لبنان يتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن بعد سقوط طائرة إسرائيلية مسيرة وتحطم أخرى في الضاحية الجنوبية لبيروت

السيد نصر الله: الاعتداء الإسرائيلي المستجد خطير جداً جداً جدا

> عون والحريري يدينان العملية الإسرائيلية.. وبومبيو يدعو إلى عدم التصعيد

الثورة / وكالات
أكد الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله: ان ما حصل في منطقتنا كان كبيرا والتهديد كان وجوديا، وان الاعتداء الإسرائيلي المستجد خطير جداً جداً جداً .
وأكد أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصر الله في كلمة له خلال مهرجان التحريري الثاني في ساحة حسينية بلدة العين أن ” الحضور الكبير، يعتبر أول ردٍ على الاعتداءات الاسرائيلية التي وقعت ليلة أمس “.
وقال: ما حصل ليلة أمس هو خطير جداً وسأشرح وجه الخطورة والموقف يجب أن يكون بمستوى الحدث والخطر، ولا يجب تسخفيف الموضوع”، شارحا ما حصل في سماء الضاحية، مشيراً الى أنه “دخلت طائرة مسيرة وطائرة نظامية وهي موجودة لدينا وقد نعرضها على وسائل الإعلام، وحطام الطائرة الثانية ليست من نوع الطائرات التي يتم استئجارها لتصوير الأعراس والمناسبات، الطائرة الأولى دخلت المنطقة المستهدفة، وكانت طائرة استطلاع وغير مزودة بأي مواد تفجير وحلقت بشكل منخفض، وهذا يعني أنها كانت تحاول اعطاء صور لهدف مقصود، ونحن لم نسقطها لكن شبان في الحي رموا الحجارة عليها ثم وقعت، ربما وقعت نتيجة خلل فني أو بسبب الحجارة، وبعد مدة زمنية جاءت الطائرة الثانية وبشكل هجومي وضربت مكانا معينا”.
وأكد أن “ما حصل ليلة أمس هجوم بطائرة مسيرة انتحارية على هدف بالضاحية الجنوبية في لبنان وهذا التوصيف الدقيق”، سائلا “لماذا نقول أن هذا خطير؟”، مشيراً الى أنه “لا يقلل من الخطر عدم وجود ضحايا أو جرحى، من لطف الله أن هذا الأمر حصل ليلة الأحد وأغلب المواطنين في الجنوب والبقاع وإلا لسقط شهداء والجرحى، وهذا الهجوم المسير الانتحاري هو أول عدوان عدواني منذ 14 آب 2006”.
وأوضح نصر الله أن “الاسرائيلي يعترف عمليا بأنه نفذ هذه الغارة، وهذا خرق لقواعد الاشتباك التي تأسست بعد حرب تموز، وهذا خرق كبير وخطير، وبالنسبة لنا يكون رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مشتبه إذا كان يعتقد أن هذه الحادثة ستقطع، قصة هذا الخرق إذا سكت عنه سيؤسس لمسار خطير على لبنان، وكل يومين سيكون هناك طائرة مسيرة انتحارية تستهدف هذا المبنى وهذا المكان وهذا المجمع، يعني تكرار لسيناريو العراق الذي يجري حاليا”، موضحاً أنه ” سيناريو في العراق بدأ منذ اسابيع، مخازن للحشد الشعبي تستهدف من خلال طائرات مسيرة مع تلميح اسرائيلي إلى تحمل المسؤولية والمفاخرة، كيف يتعاطى معه العراقيون هذا شأنهم، لكن بالنسبة لنا في لبنان نحن لا نسمح بمسار من هذا النوع”.
وشدد على “أننا سنفعل كل شيء لمنع حصول مسار من هذا النوع، وعلى أيدينا وعلى مقدراتنا والدولة تقوم بمسؤولياتها، تدين وتعتبر ما حصل عدواناً وتقدم شكوى هذا جيد، لكن هذا لن يوقف المسار”.
وكان الجيش اللبناني أعلن في بيان له اليوم أمس الأحد أنه “وأثناء خرق طائرتي استطلاع تابعتين للعدو الإسرائيلي الأجواء اللبنانية فوق منطقة معوض – حي ماضي في الضاحية الجنوبية لبيروت، سقطت الأولى أرضاً وانفجرت الثانية في الأجواء متسببة بأضرار اقتصرت على الماديات، وعلى الفور حضرت قوة من الجيش وعملت على تطويق مكان سقوط الطائرتين واتخذت الإجراءات اللازمة، كما تولّت الشرطة العسكرية التحقيق بالحادث بإشراف القضاء المختص”.
وأكّد المسؤول الإعلامي في حزب الله محمد عفيف في اتصال مع “الوكالة الوطنية للإعلام” أن الحزب لم يسقط أيّ طائرة” ، مشيراً الى أن الطائرة الأولى سقطت من دون أن تُحدث أضراراً، في حين أن الطائرة الثانية كانت مفخخة وانفجرت وتسببت بأضرار جسيمة في مبنى المركز الإعلامي التابع لحزب الله في الضاحية الجنوبية. ووصف ما حصل بـ”الانفجار الحقيقي”.
وأوضح المسؤول الإعلامي في حزب الله “أن طائرة الاستطلاع الأولى التي لم تنفجر وهي الآن في عهدة الحزب الذي يعمل على تحليل خلفيات تسييرها والمهمات التي حاولت تنفيذها”.
من جهته، دان الرئيس اللبناني ميشال عون الاعتداء الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية، واعتبره اعتداء سافراً على لبنان وسلامة أراضيه.
واعتبر عون أن العدوان الأخير دليل إضافي على نوايا إسرائيل العدوانية واستهدافها للاستقرار والسلام في لبنان والمنطقة، مؤكّداً أن لبنان سوف يتخذ الاجراءات المناسبة بعد التشاور مع الجهات المعنية.
بدوره، أكد رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري أن ما جرى في الضاحية الجنوبية هو اعتداء إسرائيلي مكشوف على السيادة اللبنانية وخرق واضح للقرار الدولي 1701.
الحريري رأى أن الاعتداء الإسرائيلي يشكل تهديداً للاستقرار الاقليمي ومحاولة لدفع الأوضاع نحو مزيد من التوتر، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي وأصدقاء لبنان أمام مسؤولية حماية القرار 1701 من مخاطر الخروقات الاسرائيلية.
وأوضح الحريري أن الحكومة اللبنانية ستتحمل مسؤولياتها الكاملة “بما يضمن عدم الانجرار لأي مخططات معادية”.
في المقابل، نبّه الحريري بومبيو لمخاطر استمرار الانتهاكات الإسرائيلية للقرار 1701، ودعا بدوره إلى ضرورة العمل على وقف الخروقات الإسرائيلية.
وأكد الحريري لبومبيو بذل الجهود من الجانب اللبناني لضبط النفس وتخفيف التوتر.
من جهتها، دانت حركة حماس العدوان الصهيوني السافر على لبنان واعتبرته انتهاكاً واضحاً للسيادة اللبنانية. وأعلنت الحركة وقوفها إلى جانب لبنان والمقاومة ضدّ أي اعتداء صهيوني.
كما أدانت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين العدوان الصهيوني على لبنان واستهداف الضاحية الجنوبية، واعتبرت أنّ هذا “العدوان الجديد يأتي في إطار الاعتداءات الصهيونية المستمرة على الأمة العربية والإسلامية، ويهدف إلى إرساء معادلات جديدة يظن العدو واهماً أنّه قادر على فرضها”.

قد يعجبك ايضا