قشيرة والأدوات المأجورة الفاشلة
مطهر شرف الدين
عبثاً تحاول أدوات وعملاء دول العدوان على بلادنا تشويه الصورة الذهنية الحسنة لأنصار الله بأنهم وأنهم وأنهم ومن ذلك حديثهم السمِج التافه عن القناديل والزنابيل أو الحوثيون يسحلون أتباعهم كما في قضية أولياء المجني عليهم مع الجاني مجاهد قشيرة ، هي محاولاتٌ بائسة باءت بفشل الأدوات المأجورة للعدوان في استغلال الموقف وتهييج الرأي العام لصالحهم ، وعلى كل حال لا تفرحوا أيها العملاء إن رأيتم تجاوزاً أو خللاً قد يحصل هنا أو هناك ، ولا تأمِّلوا بشيء من أن ثمة فتنة قد تحصل ، وإن حصلت أفعال من أناسٍ تجاه شخصٍ ما فإنهم وحدهم مسؤولون عنها ويتحملون وزر ما ارتكبوه ، ولا يتحمل غيرهم ذلك الوزر وبالذاتٍ وقد تمت إدانة الأفعال المرتكبة بحق المدعو قشيرة بعد مقتله ومن أخطأ سيؤاخذ بجريرة ما ارتكبه من فعلٍ مشين.
فما تم من موقف تجاه المدعو قشيرة إنما عكس ذلك حالة حنق وغيظ أهالي المجني عليهم “ضحايا قشيرة” ، ومن قاموا بذلك السلوك المستنكر فإنهم لا يمثلون إلا أنفسهم، وليس ذلك السلوك من شيم رجال الأمن واللجان الشعبية وليست مواقفهم أو أخلاقهم وقد ظهر سلوكهم الجلي والموقف الواضح من أسرى دول العدوان في إكرامهم وكذلك إنسانيتهم المعهودة والمعروفة للصديق والعدو وذلك خير مثال في تعاملهم مع أعدائهم ما حصل إنما هو موقف شخصي عبر عنه أهالي وأولياء دم ضحايا قشيرة بسبب قتله الوساطات غدراً وخسةً واغتيالاً ، وما حصل من أهالي المجني عليهم إنما كان استثناء لن يتكرر وقد خلت الساحات اليمانية الحرة من العصابات المسلحة ومن بقية العابثين المفسدين في الأرض.
وعلى كل حال فقد أصدرت داخلية حكومة الإنقاذ بياناً يدين السلوك غير المسؤول ووجهت بالتحقيق في ذلك وأصدرت توجيهات بعزل القيادة الأمنية بمحافظة عمران لتقصيرها في أدائها لواجباتها ومهامها ولذلك يعرف القاصي والداني أن حالة كتلك إنما حصلت نتيجة لما قامت به عصابة قشيرة من قتل الوساطات وقطع الطريق وإخافة سبيل المسافرين ونهبهم ، فلا مجال للخداع وللكذب ولإثارة قضية وموقف لا يمت بأي صلة لسلوك وتعامل رجال الأمن واللجان الشعبية بمثل هكذا حالات ، الموقف لا يعبر عن ثقافة وسلوك أنصار الله و إنما حدث ذلك لسبب إيغال قشيرة في إجرامه تماديه وقد أصبحت قلوب أهالي الضحايا مملوءة حرقةً وغيظاً وكمداً بسبب فقدهم أعز رجالهم على يد قشيرة بتلك الصورة وبذلك الشكل الذي لا يقوم به أي مجرم لا سيما وقد جاءت إليه الوساطات ابتغاءً للصلح وكلهم أمل في حلحلة المشاكل ووأد الفتنة ومراجعة المدعو قشيرة لكي يعود لجادة الصواب وتسليم نفسه سعياً منهم لإرضاء النفوس واستتباب الأمن والسكينة في المجتمع ، ولو كان يوجد في مؤسسة إعلام العدوان ومرتزقته ذرةُ من مهنية ومن إنصاف لكان عليها أن تسأل وتتساءل مع من فيها من معدّي ومحرّري برامجهم: لماذا حصلت الاشتباكات مع قشيرة وما سبب ذلك وما الدافع لقتله ؟
اتهامات عملاء دول العدوان التي اتسمت بالفجور في الخصومة أضحت مفضوحة ومكشوفة ولسنا بصدد الرد والتبرير لإعلام مرتزقة العدوان كون ذلك السلوك الذي لحق مقتل قشيرة لا يعبر عمن ينتمي للثقافة القرآنية ولا عن سلوكهم ومواقفهم وهم يعرفون أكثر من غيرهم أن القرآن الكريم قد حافظ على كرامة الإنسان حياً وميتاً وأن الدين والأخلاق والأعراف والفطرة تتبرأ من الأفعال التي تمس بكرامة الإنسان مهما كان إجرامه .
ويدركون أيضاً أنه ليس بالأمر الهين أن يجتهد أهل الضحية في استقضاء الدم من تلقاء أنفسهم دون اللجوء إلى الأجهزة الأمنية والقضائية وعلاوةً على ذلك استحالة قيامهم بارتكاب أفعال مشينة تحط من كرامة الإنسان ولا ترضي الله وليس لها أي نص في القوانين أو في القرآن الكريم الذي تحدث عن طبيعة الجُرم المتمثل في قتل النفس وكذلك ذكر نوع العقاب الذي يطال القاتل في الدنيا وذلك في آيات القصاص وما سيطال القاتل في الآخرة وهي خمس عقوبات الأولى جزاؤه جهنم ، الثانية الخلود فيها، الثالثة عقوبة غضب الله عليه الرابعة، لعنة الله عليه، الخامسة العذاب العظيم .
فلسنا والعياذ بالله أعلم وأحكم من الله تعالى حين يخالف المخلوق أحكام الله وسننه أو يتجاوز القوانين المستمدة من أحكام الشريعة الإسلامية بالتعدي والاجتهاد بإضافة عقوبات ليس لها نص قرآني ، ولو نعود إلى تدبر الآيات التي تتحدث عن عقوبة القاتل في الدنيا لرأينا أنها عقوبات واضحة وفيها دلالات قطعية لا مجال لأن يجتهد المخلوق في تشديدها أو تخفيفها وعقوبات أشد وأغلظ منها في الآخرة في قوله تعالى “ومَن يقَتل مُؤمناً مُتعمداً فَجزاؤهُ جهَنمُ خَالداً فِيها وغَضِب الله علَيهِ ولعَنهُ وأعَدّ لهُ عذاباً عظيما”.
وتأتي قاعدة الجزاء من جنس العمل ليكون مجال تطبيقها في الدنيا والمسؤول عن العمل بها هي الجهات الرسمية المسؤولة والمعنية وليس لأهل المجني عليه أو المعتدى عليه أن يثأروا لصاحبهم أو يستقضوا دماء من سفكت دماؤهم من دون وجه حق ..
ولذلك يتبين لنا من خلال الآيات المذكورة حكم الله وتتجلى العدالة الإلهية دون سواها في إيقاع العقوبة على القاتل وقاطع الطريق بالقصاص في الدنيا وإيقاع العقوبة الخالدة مرةً أخرى في الحياة الأخرى وهي الأشد والأعظم خزياً وإيلاماً.