مَنْ يَحْمِي مَنْ!؟
محمد الوجيه
في مارس من العام 2015 قادت السعودية تحالفاً عدوانياً طويلاً عريضاً، بحجة إعادة ما يسمى بالشرعية، وحماية اليمن من التمدد الفارسي، وحالياً في العام 2019 أي بعد منتصف العام الخامس من العدوان على اليمن، السعودية تجند أطفالاً يمنيين وسودانيين، ومرتزقة من دولٍ عدة لأجل حماية حدها الجنوبي من هجمات وضربات الجيش اليمني واللجان الشعبية.
مَنْ يحمي مَنْ ؟ انه سؤال مهم وكبير يُطرح أمام كثير من الخبراء والباحثين والمحللين والمتابعين لما يجري على الساحة اليمنية – السعودية، جاءت السعودية بتحالف تحت مسمى حماية اليمن، ها هي اليوم تبحث عمن يحمي حدودها، بل وعمقها السعودي بعدما أصبحت الطائرات المسيرة اليمنية والصواريخ الباليستية كما لو انها في جولات سياحية تجوب سماء المملكة السعودية شمالا وجنوبا شرقا وغربا، فتضرب وتصيب أهدافها بدقةٍ عالية.
ما جرى خلال الأيام القليلة الماضية في محافظات عدن وأبين وشبوة وغيرها من المدن الجنوبية من صراع التحالفات، صراع ما يُسمى بشرعية ضد شرعية، وتحالف ضد تحالف، جعل مرتزقة السعودية والإمارات يتحدثون أمام وسائل الإعلام بأن مقاتليهم على الحد الجنوبي لحماية السعودية، بينما السعودية لم تستطع حمايتهم على مدى خمس سنوات، بل أكثر من ذلك، التحالف الذي تقوده السعودية هو من يقصف مجاميع ما يسمى بالشرعية وبطائرات إماراتية، تنطلق من قيادة الغرفة المشتركة للتحالف في الرياض.
الأمر هذا ليس بالفضيحة، مملكة بني سعود كيان قائم على الفضيحة والجريمة، وما نطق به المرتزقة اليوم كونهم من يدافع عن حدود السعودية، هو واضح ومعلوم لكل الأحرار الشرفاء الذين يدافعون عن الوطن والعرض والسيادة والاستقلال ورفض كافة أشكال الوصاية والتبعية.
إن تهديد مليشيات ما يُسمى بالشرعية للسعودية بسحب قواتها من الحد الجنوبي السعودي يجعلها في ورطة حقيقية، خصوصا بعد فرار العديد من الجيش السعودي الذي لا يعرف لماذا يقاتل، ولأجل من هذه الحرب العبثية، إضافة الى كلفة الجندي السعودي حياً أو ميتاً، على عكس المرتزق اليمني أو السوداني أو السنغالي الذي لا يأبه النظام السعودي لحياته، ويشتري حياته بثمنٍ بخس.
هناك أسئلة كثيرة تُطرح، خصوصاً بعد إنفاق السعودي تريليونات الدولارات على صفقات الأسلحة، أين تذهب كل هذه الأسلحة؟ ولماذا لا تحمي السعودية كل هذه الكمية التسليحية؟ علماً بأن المملكة العربية السعودية في المرتبة الثانية على لائحة أكبر مستوردي الأسلحة عالمياً في السنوات الخمس الماضية، مع ارتفاع بلغت نسبته 225% عن الفترة الممتدة من العام 2008 – 2012. وبحسب تقرير أصدره معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري)، فإنه خلال السنوات الخمس الماضية استوردت دول الشرق الأوسط 32% من إجمالي صادرات السلاح في العالم، وجاءت السعودية بعد الهند في المركز الثاني عالمياً في قائمة الدول الأكثر استيراداً للأسلحة خلال تلك الفترة.
السعودية ومأزق الحد الجنوبي إلى متى؟ مزيد من الخسائر البشرية والمالية والعسكرية، وباعتراف الرياض نفسها، بعد أربع سنوات من العدوان على اليمن تطالعنا وسائل الإعلام السعودي باعترافها بمقتل المئات من جنودها على الحد، ولكن ماذا بعد تهديد المرتزقة بمغادرتهم حدود السعودية، كونها غدرت بهم في جنوب اليمن، هل يستطيع النظام السعودي بجيشه الكرتوني أو «جيش نمر من ورق» كما وصفه الإعلام الأمريكي، أن يصمد لفترة أطول، وهم حريصون على حياتهم كاليهود، والشواهد على ذلك من القرآن الكريم كثيرة «وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ» « وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ» « فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ».