظون برعاية خاصة في جانب الاهتمام بالبنية التحتية التي حرموا منها ولا زالوا محرومين منها حتى اللحظة، ورغم أن وزارة الشباب والرياضة في عهد طيب الذكر عبدالوهاب راوح وضعت حجر الأساس لبناء المدينة الرياضية، واستاد رياضي يتسع لعدد أربعين ألف مقعد، ولكن للأسف لم ير هذا الاستاد النور حتى اللحظة، بسبب الفساد الذي ينخر في هيكل هذه الوزارة منذ سنين وعلى مدى تعاقب الوزراء فيها.
ففي عهد الوزير الأكوع تم اعتماد مناقصة مع شركة مقاولات لتنفيذ المشروع الحلم ولكن للأسف يا فرحة ما تمت بسبب لوبي الفساد المتحكم داخل الوزارة والصندوق ،حيث بدأت الشركة بوضع الأساسات الخرسانية وتسوير الأرضية وبعد ذلك توقف العمل فجأة وبدون سابق إنذار، وتم إهدار مبلغ قدره مليار ريال يمني في تراب الساحل الغربي وفي جيوب المسؤولين عن تنفيذ هذا الملعب الذي لم ير النور؟ ولم يتم محاسبة من تسبب في لهف هذه المبالغ الطائلة وكأن المال العام مال (يتيم) ليس له أب يحميه من السرق الكبار، مع الأسف.
يا سادة ويا كرام، ويا معالي الوزير حسن زيد.. شباب الحديدة متواضعون وطيبون وكل الذي يطلبونه من معاليكم هو إعادة تأهيل ملعب العلفي وترميمه بصورة حديثة تليق بمحافظة الحديدة وشبابها المتطلع نحو المستقبل المشرق لليمن الجديد، وهو عمل سوف يحسب لشخصكم الكريم، كما أنه تجسيد للشعار الذي رفعه الرئيس الشهيد صالح الصماد (يد تحمي ويد تبني).