رئيس جبهة الانقاذ الوطنية في حوار مع “الثورة”: الجبهة مشروع سياسي جامع لجنوب اليمن ضد الاحتلال السعودي الاماراتي
الثورة نت
أكد عضو مجلس الشورى والرئيس الدوري لجبهة الانقاذ الوطنية (قيد التأسيس) اللواء احمد محمد قحطان أن “الإمارات والسعودية انحرفتا بشكل واضح عن اهداف التحالف المعلنة وظهرا بمظهر المحتل بشكل صارخ في المحافظات الجنوبية والشرقية”. يستدعي انهاء التفرق والتشرذم الذي أحدثه هذا الاحتلال وتوحيد جهود كل القوى للتصدي له وانقاذ اليمن وسيادته واستقلاله.
مشيدا بقرار المجلس السياسي الاعلى تشكيل لجنة للمصالحة الوطنية.
وقال اللواء احمد قحطان في حوار مع “الثورة” أجراه معه الزميل مجدي عقبة ونشرته في عددها اليوم الثلاثاء: إن “تأسيس جبهة انقاذ وطنية سيكون اضافة نوعية للحراك الشعبي المناهض للإحتلال السعودي الإماراتي في المحافظات الجنوبية والشرقية”. مؤكدا أن “الرفض الشعبي بعدما كان مقتصرا على محافظة المهرة سيتوسع ويتعدد نوعا وكما وأسلوبا وسيمنع الإحتلال من الإستفراد بطرف دون البقية”.
وأضاف: “محافظة المهرة كانت هادئة بعيدة كل البعد عن الصراعات والحروب وكانت حاضنة للجميع دون استثناء إلى أن أتى الإحتلال السعودي الإماراتي وعكر هدوءها حين عمد إلى إثارة المشاكل وخلق الإنقسامات بين أهلها وزرع الفتن وإثارة بعض الأمور المذهبية التي لم تعرفها المهرة طوال تاريخها، وكذا محاولته خلق إستيطان مذهبي لأناس من خارج المحافظة، وهو مادفع سكان المهرة لبدء حراك شعبي لمواجهة هذه المشاريع التمزيقية”.
قحطان شدد على أن “هذه المساعي للاحتلال السعودي الإماراتي تتجه إلى الفشل والانكفاء والانحدار لأنها مرفوضة ولايمكن القبول بها من شعبنا الحر”. وأوضح أن “الحراك الشعبي في المهرة حقق الكثير منذ انطلاقته ونجح في تجميع ابناء المهرة وتوحيد صفوفوهم ومنع الاحتلال السعودي من التمدد وفرض مشاريعه على المحافظة”. مؤكدا أن “ابناء المهرة دعاة سلام وأن الإحتلال هو من يصعد ونحن نتعامل مع أي تصعيد بما يتناسب معه”.
وأوضح أن “جبهة الانقاذ عبارة عن مشروع سياسي جامع أسس بسبب الظروف الراهنة التي تمر بها اليمن والأوضاع الراهنة في الجنوب”. وقال: “اليمن بشكل عام والجنوب بشكل خاص أمام أزمة وطنية كبرى نحتاج فيها إلى كل الجهود المخلصة من اجل انقاذ ما يمكن انقاذه وأن الجبهة تعبّر عن تطلعات ابناء المحافظات الجنوبية والشرقية لتحقيق نظامٍ يكفل حقوقهم”.
ولخص ثلاثة عناصر يرتكز عليها مشروع الجبهة بأنها: “رفض كل اشكال الاحتلال. وحماية السيادة الوطنية. والعمل المشترك القائم على الحوار والتفاهم”. مضيفا: “هذا المشروع يهدف إلى إستعادة السيادة الوطنية وتحقيق السلطة للشعب على أساس المواطنة، ووضع مشروع يستوعب كل المكونات السياسية والاجتماعية والقبلية ولا يقتصر على طيف أو مكون واحد. بل هى جبهة جامعة لكل ابناء الجنوب بغض النظر عن توجهاتهم السياسية والحزبية”.
قحطان، شخص ما يجري في جنوب اليمن بقوله : “ابناء المحافظات الجنوبية والشرقية لا يمتلكون مشروعا سياسيا جامعا يمكن لهم أن يلتفوا حوله، ولذلك فإن جبهة الانقاذ تسعى إلى إقامة عمل وطني جامع يقوم على التوافق والتعاون ولا يتأسس على الاحتكار أو الوصاية أو ادعاء القيادة، وإنما على تحقيق الجهود المشتركة والاخلاص للفكرة بعيداً عن الحسابات الحزبية والمناطقية والشخصية والاقصاء”.
