الصحة : 9 آلاف و 489 حالة إصابة بداء الكلب ووفاة 50 حالة في سبعة أشهر

الثورة نت/

أصبحت الكلاب الضالة تشكل خطرا على حياة الناس لاسيما الأطفال حيث يتوافد الكثير يوميا ممن تعرضوا لعضات الكلاب على المستشفيات وبينهم العديد ممن أصيبوا بداء اكلب نتيجة تعرضهم لعضات كلاب مسعورة .

وحسب تقرير صادر عن وزارة الصحة العامة والسكان تلقت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)- نسخة منه فقد بلغت عدد الحالات المعضوضة من الكلاب بشكل عام من بداية السنة حتى بداية شهر أغسطس من هذا العام 2019م حوالي تسعة آلاف و 498 حالة وصلت إلى المرافق الصحية توفي منها 50 حالة.

ويعتبر هذا الرقم حسب التقرير كبير إذا ما تم مقارنته بالأعوام السابقة حيث تأتي محافظة إب ثم ذمار ثم أمانة العاصمة على رأس المحافظات الأكثر حدوثا واصابة بهذا المرض ، مشيرا إلى أن هذه الأرقام ليست الأرقام الكاملة فالتقدير الحقيقي لهذا المرض يتجاوز هذا الرقم بأربعة أضعاف لعدة اسباب أهمهما جهل سكان المنطق الريفية بخطورة المرض وبعدهم من مرافق تقديم الخدمة وهذه المناطق هي الأكثر تعرضا لعضات الكلاب من المدينة.

ولفت إلى أن من الأسباب ايضاً الحالة الاقتصادية الناتجة عن الحصار الاقتصادي وإيقاف الرواتب ونقل البنك من صنعاء إلى عدن ووعورة الطرق مما يحول دون وصولهم للمرافق الصحية وطلبهم للخدمة وعدم تسجيل المعضوضين والحالات والتبليغ بها للمستويات الأعلى في أغلب المرافق الصحية الخاصة ، بالإضافة إلى المعتقدات الخاطئة لدى بعض أفراد المجتمع في بداية ظهور أعراض المرض المتمثل بالتغيرات حيث يعزوها البعض للمس والسحر فتتوفى الحالات دون أن تسجل أنها حالات داء كلب.

ويعتبر مرض داء الكلب من الأمراض الوبائية القاتلة التي تنتقل من الكلب المصاب بالمرض (المسعور) إلى الشخص الذي يتلقى عضة من هذا الكلب ، وقد يتوفى الأنسان في غضون أيام إذا لم يتلق العلاج المناسب في الوقت المناسب ولم يتم أتخاذ الاجراءات الإسعافية السريعة للمصاب ونقله إلى أقرب مرفق صحي .

وفيما يخص الوضع الدوائي الخاص بهذا المرض والمتمثل ب(لقاح – مصل – أنتي تيتنوس – كتس فحص رؤوس الكلاب ) أوضح التقرير أن الأحتياج التقديري للوزارة لعام 2019م يبلغ 50 ألف جرعة لقاح و 12 ألف فيالة مصل و 12 ألف أمبولة أنتي تيتانس و 30 كتس صبغة لفحص رؤوس الكلاب.

وأشار التقرير إلى أنه لم يصل إلى مخازن الوزارة في عام 2018م من قبل منظمة الصحة العالمية سوى ستة آلاف لقاح وخمسة آلاف مصل وهذه لا تمثل سوى 12% من الأحتياج الفعلي ،حيث نفدت هذه الكمية من الوزارة.

وبين التقرير أن هذه الأدوية لا تتوفر في السوق التجارية نتيجة لظروف نقلها الخاصة التي تحتاج لتبريد خاص وسرعة في النقل، وهذا ما أعاقه أغلاق مطار صنعاء من قبل تحالف العدوان على اليمن منذ أكثر من أربعة أعوام مما سبب سقوط وفيات كثيرة نتيجة لهذا المرض .

وبهذا الصدد تقوم وزارة الصحة ممثلة بالمركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بحملة توعوية واسعة في كل وسائل الإعلام المسموعة والمرئية وعبر التواصل الاجتماعي، حيث يقول مدير عام المركز الدكتور يوسف الحاضري أن القضاء على داء الكلب يتطلب حملة مجتمعية كبيرة تتشارك فيها القطاعات الحكومية والمنظمات والجهود الشعبية للتخلص من الكلاب المشتبة إصابتها وبصورة مستمرة و دورية.

وأكد أهمية استشعار المجتمع بالوعي الكامل بكيفية التعامل السليم مع عضات الكلاب ..مشيراً إلى أن الأسعافات الأولية تقي المصاب من خطورة الاصابة بالمرض بنسبة كبيرة جدا .

ولفت الدكتور الحاضري إلى أن داء الكلب مرض فيروس معدي يصيب الجهاز العصبي ويؤدي إلى الوفاة وينتقل للإنسان عبر عضات الكلاب والقطط .. لافتا إلى أن أعراض داء الكلب تتمثل بصداع وحمى وتوعك والشعور بألم ووخز وحكة شديدة مكان العضة والاحساس بالخوف والخوف من الماء والضوء وصعوبة في البلع وهذيان وتشنجات وشلل جزئي أو تدريجي في الجهاز التنفسي .

وأكد أن مرض داء الكلب يستمر من يومين إلى ستة أيام ثم الوفاة .. مشير إلى أن الاسعافات الأولية للمصاب بعضة كلب تتمثل بغسل الجرح بالماء الجاري والصابون لمدة خمسة عشر دقيقة ، ومعالجة الشخص المصاب بعضة الكلب بالإسعافات الأولية في أقرب مرفق صحي ـواعطاء اللقاح الواقي في أسرع وقت ممكن عقب التعرض لعضة الكلب المشتبه بإصابته بداء الكلب.

كما أكد تجنب خياطة الجروح الناتجة عن العضة واعطاء المعضوض جرعة من لقاح الكزاز ” التيتانس”.. مبينا أنه في حال تعرض أي شخص لعظة كلب يجب عدم قتل الكلب أذا كان مملوك ومراقبته على الاقل عشرة أيام وفي حال موت الكلب يجب التوجه لأقرب مركز مكافحة لإستكمال جرعات لقاح داء الكلب.

ولفت مدير عام المركز الوطني للتثقيف الصحي إلى أن الوقاية من التعرض لعضات الكلاب تتمثل بعدم التحرش بالكلاب أو الاحتكاك بها والتخلص من الكلاب الشاردة وعدم رمي القمامة أمام المنازل أو في الحارات تفاديا لتجمع الكلاب الضالة.

واشار إلى أنه في حال وجود كلاب يشتبه إصابتها بالسعار يجب إبلاغ الجهة المختصة ومنع الاطفال من اللعب مع الكلاب حرصا على سلامتهم .

ودعا الدكتور الحاضري الجهات المختصة للعمل على التخلص من هذه الكلاب والحد من انتشارها حرصاً على سلامة الناس وحفاظا على حياتهم .

ويشكو المواطنون من انتشار الكلاب في كثير من الأحياء بشكل كبير حتى أصبح عددها يفوق المارة في بعض الشوارع بحسب تعبيرهم .. مؤكدين أن هذه الظاهرة تحتاج حملة مكثفة لمكافحة الكلاب الضالة في الشوارع والأحياء السكنية وبشكل مستمر .

قد يعجبك ايضا