معركة رمي الجمرات

إبراهيم الحمادي
وقفةُ عرفانية في عرفات بيوم الحج الأكبر ،والتي سينفر فيها الحُجاج نفرة جيش مقاتل إلى مُزدلفة حيث تجهيز السلاح في المشعر الحرام تهيؤاً للانقضاض والتسلح المبكر والمباغت على دولة الطغيان المتمركزة في منى والمتمثلة بالشيطان ،وبالوصول صباحا إلى تخومها ،سيفتح جيش الإسلام نيران جمراتهِ بقوة في وجه رُموز الضلال والاستغلال والاستعمار والاجرام ،وما هي إلا ساعات وتشهد الأماكن المقدسة نفرة الحجيج من عرفة إلى مزدلفة للمبيت فيها استعداداً لشن أعظم هجوم رمزي على الشيطان بما يُمثل من إغواء وهيمنة واستكبار في الأرض ،وقبل وصولهم عرفة أمس جاءتهم البينة من الله ،حيثُ هبت عواصفُ في مكة المكرمة لم يشهدها المسلمون ،فرفعت كسوة الكعبة من جهة الرُكن اليماني ،إشارةُ وتوضيحاً من الله لعباده ولحُجاج بيته أن ينظروا الى مظلومية اليمن وينظُروا الى عدوان وجرائم ومجازر آل سلول وآل زايد ،وإشارةً أخرى مُبشرة بالانتصار ورفع الظُلم عن اليمن ،والتاريخ مُحدثاً أن أول من كسا الكعبة هُم أهل اليمن ،وها هي الكسوة تنتفض غضباً على الجرائم المرتكبة اليمن وتنظر الى أصلها اليماني وفي هذا الوقت تحديداً في موسم الحج ويوم التروية ،لأن العالم يُشاهدون عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل الحجيج بنفيرهم الى عرفة ليبُث لهم الدليل ويُعرفهم المظلومية التي يتعرض لها اليمن ،والدليل أتى وعلى المتقاعسين تحديد الوجهة .
من ساحة المناورة الموسمية إلى ساحة المواجهة الأرضية اليمانية ،وكما هو الحج لا يستقيم بدون عرفة ،فكذلك السلام لا يكون إلا باليمن دولة ذات سيادة ،وفيها أيضاً معركةُ جمرات حيث تُخاض أكبر مناورة عالمية على الإطلاق يُرمى فيها قرن الشيطان والعصيان والاستكبار بالجمر الباليستي مرارا وتكرارا ليتذكر من يتذكر أن الدنيا ليست فندق سبعة نجوم ،أو أن اليمن للمُستعمر حلبة ستدوم ،وإنما حلبةُ صراع بين الحق والباطل ،والنصر حليفُ المؤمنين الواعين المستبصرين الأقوياء ،وشعبنا اليمني في تلك الحلبة يمثل جانب الحق في مواجهة باطل العدوان ،كيف لا وهو إلى الجبهات يمُد بوفود الرجال ويُنظم القوافل والسلاح وعيدية حجاج جبهات الوغى ،من ينفرون كل يوم في العام لرمي جمراتهم على قرن الشيطان ،وحالُ عيده وأُضحياته في الجبهات من خرفان التحالف الإجرامي ،وأعيادُهُ في جبهات الجهاد ،ويستنفر في كل المحافظات ويستنفد الجهود لتدعيم قوة عسكرية تمكنت بعون الله من أن تتغلب على قلة الإمكانيات وتواجه أعتى عدوان عالمي متوقع بترسانة إجرامية مُغلفةً بعناوين براقة تُخفي تحتها أجندة أمريكية صهيونية وجِدت في السعودية والإمارات لشنِ حرب وفرض حصار على بلد يتطلع للعزة والكرامة والسيادة ،وسينالها شعبنا اليمني شاء من شاء وأبى من أبى ،والفشل مصيرها أمام شعبُ معيار الصدق والوطنية لديه هو التصدي للعدوان ،وهو ماضٍ في صموده وجهاده ،فهؤلاء رجالُ الله وفرسان رسوله ،وأحفادُ أنصاره يتصدون للأعداء ،ويِنكلون بهم أشد التنكيل ،مقتحمين مواقعهم في عُقر دارهم وفي المناطق التي احتلوها في الداخل ،مسيطرين بعد أن نالوا فريضة أقوى من الحج وهي الجهادُ لنُصرة دين الله ،وبعد حرمانهم من أداء الفريضة هبوا على موقع الفريضة في جيزان ،ومن عرفات انطلقت جنود الله من مُعسكر التشريفات ،وشعبُنا رُغم الجراح والآلام يُقاتل بتجهيز القوافل إكراماً لمن جادوا بأرواحهم في سبيل الدفاع عن وطنهم وسيادته ،وفي الجبهات يبذلون عز شبابهم لينال اليمن عز الدنيا والآخرة ،فينفرون ميدانياً وبشكل عملي إلى جبهات الإباء لمواجهة وكلاء الشيطان من آل سعود والأمريكان ،وكما هو قدر الحجيج أن يفوزوا في معركة رمي الجمرات، فقدر شعبنا اليمني المسلم أن ينتصر في معركة برز فيها عظيم التحديات ،عدوان وحصار ومؤامرات ومجازر ومذابح وخيانات ،شعبٌ جدير به أن يجعلَ من التهديد فرصة للبناء والنهوض كما فعلت كل الأمم ،وعشية الوقوف الأعظم في يوم الحج الأكبر ،تحية إعزاز وإكبار إلى الواقفين في الجبهات الأمامية في الساحل الغربي وفي جبهات الحدود في الداخل والخارج ،مكبرين اللهَ على ما أثابهم من إيمان وبصيرة في مواجهة الاستكبار والطغيان ،وأعاد الله علينا وعليكم العيد بأعياد نصرٍ وعزٍ وسيادةٍ بإذن الله الكريم ناصر المُستضعفين ،والنصرُ حليف اليمنِ ،وبشرِ الصابرين .

قد يعجبك ايضا