وأضاف: “الجبهة تمد يدها إلى القوى الوطنية في الشمال والجنوب للوصول إلى توافق شامل مع كل المكونات وعدم تهميش أي طرف وبناء الشراكة الوطنية التي تقبل بها الأطراف.
كما أنها تخاطب جميع الفئات، بغضّ النظر عن توجهاتهم المناطقية أو السياسية أو الإيديولوجية، لتحقيق المصلحة الموضوعية، وتعزيز الثقة والأمل بالمستقبل المشترك من خلال التركيز على مفهوم المواطنة والتمثيل والاختيار الشعبي والانتقال إلى نظامٍ سياسيٍ يكفل مشاركة المواطنين بتقرير مصيرهم، والمشاركة في القرارات المصيرية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وإدارةٍ أفضل للعلاقات بين مختلف المكونات والأحزاب بغض النظر عن اختلافاتها الإيديولوجية والسياسية”.
اللواء أحمد محمد قحطان علق على الصراعات الدامية التي تشهدها محافظات عدن وأبين وشبوة قائلا: إن “خلفية الصراع تتمثل في الرغبة في التحكم والسيطرة على كل المحافظات بشكل مباشر او الوكالة”. واصفا ما يحدث بأنه “أمر محزن للغاية كونه ينكئ جراحا تاريخية ويضيف لها جراحا جديدة يتحمل مسؤوليتها بدرجة أساسية التدخل السعودي الاماراتي”.
ونوه بأن احتدام هذه الصراعات وسيطرة مسلحي الانتقالي على هذه المحافظات ومحاولته الاستفراد بالجنوب، سرع من إعلان تأسيس جبهة الإنقاذ ولم يكن سببا. وقال: “موضوع (الجبهة) لم يكن ارتجاليا عفويا إنما نتاج حوارات مطولة منذ أشهر
والحرب الاخيرة في عدن ساهمت في تسريع استكمال تشكيل الجبهة فقط”.
وحول ما إذا كانت الجبهة تختص بالوضع في الجنوب أم أن أهدافها شاملة للوضع في اليمن، قال قحطان: “الجبهة سوف تركز على الجنوب أولا لأنها تريد أن تجمع شعث ابناء الجنوب وتصهر جهودهم في بوتقة واحدة لإنقاذ الجنوب مما وقع فيه من الاختلاف والتفرق والتشرذم والاستخدام من القوى الاجنبية التي ظهرت بمظهر المحتل”.
وأضاف: “أولويات جبهة الانقاذ استكمال التأسيس وتوسيع المشاركة والتواصل والحوار مع فرقاء الداخل ومحاولة ايجاد تفاهمات بينية . فالجبهة وحتى اللحظة مازالت تتشكل والمشاورات جارية لتوسيعها ونأمل أن تكون قوة وازنة ذات مصداقية وجدية”. موضحا أن “جبهة الإنقاذ تؤمن بالتعدد وقد حاولنا قدر المستطاع أن نجذب أكبر طيف ممكن”.
في السياق أشاد عضو مجلس الشورى والرئيس الدوري لجبهة الانقاذ الوطنية (قيد التأسيس) اللواء احمد محمد قحطان بقرار المجلس السياسي الاعلى تشكيل فريق للمصالحة الوطنية والحل الشامل. وقال: إن “هذه الخطوة ايجابية كونها ستساعد القوى الوطنية على إجراء مصالحة شاملة وتوحد جهودها باتجاه طرد الإحتلال الأجنبي ومنع أي تدخل خارجي في بلادنا”.
ولم يستبعد إمكانية توسيع الجبهة والتحالفات التي ستعقدها، وقال: “الوثيقة التأسيسة للجبهة ستحدد التحالفات والقرب والبعد من هذا الفصيل أو ذاك وقد أكدنا بالوثيقة أننا نقف على مسافة واحدة من مختلف الأطراف”. موضحا أن اللقاءات التي عقدتها الجبهة مع أطراف خارجية كان أخرها لقاء رئيس وأعضاء الجبهة مع نائب وزير الخارجية الروسي بغدانوف، “تكللت بالنجاح في التعريف بالجبهة “.