د. جابر يحيى البواب
المجلات العلمية المحكمة عبارة عن دورية علمية تنشر أبحاثاً متخصصة في مجال محدد بعد أن تقوم بتحكيم هذه الأبحاث من قبل عدد من المتخصصين في نفس المجال، وتعتبر هذه المجلات المنصة الأولى التي يستخدمها الباحثون عادة لنشر آخر ما توصلوا له من نتائج أو لانتقاد ومناقشة نتائج الأبحاث التي نشرت سابقاً، وتختلف نوعية الأبحاث المنشورة في مجلات العلوم الحياتية (مثل علوم الفيزياء وعلوم الكيمياء ..) وطريقة تناولها للمواضيع الجديدة عن تلك المنشورة في مجلات العلوم الاجتماعية والإنسانية (مثل علوم السياسة علم الرياضة وعلم النفس..).
لقد عانيت وعانا كثير من زملائي الدارسين بالخارج خصوصا في مرحلة التحضير لمناقشة رسالة الدكتوراه بسبب شرط المناقشة المتعلق بضرورة نشر جزء من رسالة الدكتوراه في مجلة علمية محكمة حتى يتم الإعلان عن موعد مناقشة الدكتورة، لذلك وعند أول فرصة لي أثناء عملي بوزارة الشباب والرياضة سعيت جاهدا لإنشاء مجلة الشؤون الشبابية والرياضية (المجلة الوحيدة المتخصصة) وتسخيرها لنشر ملخصات أبحاث ورسائل التخرج للطلاب الدارسات العليا وأبحاث ترقية الأكاديميين من أساتذة كليات وأقسام التربية الرياضية والبدنية وبالمجان ساعدني في ذلك تجاوب المسؤولين ومساندتهم لهذا العمل العلمي وحتى هذه اللحظة تم إصدار أحد عشر عدداً من المجلة التي يدعم استمرارها وزير الشباب والرياضة الأستاذ حسن زيد.
في الأسابيع الماضية أثلج صدورنا قرار رئيس جامعة البيضاء ا.د أحمد العرامي بإنشاء أول مجلة علمية محكمة في الجامعة، تحت مسمى مجلة جامعة البيضاء للبحوث، وتخصيص جزء منها لنشر الأبحاث الرياضية، فشكرا للزميل الدكتور الرياضي الإعلامي الرائع محمد حسين النظاري أستاذ مشارك جامعة البيضاء سكرتير رئيس تحرير المجلة.
بهذا العمل العلمي الرائع الذي أقدمت عليه جامعة البيضاء أصبح لدينا مجلتان علميتان محكمتان إحداهما متخصصة في الشؤون الشبابية والرياضية والأخرى خصص بها مساحة للأبحاث الرياضية ما نرجوه ونتمناه أن تقوم كلية التربية الرياضية جامعة صنعاء وغيرها من الكليات والأقسام بنفس الخطوة وتنشأ مجلة علمية محكمة خاصة بالكلية لتسهل على الباحثين والخريجين والأساتذة عناء البحث عن مساحة لنشر أبحاثهم وإنتاجهم الفكري العلمي الذي يناقش قضايا وهموم الشباب والرياضة.
كما نأمل من وزير الشباب والرياضة الأستاذ حسن محمد زيد تقديم الدعم والمساندة للقائمين على مجلة الشؤون الشبابية والرياضية المجلة الأولى المخصصة للقضايا الرياضية والحاصلة على الاعتراف الدولي، لكي يستمروا في إصدارها وإعانة الباحثين والخريجين الأكاديميين في استكمال متطلبات دراستهم العليا، فإلى الآن لم يصدر العدد الثاني عشر في موعده السنوي المحدد، رغم توجيه الوزير لقطاع الشباب باستكمال الإجراءات إلا أن القطاع لا يعير الموضوع أي اهتمام.. والله من وراء القصد.