جمال الخولاني
لم تسعفني الذاكرة لأتذكر متى كانت آخر مباراة شاهدتها رسميا في لعبة الكرة الطائرة التي تندثر عمدا وعدوانا على مرأى ومسمع من وزارة الشباب والرياضة واتحاد اللعبة والأندية التي ساهمت بشكل كبير في ضياع اللعبة الجميلة واللاعبين الذين هم مع الأسف الشديد في قارعة الطريق بسبب التهميش القسري دون مراعاة للمواهب التي تشكو الحرمان والشتات والإهمال.
أندية لها صولات وجولات وسمعة عريقة تعمدت إقصاء اللعبة من أدراجها بحجة صرف المخصصات الضئيلة للاعبيها من مستلزمات وملابس بثمن بخس وسط تجاهل مرير من اتحاد اللعبة الذي ساهم بشكل كبير في تدمير اللعبة وضياعها رغم توفر السيولة الكافية لتنفيذ أكثر من نشاط بين قوسين سندويتشي على طريقته الخاصة وأهل اللعبة يدركون تماما هذه المعاناة التي تزكم الأنوف.
يسابق نادي الشرطة بأمانة العاصمة الزمن بمفرده لممارسة هذه اللعبة الشعبية طبعا حشرت هذا النادي في الموضوع اسما لا جسدا لأنه مع الأسف الشديد تكتفي قياداته بالمزاحمة في التقاط الصور والابتسامات المزيفة على المنصات في افتتاح واختتام البطولات التنشيطية الودية والتي ينفذها أشخاص يفرضون اللعبة بالقوة حبا وشغفا لها رغم المعاناة التي يتجشمونها في سبيل تنفيذ نشاط عابر بغية الحفاظ على المواهب واللاعبين الهواة والذين يتنفسون ويعشقون اللعبة وملعب نادي ضباط الشرطة الاسمنتي شاهد على ذلك.
بالعودة لاتحاد اللعبة ورئيسه الهارب محسن صالح الذي ينتهج ويسلك المناطقية الفجة، دائما ما يظهر في تصريحاته المستفزة بحصر تنفيذ اجندات ورزنامة اتحاده “السفرية” في المناطق التي تحت سيطرة ما يسمى بالشرعية (المحتلة) ضاربا تحييد الرياضة عن السياسة عرض الحائط دون حسيب أو رقيب، مستغلا الوضع الراهن والحجج الواهية والمخصص السنوي الدافئ والمحصلة أنشطة قصيرة المدى ملفوفة بالملايين.
المدرب الوطني عادل السنحاني يملك في جعبته الكثير ولديه سجل حافل يعانق السحاب وشهادة لايبزج الألمانية وبتفوق على أقرانه بالدفعة بدرجة امتياز خير دليل على توفر الكادر العلمي والفني، وسبق أن درب الفريق الأول للشرطة ومساعدا لمنتخبنا الوطني للشباب، ويقوم حاليا بتدريب قطاع ناشئي الشرطة دون كلل أو ملل وبالمجان في دلالة واضحة على المضي قدما في الحفاظ والتشبث بهذه المواهب التي تأمل اللعب في مناسبات رسمية وتشم رائحة الصالات المغطاة وكذا الحفاظ على ما تبقى من أطلال اللعبة المهجورة.
على طاولة وزير الشباب والرياضة حسن محمد زيد للنظر في رفع معاناة هذه الشريحة واستعادة شحن بطارية هذه اللعبة من خلال تشكيل لجنة إنقاذ من أبنائها وصرف مخصصات وفقا للإمكانات المتاحة بما يسهم في تنفيذ الأنشطة على غرار الفعاليات الرياضية الأخرى بهدف الحفاظ على ما تبقى من المواهب من الاندثار والضياع في بحر الظلمات.
كلمة لابد منها: المستشار الفني بنادي الشرطة الكابتن عبدالوهاب منشلين وأمين عام فرع اتحاد اللعبة غمدان عبدالكريم والمدرب الوطني حلمي الشرجبي من أكبر الداعمين والحريصين على بقاء اللعبة في موقف يجسد معاني الحب والإخلاص للعبة وأبنائها.