قُضاة الملاعب بَشَر يا هؤلاء

 

جمال الخولاني

تعالت الأصوات ودخل الجدل البيزنطي خط المواجهة خلال حديث في وجهات النظر بشأن مستوى التحكيم وتراشق اللاعبين بكلمات لا تليق بالروح الرياضة بصلة بحق الحكام، ووصل الحد مع الأسف الشديد للاعتداءات في أكثر من مناسبة ما تسبب في إخراج المباريات عن جاهزيتها الفنية وما يزيد الطين بلة الشتائم التي تصدح من أعلى المدرجات في سلوك مشين يعكس مدى غياب الوعي.
تابعت الجدل بموقف المتفرج لكي لا أنال نصيبا من الغوص في عراك لا يقدم ولا يؤخر، وانتظرت قليلا لعل الجميع يرضخ لتحكيم العقل والمنطق والحديث الودي لنخرج بخلاصة وافية وكافية عن الأسباب ومعالجتها خطوة بخطوة.
بالفعل هدأ الجميع وشرعنا في النقاش عن مستوى التحكيم لقضاة الملاعب، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الإمكانيات محدودة جدا نظرا للمفارقات مع دول الجوار ولن نذهب بعيدا في مقارنات ما أنزل الله بها من سلطان آخرها تقنية الفيديو”الفار” ومع هذه التقنية وغيرها لا يزال التحكيم يرتوي الأخطاء ولا داعي لطرح الأمثلة التي يعلمها الجميع.
أتفق الجميع أن اللاعبين والجهازين الإداري والفني باستطاعهم مساعدة الحكام على إدارة المباريات وإخراجها بصورة جمالية حتى إن وجدت الأخطاء غير المؤثرة لأن الحكام في الأخير بشر، وفي حالة الأخطاء الجسيمة التي تغير مجرى المباراة لكل حادث حديث وهنا نحمل المسؤولية حكم المباراة ومراقبها الفني واللجنة الفرعية لمعاقبة الحكم وفقا للوائح والأنظمة.
كما اتفق الجميع على أن غياب الوعي والثقافة المعدومة للاعبين على وجه الخصوص أحد المسببات، وهذا الدور هو المعول على إداري الفريق والمدرب في إلزام اللاعب بالتركيز على مهامه داخل الملعب والتفرغ لتطبيق التكتيك بدلا من الصياح والنياح على حكام الملاعب وتحميلهم مسؤولية الإخفاق وإلحاق الضرر.
جمعني لقاء مع الحكم الدولي أمين ردمان وزميله الحكم كمال الغيل حول هذه القضية التي تعتبر الأم لأنها من وجهة نظرهما قاسية في حق الحكام الذين يتجشمون عناء التدريب اليومي والمحاضرات النظرية والتطبيقية رغم الظروف الراهنة في سبيل الارتقاء وتطوير أداء الحكام .. مشيرين إلى أن اللاعب دائما ما يعلّق شماعة الفشل على الحكم الذي يسعى بكل ما أوتي له من تركيز داخل المستطيل الأخضر لقيادة المباراة باقتدار، رغم اعترافهما بوجود الأخطاء غير المتعمدة التي لا تؤثر على مسار المباراة وحتى إن وجدت الأخطاء الجسيمة فلا يعني ذلك تجاوز حدود اللياقة والأخلاق وللجنة الحق في محاسبة الحكم.
المحلل والناقد الرياضي الكابتن سفيان الثور اختتم المداخلة النقاشية ووضع التوصيات الهادفة بالتأكيد على ضرورة تبني ورش وندوات ومحاضرات تثقيفية وتوعوية للحد من هذه الظاهرة السلبية بحيث تجمع كافة الشرائح الرياضية لغرس مفهوم احترام الحكام الذين لا يقلون أهمية عن اللاعبين والإداريين والجهاز الفني لتكامل الأدوار والمهام واحدة باختلاف العوامل.
هامش ..
بطل الجمهورية في ألعاب القوى عبدالله العقر اقتحم مجال التحكيم بقوة وكان له حضور بارز في قيادة إحدى مباريات الدوري التنشيطي، وهذه قطفة من ثمار اللجنة الفرعية بأمانة العاصمة التي أفرزت حكاماً جدد يحتاجون فقط منحهم الثقة أكثر لقيادة المباريات بما يسهم في تعزيز قدراتهم وإبراز وصقل مواهبهم في سبيل الارتقاء بمجال التحكيم.

قد يعجبك ايضا