هذا ما يريدة المحتل في المحافظات الجنوبية
صالح الجنيدي
تتكشف مؤامرات دويلات الخليج في عدوانها على اليمن يوماً بعد آخر، فتلك الدويلات العميلة استغلت الوضع في اليمن، وحاولت أن تنفذ أجندة المستعمر الأجنبي ومخططات المحتل الصهيوأمريكي البريطاني في الجنوب، فواجهت صموداً أسطورياً في الشمال واستغلت الوضع الرخو في الجنوب لتملشن الجنوب مستخدمة سياسة التجويع والتطويع بالمال لدفع الناس لقتال بعضهم البعض، تلك الأدوات الأعرابية منذ أن تدخلت في اليمن ظنت أن الفرصة سانحة لتنفيذ مخططات المستعمر منذ دهر طويل، وكانت تعتبر اليمن فريسة سهلة في ظل وجود طرف عميل وخائن باع نفسه ووطنه لألد أعداء اليمن بعد أن فقد مصالحه الشخصية فمنحته شماعة الشرعية، ولكن اصطدمت بواقع آخر وفشلت حساباتها في اليمن شمالا وجنوبا وانتكست مخططاتها في الشمال وأثبت الشعب اليمني للعالم أجمع أن في اليمن شعباً لا ينكسر وذات عزيمة لا تلين، شعباً لايقبل المحتل ووطناً كان ولا يزال وسيبقى مقبرة للغزاة.
فدويلات الخليج نست نفسها، وتجاهلت أن اليمن لا يقبل الغزاة ولا يستسلم للبرابرة الجدد، وبعد أربع سنوات ونصف من العدوان السعودي الامريكي الصهيوني الإماراتي على شعبنا اليمني تدرك اليوم أن حفاة اليمن داسوا جبروت السعودية والإمارات، فتوغلوا في أراضي العدو في الحد الشمالي واستباحوا أجواء مملكة النفط وحولوا حقول النفط الغنية إلى مواقع مستهدفة في بنك الأهداف.
اليوم ونحن على عتبة خمسة أعوام من العدوان، ورغم الضربات القاسية التي يتلقاها العدو يوما بعد آخر بواسطة الطيران المسير والصواريخ الباليستية، لا تزال دويلات الخليج العميلة تحلم بالسيطرة على اليمن وثرواته.
فلم يتعظوا ولم يفهموا الرسائل التي تصل عواصمهم ومدنهم ومصالحهم بشكل يومي، ولم يدركوا أن اليمن اليوم يمتلك قائداً عظيماً بحجم السيد القائد عبدالملك الحوثي وشعباً واعياً يستمد ثقافته من القرآن الكريم ويمتلك روحاً جهادية متجددة، ويقدم المزيد من التضحيات في سبيل عزة وطنه.
اليوم مايحدث في المحافظات الجنوبية ليس مستغرباً بل متوقعا منذ سنوات، وسبق للسيد الشهيد حسين بدرالدين أن حذرنا أكثر من مرة في أكثر من ملزمة من موالاة اليهود والنصارى ومن موالاة الشيطان الأكبر ومن موالاة الظالمين والمنافقين والخونة والعملاء، ومخططاتهم الاستعمارية للشعوب الحرة، والكثير مما حذرنا منه الشهيد القائد تجسد اليوم في واقعنا في الجنوب، فالمحتل الإماراتي ومن ورائه السعودية، يعملان على استغلال القضية الجنوبية لتنفيذ أجندة استعمارية في أرض الجنوب، فيدفع بمرتزقته لتنفيذ أجندة لا علاقة لها بالجنوب وقضيته العادلة، فالعدو اليوم يطمح إلى تقسيم اليمن إلى دويلات وكانتونات مجزأة ومنقسمة وضعيفة ومتعادية.
فمشروع المحتل اليوم في الجنوب ليس تحقيق الانفصال وإنما تجزئة المجزأ إلى أجزاء وعلى النحو التالي:
أولاً: عدن والهدف ميناء عدن ومضيق باب المندب والطوق على عدن للحفاظ على أمن عدن والموانئ ويمتد إلى أبين شقر ولحج وباب المندب وهذا للإمارات.
ثانياً: الاستحواذ على شبوة وحضرموت والمهرة وثروات النفط، فأطماع السعودية تتركز في عدد من المناطق كقضم أجزاء من محافظتي مارب والجوف، فالمخطط الذي يحاول المحتل الأجنبي تنفيذه في الجنوب أكبر من خلافات كل أبناء اليمن، فالمخطط الاستعماري والتفتيتي الجديد يهدف إلى زرع القاعدة في مناطق محددة في أبين وشبوة، بحيث يسمح المحتل لبدو أبين والمحسوبين على الشرعية بالعيش في السلسلة الجبلية الممتدة من لودر إلى شبوة الهرم بعيداً عن “أحور” والمناطق الساحلية وسيتم فيهم زرع قاعدة ودواعش وغيرها لشغلهم بذلك حتى يتم إخضاعهم وتسليمهم.
ويعمل العدو على إخراج السلفيين في لحج إلى تعز لإيجاد مناطق لهم في تعز.
فالمخطط أن يتم زرع الخلافات والعداء وضرب السلم الاجتماعي في كل المحافظات الجنوبية واستنزاف المزيد من الدماء الجنوبية ولن يكون فيها خاسر سوى الجنوب.