رباعية التقسيم
فهمي اليوسفي
بالنظر إلى مستجدات الأحداث التي شهدتها وتشهدها م.عدن المتمثلة بتصريحات الانتقالي انه عازم على السيطرة على بقية المحافظات الجنوبية بعد استكمال سيطرته على محافظة عدن ورفضه لأي تواجد عسكري من أبناء الشمال في الجنوب والذي قوبل بتحذيرات الخائن والمرتزق طارق عفاش الموجهة للانتقالي بعدم المساس بأي جندي من جنود قوات العمالقة المتواجدة جزء منها في محافظة عدن .
من الثوابت أن ما يقوم به الانتقالي ليس بقرار من ذاته، بل يأتي القرار معلبا وجاهزا من الإمارات . والتي بدورها لن تتخذ أي قرار كهذا إلا باتفاقات مع السعودية وأمريكا وبريطانيا. أي دول الرباعية …
بالتالي التحذيرات المتبادلة بين الانتقالي وطارق عفاش هي باعتقادي تحذيرات وهمية تشرف عليها الإمارات وتحمل أهدافاً مبطنة يترتب عليها توزيع أدوار بين طارق والانتقالي طالما وأبو ظبي هي من تدير الطرفين، فقد توكل مهام لطارق في الشمال وتحديدا تعز والساحل التهامي بما يكفل تحقيق الانفصال وتعطي جزءاً من المهام لجماعة أبو العباس في تعز .
تصريحات عبدالملك المخلافي
التصريحات التي أدلى بها عبدالملك المخلافي هي اعتراف مبطن بالهزيمة، ويحاول من خلالها نسج ذرائع له ولمن معه كهروب من تحمل جزء من المسؤولية نظرا لمساندتهم لدول العدوان بما قد يفضي إليه اليمن نتيجة استمرارية العدوان وارتفاع درجة التصدع داخل دول التحالف وأيضا لكونه متورطاً من القاع للنخاع مع أن هذه التصريحات هي اعتراف ضمني بالهزيمة للمشروع السعودي الامريكي وانتهاء دور من تطلق على ذاتها شرعية …
اشتباكات في تعز بين مرتزقة الإمارات من جهة وبين مرتزقة السعودية من جهة أخرى.
على نفس السياق، سنجد هناك تصعيد متبادل بين مرتزقة الإمارات والسعودية في هذه المحافظة وتحديدا منطقة البيريين أو منطقة التربة وصل الأمر لقطع الخط الرابط بين تعز وعدن إضافة لاقتحام إدارة أمن مديرية الشمايتين وهذه الاشتباكات متزامنة مع ما تم الإشارة إليه سلفا .
لكن طالما والدور الإماراتي هو الأبرز في الجنوب يظل هو ذاته من يتمدد اليوم في محافظة تعز وقد قد يفضي لصراع دموي بين الفصائل المتقاتلة، وهنا الامارات هي من تتولى توزيع المهام لكافة الأجندات التابعة لها سواء في الجنوب أو تعز والساحل الغربي .
على هذا الأساس، الكثير من المؤشرات توحي أن هناك توافقاً بين دول الرباعية على تقسيم اليمن توجت بزيارات ابن زائد للسعودية وبحضور سفيري واشنطن والرياض الأمر الذي يجعل كافة الأجندات المساندة لدول التحالف كلا يحاول صناعة مسرحية للهروب من تبعات مسؤولية وطنهم بخيانة الوطن وتقسيم اليمن ..
تصريحات عبدالملك المخلافي لم تأت من فراغ وتزامنها مع اشتباكات مرتزقة تعز
في هذه الحالة يتطلب الأمر سرعة إجهاض مشروع الإمارات والاستمرار في مواجهة الدور السعودي باعتباره بالغ الخطورة على حاضر ومستقبل اليمن في حال استمر بغض النظر عن فشل المشروع السعودي الأمريكي في بلدنا نتيجة صمود القوى المناهضة للعدوان على مدى 5 سنوات مضت ..