السياحة الداخلية … الثروة المهملة
عبدالفتاح علي البنوس
الأرض اليمنية الطيبة حباها الله بتنوع تضاريسي ومناخي فريد من نوعه، مناطق سياحية جذابة، ومناظر ساحرة وبديعة، كفيلة برفد الخزينة العامة للدولة بالملايين لو أنه تم استغلالها الاستغلال الأمثل، سواء من قبل الحكومة، أو من خلال تمكين رجال المال والأعمال والمستثمرين من استثمارها وتحويلها إلى منتجعات ومتنفسات سياحية.
زرت خلال إجازة عيد الأضحى المبارك منطقة شلالات بني مطر وهناك شاهدت آلاف من المواطنين رجالا ونساء وأطفالا يقصدون هذا المتنفس العيدي الرائع، وتزامنت زيارتنا مع الحادثة المؤلمة التي تعرض لها أحد الزوار وزوجته مما أدى إلى وفاتهما نظرا لعدم توفر سياج آمن يحول سقوط الزوار من أعلى الشلال، والمشكلة أن هذا المتنفس السياحي الهام لا يحظى بأدنى اهتمام من قبل السلطات المختصة بمحافظة صنعاء ولا من قبل وزارة السياحة، رغم أنه مقصد شبه يومي للكثير من الأسر التي يستهويها جمال المنظر وروعة الطبيعة وصفاء الجو هناك، فلا خدمات عامة ولا خاصة، سوى القوارب الصغيرة التي تنقل الراغبين من الزوار بين ضفتي السد والشلال والتي لا تخلو من المخاطرة نظرا لانعدام المنقذين لمواجهة أي طارئ في حال تعرض أحدها للانقلاب فجأة، المهم حتى الحمامات العامة منعدمة، وبإمكان المجلس المحلي بمديرية بني مطر استغلال هذا المتنفس من خلال إقامة منتجع سياحي متكامل يدر عليهم الملايين، فواقع الحال هناك غير مقبول على الإطلاق، ومن الظلم والإجحاف أن تظل هذه المنطقة مهملة وغير مستغلة الاستغلال الأمثل، هناك دول تعمل على استحداث مواقع سياحية لجذب السياح والزوار إليها، ونحن لدينا ثروة سياحية لو أحسنا استغلالها فإنها ستعود علينا بالنفع الكبير وخصوصا في ظل الظروف الراهنة التي قصف العدوان ودمر أغلب المواقع الأثرية والمنشآت السياحية. وأعتقد جازما بأن الإعلام الوطني مطالب اليوم بالترويج للسياحة الداخلية من خلال الفلاشات السياحية التي تعرض جانبا من المناطق السياحية ذات الطبيعة الخلابة التي يزخر بها وطننا الحبيب وخصوصا هذه الأيام التي تشهد تساقط الأمطار بغزارة لتشكل لوحات ربانية في غاية الجمال والروعة، وصدقوني إن مثل هذه الخطوة وفي ظل الأوضاع الراهنة تمثل تحديا لقوى العدوان ودعما وإسنادا للصمود اليمني الأسطوري الذي أذهل العالم، صحيح ظروف غالبية المواطنين صعبة للغاية في ظل الحصار وتعمد تحالف العدوان وحكومة الفنادق قطع مرتبات الموظفين والتضييق عليهم في معيشتهم، إلا أن ذلك لا يمنع من تنشيط السياحة الداخلية للترويح عن النفس، والتخفيف من الضغط النفسي الذي خلفه العدوان والحصار.
بالمختصر المفيد، الترويج السياحي مهمة منوطة بوزارة السياحة ومجلس الترويج السياحي ومختلف وسائل الإعلام والناشطين على شبكات التواصل الاجتماعي، وهي مهمة لا تتعارض مع مواجهة العدوان والتصدي لكافة المخططات والمؤامرات التي تحاك ضد الوطن من قبل بعران السعودية والإمارات تحت رعاية وإشراف وبمشاركة الشيطان الأكبر أمريكا، وهي مهمة وطنية لا يجب اغفالها أو الإستهانة بها وخصوصا أن لدينا شريحة واسعة من المغتربين اليمنيين الذين يقضون الإجازة بين أهلهم وذويهم وتنتابهم الرغبة لزيارة هذه المواقع السياحية والاستمتاع بالأجواء الرائعة التي تمتاز بها.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.