كيف يصدُّ آل سعود المسلمين عن حجِّ بيت الله الحرام؟!
عبدالفتاح علي البنوس
لم يعُدْ بخافٍ على أحدٍ الدورُ المشبوهُ الذي يلعبُهُ آلُ سعود في محاربة الإسلام والمسلمين والصد عن بيت الله الحرام ووضع العراقيل والعقبات التي تحولُ دون أداء شريحة واسعة من المسلمين فريضة الحج، حيثُ عمل آل سعود على عزوف الكثير من المسلمين عن أداء الركن الخامس من أركان الإسلام من خلال جُملة من الإجراءات والممارسات التعسفية والتعجيزية التي سنحاولُ تسليط الضوء على أبرزها..
عمل آل سعود على تحديد أعداد معينة من الحجاج لكل دولة والذين يحق لهم دخول مكة لأداء فريضة الحج، وهو ما أسهم في حرمان الكثير من المسلمين والمسلمات من أداء هذه الفريضة وهي الخطوة الأولى في مخطّط الصد عن بيت الله الحرام، حيثُ يبرّر آل سعود ذلك بالحد من الازدحام؛ نظراً لضيق المساحات الخاصة بمشاعر الحج، وهو مبرّر واهٍ، حيثُ لا تزال المساحة كافية لأعداد كبيرة من الحجاج إلا أن المخطّط السعوديّ اليهودي يقتضي بالحد من حجاج بيت الله الحرام ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً.
آلُ سعود وشمّاعةُ مشاريع التوسعة
من التناقضات التي وقع فيها آلُ سعود حديثُهم عن حصر وتقييد عدد الحجاج بأرقام معينة بحُجَّة تفادي الازدحام وضيق المكان في الوقت الذي يقومون فيه بأعمال توسعة مع قرب موسم الحج وتذهب لمخاطبة الدول لتخفيض عدد حجاجها بداعي التوسعة، حيثُ تكرر هذا الإجراء أكثر من مرة، وهو ما يؤكّد تعمدهم استثمارَ عملية التوسعة المحدودة التي تتم في جهات معينة بمنأىً عن الجهات التي تقع فيها قصورهم الملكية وفنادقهم ومنشآتهم السياحية للصد عن بيت الله الحرام وإعاقة تدفق الحجيج لأداء فريضة الحج.
تخصيصُ مخيمات لحجاج كُلّ دولة
يعمد آل سعود إلى تحديد وتخصيص مخيمات في مواقع خاصة للحجاج على مستوى كُلّ دولة؛ بهَدفِ حصرهم وعدم تمكينهم من الاختلاط، وهو ما يتعارَضُ مع أحد أهم معاني الحج المتمثلة في اجتماع الحجيج من كُلّ أصقاع المعمورة لتجسيد وحدة المسلمين القائمة على كون كُلّ الناس على مستوى واحد لا فضلَ لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، في الوقت الذي تتم فيه تغذيةُ النعرات الطائفية والمذهبية داخل المخيمات من خلال مشائخ ودعاة الوهَّابية الذين يتم فرضُهم من قبل إدارَة الحج السعوديّة، وكلها ممارسات تلقي بظِلالها السلبية على المسلمين وتحولُ دون أداء الكثير منهم مناسك الحج.
فوبيا الحج والحوادثُ المصطنعة
دأب آلُ سعود وأسيادُهم من الصهاينة والأمريكان على اختلاق مشاكل وافتعال أزمات وارتكاب حوادثَ تستهدفُ حياة الحجاج وتشكِّل حالة من الرعب لدى الكثير من المسلمين وتولِّد ما يشبه الفوبيا من الحج، ومن ذلك الترويج لانتشار أمراض وأوبئة خبيثة في أوساط الحجاج كإنفلونزا الطيور وإنفلونزا الخنازير وجنون البقر وغيرها من الأمراض التي يتم ترويع الناس بها للحيلولة دون أدائهم فريضة الحج، علاوة على الحوادث الجنائية المفتعلة من تدافع الحجاج وحرائقَ مفتعلة وسقوط رافعات وجرف السيول للحجاج؛ نَظَراً لعدم قيام السلطات السعودية بعمل قنوات تصريف للسيول في تلك الأماكن.
