مجاهرة سعودية بارتكاب أقسى صنوف الحرمان والصد: مكة حلال للصهاينة حرام على اليمنيين

 

الثورة/عادل محمد
الحج شعيرة إسلامية عظيمة وركن من أركان الإسلام وتعتبر مناسبة دينية تجسد الوحدة الإسلامية أن ديننا الإسلامي الحنيف هو دين الأخوة ودين التعاون وتعتبر فريضة الحج من الفرائض التي أوجبها الله على المستطيعين من عباده وهي من الفرائض التي تصبّ في هذا المقصد العظيم وهو توحيد المسلمين إذ يتجه المسلمون من كل حدب وصوب بمختلف أشكالهم وألوانهم وألسنتهم لتأدية هذه الفريضة ترسيخاً لهذا المبدأ العظيم الذي يعكس صورة اللحمة الإسلامية ومن رحمة الله الكبرى أنه لم يجعل هذا البيت العتيق مخصوصاً بطائفة من الناس دون أخرى فقد قال سبحانه وتعالى ” وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً” أي مرجعاً للناس كافة يأتونه من كل مكان وقال تعالى ” إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ”.
وتأمل هنا قوله تعالى “هدى للعالمين” تفيد الشمولية التامة وليس لأحد الحق أن يتحكم في هذا البيت أو يصد أحداً عنه تحت أي حجة أو مبرر.
ويعد تسييس فريضة الحج أحد أهم أدوات المملكة السعودية في فرض نفوذها على الدول العربية والإسلامية المتمثل في خدمة المشروع الصهيو – أمريكي في المنطقة فمنذ تأسيس الدولة السعودية على يد البريطانيين حرصت على الاستيلاء على الأماكن المقدسة للمسلمين المتمثلة في مكة والمدينة بنفس الأسلوب الذي دفعت فيه بريطانيا الكيان الصهيوني إلى الاستيلاء على فلسطين والقدس الشريف على وجه الخصوص لتصبح المقدسات الإسلامية تحت سيطرة القوى الاستعمارية .
بصورة مباشرة في فلسطين وغير مباشرة في المملكة السعودية لتنفذ من خلال مشاريعها التفكيكية للأمة ويكون المسلمون خاضعين لما تريده هذه القوى فلا يحق لأي مسلم دخول هذه الأماكن المقدسة أو أداء فريضة الحج إلا إذا كان ممن يرضون عنه ويواليهم وبالتالي تكمن هنا الخطورة لهذا التوجه المدروس والممنهج من قبل القوى الاستعمارية فمن خلال استغلال المقدسات الإسلامية يتم تفريخ إسلام يطابق الرؤية الأمريكية لما تريد أن تكون عليه الإسلام وتكون المقدسات الإسلامية منطلقاً لأنظمة القمع والاستبداد المتمثلة في الإمارات والسعودية ومن هنا تتضح الخطورة الكبيرة التي يمثلها هذا التوجه الاستعماري فالتحكم بأقدس المقدسات لدى المسلمين يعني التحكم في ضمير المسلمين وعنوان وجودهم وهو ما يجعل عامة المسلمين تحت سلطة تأثير هذه القوى بصورة مباشرة وغير مباشرة وبالتالي يمكن لهم تنفيذ مخططاتهم بصورة شرعية وبدون مقاومة.
لذلك فإننا معنيون نخباً وعلماء ومثقفين بمقاومة تسييس فريضة الحج وفضح هذا التوجه في إطار المقاومة الشاملة للمشروع الاستعماري الصهيوني – الأمريكي المراد تنفيذه في عالمنا العربي والإسلامي ومن هذا المنطلق فإنه يجب إلى الجميع توعية المجتمع بهذا المخطط والدعوة إلى تحييد الأماكن المقدسة والدعوة إلى تشكيل هيئة إسلامية تدير المقدسات الإسلامية.
وفي الوقت الذي تتسارع فيه خطوات التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب والعمل على إقامة جسور من التواصل مع هذا الكيان الغاصب يتعرض الحجاج في سوريا والعراق ولبنان واليمن لمحاولات الصد عن بيت الله العتيق في مجاهرة سعودية بارتكاب أقسى صنوف الحرمان ضد حجاج بيت الله الحرام وتعطيل لركن أساسي من أركان الإسلام.

قد يعجبك ايضا