الاستهتار واللا مبالاة سبب لانتشار الظاهرة، والمواطنون يدعون لمقاطعة الأفراح التي يتم إطلاق النار فيها

لا تقتلني بفرحتك إطلاق النار في المناسبات ظاهرة قاتلة وتخلف حضاري وأخلاقي

الثورة / محمد الروحاني
إطلاق الأعيرة النارية في المناسبات يشكل خطورة بالغة على المجتمع والناس بل قد يعكر صفو المناسبة وربما يحولها إلى مأساة ليذهب جراء هذه العشوائية أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم جاؤوا ليحتفلوا بمناسبة عزيزة عليهم.
و اللجوء إلى هذه الظاهرة يتم في العديد من الحالات بدافع التباهي والتفاخر وحب الظهور بحمل السلاح.
و ظاهرة انتشار السلاح واستخدامه في الأفراح والمناسبات باتت مشهدا مألوفا وظاهرة مقلقة وسلبية جدا في مجتمعنا ويرجع ذلك إلى عدم التقدير الصحيح من قبل بعض الأشخاص للمخاطر التي يمكن أن تلحق بهم وبمن حولهم عند قيامهم بإطلاق النار بداعي الفرح والابتهاج.
ونحن في عيد الأضحى المبارك والذي يعتبر موسماً للأفراح في كثير من المدن والقرى اليمنية ويكثر إطلاق النار في هذا الموسم ..( الثورة ) استطلعت آراء المواطنين حول هذه الظاهرة الخطيرة وخرجت بالحصيلة التالية:
تخلف حضاري وأخلاقي
البداية كانت مع الشيخ ياسر عشيش أحد مشايخ محافظة عمران الذي عبر عن رفضه لهذه الظاهرة المقيتة والمميتة وقال: إنها ظاهرة تدلّ وتشير إلى تخلف حضاريّ وثقافيّ وأخلاقي عند من يمارسها وتفضح أيضا العيوب ونقاط الضعف في شخصية من يمارسها فلو كان غير ذلك لما لجأ لمثل هذه الممارسة التي تشكل تلويثا جسديًّا ونفسيًّا.
ويتابع : من يطلق النار في الأعراس يقول للمجتمع انه لا يهتم بهم ولا يحترم رغباتهم وللأسف هناك من يشجعه ويحفزه ويصفق له وربما يقلّده والمؤسف أن هؤلاء الغوغائيين أصبحوا قدوة يحتذى بها وكأننا لا نملك أساليب أخرى للتعبير عن فرحتنا وبهجتنا.
تصرف غير مسؤول
المحامي علي مسعود يقول : أنا ضد إطلاق النار في الأعراس لما تخلفه من مشاكل جراء هذا التصرف غير المسؤول فلا فائدة تُجنى جراء إطلاق الأعيرة النارية والمفرقعات والأصوات الناجمة عنها إلا تبذير المال والتسبب في مضايقات الناس وإزعاجهم، وحوادث لا تحمد عقباها، إضافة إلى انقلاب الفرحة والسرور إلى حزن ومأساة، وخسائر في الأرواح والممتلكات.
ومنع مثل هذه السلوكيات والتصرفات من قبل الأجهزة الأمنية أكبر دليل على خطورتها على الفرد والمجتمع وعدم الفائدة منها فالتعبير عن الفرح في المناسبات لا يكون بمثل هذه السلوكيات والتصرفات الخاطئة التي تمنعها الدولة.
ظاهرة غير حضارية
محمد حسن إمام مسجد يقول: من أطلق الرصاص وأصاب شخصا وقتله فسيعاقب عند الله عقاب القتل دون عمد .. وإذا كان عارفا بإمكانية تعريضه حياة الناس للخطر فذلك يعني أن عقابه سيكون عقاب القاتل , وقد شدد القرآن الكريم في آيات منه على حرمة التعدي وبالتالي فإن فعل إطلاق الرصاص أو حتى المفرقعات هو تعدٍّ على راحة الناس وعلى راحة الأطفال الذين يصابون بصدمات نتيجة هذه الأفعال، وكل تعد على الناس محرّم .
وأضاف: ظاهرة إطلاق النار من قبل بعض الأشخاص في المناسبات المختلفة تسبب إزعاجاً للمواطنين وتزرع الخوف في نفوسهم ولا سيما الأطفال منهم مع ما يرافقها من أضرار مادية وضحايا وإصابات جسدية خطرة ومن هنا أدعو المواطنين إلى الإحجام عن ممارسة هذه الظاهرة القاتلة غير الحضارية، حفاظاً على السلامة العامة وأدعوهم إلى التعبير بوسائل سلمية.
قنص متعمد
المواطن علي عارف يقول هو الآخر : أنا ضد هذه السلبيات جميعها وأمقتها لأنها تجلب الدمار لمجتمعنا وتحيده عن الطريق السَّوِي ، كما أصبح إطلاق الرصاص في المناسبات عرفاً، كذلك أصبح سقوط الضحايا، فنسبة الرصاص ترتفع والخسائر البشرية ترتفع أيضا , فلا قانون منع إطلاق الرصاص في المناسبات، ولا تحريم الدين لهذه العادة ردعهم عن تلك التصرفات وبات جميع الناس في خطر القنص المتعمد وغير المتعمد، والضحايا منهم عظة لمن لا يتعظ .
استهتار ولامبالاة
المواطن جمال صلاح يقول: إن سبب انتشار هذه الظاهرة هو الاستهتار الكبير من بعض الناس وخصوصاً أصحاب الأعراس حيث إنهم يشاهدون الشباب وهم يطلقون النار ومع هذا يتهاونون عن منعهم ولا بد من تواجد صاحب العرس أو من ينوب عنه لمنع إطلاق النار.
وأضاف : هذه الظاهرة تكثر في المحافظات والقرى وأصبح إطلاق الأعيرة النارية لديهم استعراضاً ولابد ان يكون هناك وعي وتعزيز الثقافة والتعبير عن الفرحة بصورة حضارية والبحث عن بديل مثل الألعاب النارية وغيرها والتي لا تسبب أضراراً للغير.
تكاتف الجميع
ورغم منع وزارة الداخلية إطلاق النار في الأعراس وإطلاقها الحملات التوعوية المستمرة للتحذير من خطورة هذه الظاهرة إلا أنها تتجذر يومياً ونعيش مآسيها التي تتسبب بها طلقات الرصاص العشوائية المتناثرة في الجو خلال الأعراس لتستقر أحيانا كثيرة في أجساد من نحب بسبب أخطاء استخدام السلاح واستخدامه في هذه المناسبات.
والقضاء على الظاهرة يحتاج إلى تكاتف الجميع ونشر التوعية بين الناس , من خلال الإعلام ، بالإضافة إلى إظهار مخاطرها على المجتمع من جوانب عدة لعلّ المجتمع يتعظ ,كما أن للمثقفين دوراً كبيراً في نقل الفكر النيّر للعامة ، وتوضيح المخاطر التي تنتج عن هذه الآفة وأئمة المساجد والوعاظ بالإضافة إلى الكتابة في دعوات الأفراح في الصالات عدم إطلاق النار .

قد يعجبك ايضا