في الوقت الذي يعمد فيه آل سعود إلى نشر شائعات وأخبار كاذبة تتحدث عن استهداف الكعبة وأخطار تتهددها من هناك، وكل ذلك يندرج ضمن مُخَطّط الحد من عدد حجاج بيت الله الحرام.
موسمٌ للاستثمار والسياحة وغلاء الأسعار
يستغلُّ آل سعود موسم الحج الذي يدر عليهم مبالغَ باهظة يدفعها الحجاج تحت مسمى رسوم الحج لوضع العراقيل أمام الراغبين في أداء فريضة الحج، ومن امتلك الاستطاعة لأداء الفريضة فإنه يصطدم بالارتفاعات الجنونية في أسعار الخدمات التي تقدم للحجاج والتي تصل إلى عشرة أضعاف سعرها الحقيقي في سائر العام، وهو ما يشكِّل عبئاً ثقيلاً على الحجاج ويندرج في إطار ذلك المُخَطّط.
آل سعود وإفراغ الحج من محتواه
عمل آلُ سعود على إفراغ الحج من محتواه من خلال سلسلة من الممارسات والقرارات والتوجّهات التي تسلب منه روحانيتَه ومن المشاعر قداستها ابتداءً بالاختلاط وصولاً إلى تغيير ملامح الآثار الإسلامية وتخريبها، بما في ذلك منزل الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلّم الذي حوّله آل سعود إلى حمامات تحت شماعة التوسعة في الوقت الذي أبقوا فيه على الآثار والمعالم اليهودية، وهناك العديد من الممارسات التي تندرج في إطار المُخَطّط الشيطاني الذي يستهدف الحجَّ وروحانية الأجواء المصاحبة له.
التضييقُ على الحجاج في المناسك
يمعِنُ آلُ سعود في التضييق على الحجاج في أداء مناسكهم من خلال فرض الأفكار والمعتقدات الوهَّابية ومحاربة بقية المذاهب والطوائف والتعدي عليهم ومنعهم من أداء طقوسهم الدينية التي لا تتعارض مع مناسك وأركان الحج، حيثُ يحرمون حجاج بيت الله الحرام وزوار الحرم المدني من الاقتراب من ضريح الرسول عليه الصلاة والسلام ومن قبور الصحابة وآل البيت في البقيع، ويشهد موسم الحج العديد من الاعتداءات التي تطال بعض الحجاج القادمين من العراق وإيران؛ بحجة أنهم شيعة وكأن الشيعة والتشيع من المنكرات.
تمكينُ اليهود من دخول الحرمين الشريفين
في الوقت الذي يصد فيه آل سعود الكثيرَ من المسلمين عن أداء فريضة الحج وحرمانهم من زيارة الروضة المحمدية الشريفة، نجدُهم في الوقت نفسه لا يتورعون عن فتح الباب على مصراعيه أمام اليهود لتدنيس الحرمين الشريفين تحت مبرّرات واهية ومغالطات مفضوحة وذرائع كاذبة، ومن يهودتهم أنهم أوكلوا لشركة إسرائيلية مسؤولية الحماية الأمنية على الحجاج، حيثُ تمنحهم هذه الشركة أساورَ إلكترونية تُلبَسُ في أيديهم بحيث يتم رصد كافة تحَـرّكات الحجاج وتحديد أماكن تواجدهم، وهو الأمر الذي يتيح لهم إلحاق الأذى بهم جماعاتٍ وفرادى، وهنا تكمن الكارثة.
نُصُب الشيطان وجبل عرفة
من حيل ومكر وإجرام آل سعود التي تؤكّد يهودتهم واستهدافهم كُلِّ ما يمت للإسلام بصلة، أن عملوا على نقل نُصُب الشيطان الذي كان متواجداً في منسك رمي الجمرات والذي كان رمزيةً للشيطان الرجيم وقاموا بنقله إلى جبل عرفة ليتلمس حوله الحجاج، في انتهاكٍ صارخ للدين الإسلامي والرسالة المحمدية والسنة النبوية المطهرة، ودَائماً التوسعة هي شماعتهم ولا نعلم ما علاقة التوسعة بنقل نُصُب شيطان إلى جبل عرفة، لكنه الخُبث السعوديّ السلولي الذي يفرغه آل سعود صداً عن سبيل الله ومحاربة للإسلام والمسلمين.
