الجنوب وكل اليمن (مش للبيع)
عبدالفتاح علي البنوس
بعد أكثر من أربعة أعوام من العدوان السلولي السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني البريطاني على بلادنا والحصار البري والبحري والجوي ، لم تع السعودية ولم تدرك وتفهم أن اليمني الحر الشريف الغيور على وطنه وأرضه وعرضه لن يقبل على نفسه بأن يتاجر بوطنه وشعبه ، أو أن يفرط بهما ، ويعرضهما في سوق النخاسة مهما كانت المغريات ، فهذه ثوابت ومبادئ رئيسية لا يمكنه المساس أو التفريط بها مهما كانت المخاطر ، ومن الغباء والحمق السعودي والإماراتي المزدوج النظر إلى اليمنيين جميعا بنظرة واحدة قياسا على الحثالة الذين يقتاتون من موائدهم والذين أعلنوا لهم الولاء والطاعة ، وتحالفوا معهم ضد بلدهم وشعبهم ، وفضلوا حياة الارتزاق والعمالة والخيانة والذل والمهانة على حياة العزة والشموخ والكرامة ، متجاهلين بأن أصابع اليد الواحدة غير متساوية وأن هنالك فروقاً كبيرة لا وجه فيها للمقارنة بين اليمني الوطني الصامد الثابت في وطنه والمدافع عن أرضه وعرضه ، وبين اليمني الخائن المرتزق العميل الذي باع نفسه ووطنه من أجل الكسب الرخيص وطمعا في السلطة الزائفة .
المغرد السعودي الشهير مجتهد كشف في تغريدة على حسابه في تويتر عن ما أسماها وساطات سعودية مكثفة لدى أنصار الله يقوم بها المهفوف السعودي محمد بن سلمان عبر لجنته الخاصة بواسطة عدد من مشائخ ووجهاء موالين للسعودية بالتخاطب مع مشائخ ووجهاء داخل اليمن وذلك بهدف القيام بدور الوساطة بين السعودية وأنصار الله من أجل اقناعهم بإيقاف العمليات التي ينفذها سلاح الجو المسير والقوة الصاروخية اليمنية داخل العمق السعودي ، وأشار مجتهد في تغريدته إلى أن محمد بن سلمان يستخدم وسطاء من القبائل اليمنية لإقناع (الحوثيين ) بالتفاهم معهم ، وذلك مقابل صفقة تحكي مضامينها عن قيام السعودية بتسليم الشمال بالكامل للحوثيين مقابل عدم تدخلهم في الجنوب وغضهم الطرف عن مشروع مد أنبوب النفط السعودي الذي يمر عبر محافظة المهرة .
مجتهد أشار إلى أن الحوثيين حسب وصفه أعلنوا رفضهم للعرض السعودي ، حيث يصرون على رفع السعودية يدها عن اليمن كاملا ، ويشترطون للقبول بالتفاهم والحوار مع السعودية والإمارات ، قيامهما بالاعتذار عن عدوانهما على اليمن وجرائمهما في حق اليمنيين ، وتعهدهما بإعادة الإعمار وتسليم تعويضات بعشرات المليارات للمتضررين جراء العدوان ، ودعم الاقتصاد الوطني الذي تضرر كثيرا جراء العدوان والحصار ، وعلى الرغم من عدم صدور أي موقف رسمي يؤكد أو ينفي ما ذهب إليه مجتهد في تغريدته ، إلا أن الموقف اليمني كان وما يزال وسيظل ثابتا وغير خاضع للمساومة والمقايضة والبيع والشراء ، ولا مجال للتفريط بأي شبر من اليمن ؛ كل اليمن من حوف وسقطرى في أقصى الجنوب الشرقي إلى تخوم صعدة في أقصى الشمال ، ولا يمكن القبول بالتنازل عن السيادة اليمنية خدمة لمصالح السعودية أو الإمارات أو أي دولة في العالم ، لا سيادة لغير اليمني على أرضه ، ولا قبول بأي صفقات تكون على حساب وحدة وسيادة وأمن واستقرار اليمن .
بالمختصر المفيد ،اليمن – كل اليمن من شماله إلى جنوبه ، ومن شرقه إلى غربه ، سواحله وجزره ومياهه وأرضه وسماه ورماله وسهوله ووديانه وشعابه وجباله ليست للبيع وغير خاضعة للمزايدة عليها أو المتاجرة بها ، لا قبول بسيادة منتهكة ، ولا بوطن مستباح مهما كان الثمن ، لا أنبوب السعودية في المهرة ، ولا ميناء الإمارات في سقطرى ، المهرة وسقطرى يمنيتان ،وستظلان كذلك ، ومن وعدوا المحتل السعودي والإماراتي ببيعهما له ، عليهم أن يراجعوا حساباتهم ، فالمهرة وسقطرى ليستا في (فصول آبائهم) ، وهم ليسوا أوصياء عليهما ، المهرة وسقطرى ملك أهلها وهم الأكثر وفاء لهما ، وهم في صدارة من سيدافعون عنهما ويذودون عن حماهما ، وهما جزء من الوطن الغالي ولن يفرط أبناء الشعب فيهما مهما حصل ، فالدفاع عنهما يندرج في سياق معركة النفس الطويل التي يخوضها أبناء شعبنا دفاعا عن الأرض والعرض والسيادة والعزة والكرامة ضد العدوان السلولي اللعين .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .