الجنوب من الاحتلال الى التقسيم
عبدالله الأحمدي
الجنوبيون أضاعوا البوصلة، فبدلا من الدفاع عن قضيتهم والضغط لحلها ذهبوا يقاتلون في الساحل الغربي ودفاعا عن الحدود السعودية ضد اخوانهم اليمنيين.. أغراهم المال فذهبوا للقتال من اجل الريال والدينار.. لقد تحولوا الى أدوات رخيصة بيد الغزاة والمحتلين.. واليوم يقومون بأعمال حقيرة ضد اخوانهم أبناء المحافظات الشمالية الذين بنوا عدن وحموا الجنوب من غزو عصابات الاقطاع منذ الاستقلال. كما ذهبوا للاقتتال فيما بينهم بدون هدف أو قضية سوى إرضاء الاحتلال.
قاتلوا في الساحل لصالح اسرائيل التي تحتل اليوم باب المندب، واليوم يقتتلون من أجل السعودية والامارات.. يقتتلون فيما بينهم بينما قوى الاحتلال تتفرج بفرح.
أي كائنات هذه التي لا تستقر، ولا تؤمن وطنا أو مواطنا؟!
مثل هؤلاء لا يمكن ان يبنوا دولة على التناحر والعصبيات والمناطقية.
دولة الجنوب لا يمكن استعادتها بالقتال الى جانب السعودي أو الاماراتي أو الصهيوني.
السعودي لن يقبل بدولة يمنية قوية.. هو يريد يمنا ممزقا وضعيفا يأتمر بامره، ويمكن التهامه في أي وقت.. وبينما يتقاتل هؤلاء في عدن وشبوة تقوم القوات السعودية باحتلال المهرة، كما تقوم القوات الاماراتية باحتلال سقطرى.
ما يحدث من عبث في عدن هو تعبير مكثف عن صراع السعودية والإمارات في اليمن على اقتسام اليمن.. السعودية والامارات يتقاتلان في عدن ولكن بواسطة الأدوات الرخيصة ( أبو ألف ) سعودي.
ما يحدث من اقتتال مستعر بين أدوات الاحتلال نقرأه من زاوية فشل ما تسمى الشرعية ومرتزقة العدوان في إدارة المناطق ( المحتلة ) كما يعبر من زاوية اخرى عن فشل العدوان في اخضاع الشعب اليمني.
ما يحدث في عدن من اقتتال هو المرحلة الاولى من المشروع الامريكي المسمى بالفوضى الخلاقة الذي تديره قوى الشر السعو/ اماراتية. وهو يثبت نهاية ما تسمى الشرعية وعصاباتها وفشل تحالف العدوان على اليمن.
الشرعية هي أكبر أكذوبة في تاريخ اليمن، وعليها يعلق العدوان كل جرائمه التي ترتكب في اليمن واليمنيين.
القتال في عدن هو تعبير عن تقاطع مصالح تحالف العدوان وادواته المنفذة ولو في الظاهر.
السعودي والاماراتي هم الأبعد عن أي خسارة، والخاسر الأكبر هو المواطن المغلوب الذي يعاني الجوع والعطش، ويعيش في الظلام في ظل انقطاع الخدمات.
المشافي تكتظ بالقتلى والجرحى من المدنيين والعسكر البسطاء.. أما عتاولة الحرب من المرتزقة وأسيادهم السعوديين والاماراتيين فهم تحت المكيفات في الفنادق والاستراحات.
الملعون المالكي متحدث العدوان قال ان تحالفه لن يسمح بأي عبث في اليمن، لكنه لا يعلم أن الحرب التي يقودها تحالف أسياده هو أكبر عبث في حق اليمن واليمنيين.
بعض الكتاب أو المحللين يتحدثون عن اتفاق الامارات والسعودية على هذه الجولة من الحرب في عدن والقصد من ذلك هو إضعاف أي قوة لليمنيين وانضاج طبخة الانفصال وضرب جماعات الاخوان والقاعدة وداعش كما -يقال – وهم من أتوا بالقاعدة وداعش وسلحوا الإخوان ومدوهم بالمال وبوأوهم المناصب الرفيعة.
والحقيقة أن تحالف العدوان لا يريد سلاما في اليمن، بل يريد استمرار الحرب بين اليمنيين، وصناعة الكراهية والاحقاد بينهم، حتى يسهل للعدوان والاحتلال ابتلاع اليمن.
ما تسمى بالشرعية هي ما تبقى من عصابة 7/7 الدموية الانقلابية، وتحت ظلها يستظل داعش والقاعدة والعفافيش ومتطرفو الإخوان الذين أطلوا برؤوسهم مرة بفتاوى قتل الجنوبيين.. اما الخائن الدنبوع فأظنه قد انتهى، أو بالأصح مات ويخفون موته لمبرر استمرار العدوان.
ما حدث من سيطرة لقوات الانتقالي على مدينة عدن كان متوقعا فمليشيات هادي الدنبوع وعلي محسن شرشف والاصلاح يفتقدون الى الحاضنة الشعبية. وسجل هذه الجيف أسود منذ يناير 86 مرورا بحرب 94 ونهب الجنوب والفتاوى باستحلال دم أبنائه.
سيطرة الاحتلال وأدواته لا تبشر بخير لليمنيين، بل هناك خطوة أخرى سيقترفها الاحتلال ألا وهي التقسيم والتجزئة وهي الأخطر في مشوار الاحتلال.