بُرجُ الساعة والخطرُ على الكعبة المشرفة
في الوقت الذي كان فيه آل سعود يتحجّجون بتحديد سقف للحجاج المسموح لهم بالدخول لأداء فريضة الحج لضيق المكان ويتحدثون عن مشاريع التوسعة ذهبوا لإنشاء برج الساعة المطل على الحرم المكي والكعبة المشرفة، البرج الذي أقيم على مساحة واسعة وعلى علو مرتفع جداً تحوَّل إلى وجهة سياحية ومقصداً للعشاق والمحبين، وصار هذا البرج مقصداً للزائرين وأمام ضخامته تحولت الكعبة إلى مبنىً صغيرٍ، وكأن الهدف منه إلهاء الحجاج عن الكعبة والانشغال ببرج الساعة الذي أوقف أية توسعة للحرم المكي من الجهة التي يقع فيها، ومكمنُ الخطورة هنا أن هذا البناء الكبير بارتفاعه الشاهق يمثل تهديداً خطيراً للكعبة المشرفة في حال سقوطه أو انهياره ولا يستبعد أن يكون الهدف منه تدمير الكعبة، فمع آل سعود كُلّ شيءٍ وارد.
موسمٌ للسياحة والترفيه
ومع إنشاء برجِ الساعة والانفتاح الذي عليه السعوديّةُ اليوم بات موسمُ الحج بالنسبة للسعوديّين موسماً للسياحة والترفيه وتضييع الوقت، حيثُ يتزامنُ موسمُ الحج مع قيام ما يسمى بهيئة الترفيه بتنظيم حفلات وعروض سينمائية ومسرحية ماسخة تشارك فيها راقصات وممثلات أمريكيات وغربيات تصاحبها ممارسات غير شرعية، وبكل بجاحة يصُرِّح القائمون على هذه الهيئة بأنهم أعدّوا برنامجاً حافلاً بالعديد من الفعاليات الترفيهية بالتزامن مع موسم الحج؛ لكي يتمتع الحجاج بها عقب انتهاء مناسك الحج واستغلال العدد الكبير للحُجّاج.
تسييس الخطاب الديني للحرمين الشريفين
عندما أمر الله عز وجل نبيَّه إبراهيم وابنه إسماعيل ببناء الكعبة المشرفة، فإن الغاية من ذلك أن تكون الكعبةُ هي قِبلةَ المسلمين ووجهتهم في صلاتهم والقاسم المشترك الجامع لكل المسلمين، بمعنى أنها ليست ضمن أملاك آل سعود ولا يحق لهم تسخيرُها لخدمة مصالحهم ومشاريعهم الخاصة، وأن الخطابَ الديني للحرمين الشريفين سواء في موسم الحج أو في سائر الأيام، خطابٌ جامعٌ للمسلمين وموحِّدٌ لهم، على الأقل في موسم الحج، ولا يحقُّ لآل سعود تسييس رسالةِ الحرمين على الإطلاق كما هو حاصل اليوم، حيثُ غدا الخطاب الديني للحرمين الشريفين مسيساً وموجهاً لخدمة آل سعود وللشرعنة لفجورهم وإجرامهم ووحشيتهم وفسقهم، ففي يوم عرفة يوم وحدة المسلمين يتشدقُ آلُ الشيخ والسديس بالدعاء على اليمنيين ويحرّضون على سفك الدم اليمني والسوري والعراقي والليبي وينشرون الكره والبغض بين المسلمين إرضاء لسلمان ونجله المهفوف، في تسييسٌ قذرٌ وَمستقبحٌ لمنبر رسول الله على مرأى ومسمع العالم الإسلامي أجمع.
ومن المفترض هنا أن تكون هنالك إدارَةٌ موحدة للمقدسات الإسلامية تشرف عليها وهي التي تدير شؤون الحج، إدارَة مكونة من مختلف الدول الإسلامية؛ لتصحيح مسار الخطاب الديني للحرمين الشريفين وإنهاء الهيمنة السعوديّة الوهَّابية عليهما، فلا يُعقل أن يشوّهَ آلُ سعود صورةَ الإسلام ويفسدون على المسلمين حجَّهم بإقحام الحج والحجاج في معمعات السياسة وصراعِ المصالح والدفاع عن مغامراتهم ومقامراتهم الصبيانية والكل يتفرجُ وكأنهم غيرُ معنيين بذلك؟!