ما خفي أعظم!!
عبدالله الاحمدي
البرنامج الذي بثته قناة الجزيرة يومي الأثنين والثلاثاء 15/16 يوليو 2019 م تحت عنوان ما خفي أعظم والذي أعده تامر المسحال كشف خفايا تورط الانظمة الاستبدادية، سيما في الخليج والسعودية وعلاقتها بالإرهاب، واستخدام الجماعات الإرهابية كورقة سياسية ضد المعارضين والأنظمة غير المرغوب فيها منذ بداية الثمانينيات، حين دعمت أنظمة الخليج والسعودية ما سمي – حينها – بالجهاد الأفغاني ضد القوات السوفيتية في افغانستان بإيحاء وتخطيط من المخابرات الأمريكية.
(محمد صالح ) أحد الارهابيين التقاه ملك البحرين في العام 2011م اثناء الانتفاضة الشعبية في البحرين، وكلفه باغتيال عديد من المعارضين منهم؛ عبدالوهاب حسين ( هشام البلوشي ) تم ارساله للتجسس في إيران وإلحاقه بجند الله الجماعة التي تقاتل ايران بدعم من البحرين.
ضابط الاستخبارات الأميركية ( CIA ) جون كاريكو قال في نفس البرنامج : انه عندما تم القبض على الإرهابي أبو زبيدة وجدت بحوزته ثلاثة أرقام لشخصيات من العائلة المالكة السعودية لهم صلة بالإرهاب، لكن الثلاثة تم التخلص منهم؛ فأحدهم قتل والثاني مات عطشا في الصحراء والثالث أختفى. وبالتأكيد فإن هؤلاء كان لديهم معلومات عن صلة الأسرة السعودية بالإرهاب.
وللحقيقة فإن الارهاب سعودي خليجي فمنذ الثمانينيات وهم يدفعون المليارات من أجل دعم الجماعات الإرهابية.
وعند نهاية الحرب الافغانية ارتدت هذه الجماعات عليهم، فتم اعادة تصديرها الى خارج المملكة والخليج، وبالذات إلى اليمن، ثم في ما بعد إلى عديد أقطار بالتنسيق مع نظام عفاش واجهزته.
27 ألف ارهابي استقبلهم علي محسن والزنداني قبل حرب 94 وتم إلحاقهم بالجيش والأمن، وإعطاؤهم الرتب والمناصب العسكرية.
الذين فجروا برج التجارة العالمي في نيويورك كانوا سعوديين واماراتيين عامة.
وعند انفجار ثورات الربيع العربي قامت السعودية والإمارات بتوجيه من المخابرات الامريكية باستدعاء الجماعات الإرهابية من كل أنحاء العالم وأوكلوا لها مهمة تخريب هذه الثورات في كل من سوريا ومصر وليبيا واليمن والعراق والبحرين، ومازالوا يستخدمون هذه الجماعات حتى اليوم في تنفيذ المخطط الأمريكي بما يسمونه شرق أوسط جديد.
في اليمن معظم الذين يقاتلون مع العدوان السعو/ إماراتي هم جماعات إرهابية قامت السعودية والإمارات بتجميعهم من عديد أقطار ومولتهم وسلحتهم، وقامت ما تسمى بالشرعية بترقيتهم، ومنحهم الرتب والمشروعية العسكرية في الجيش والامن.
الإمارات والسعودية عقدتا اتفاقيات مع هذه الجماعات، وبالذات القاعدة ودفعتا لها اموالا مقابل انسحابها من بعض المناطق في ابين وشبوة وحضرموت.
في 6 اغسطس 2018 م كشفت وكالة اسوشييتدبرس عن إبرام التحالف السعو/ اماراتي اتفاقات سرية مع القاعدة ودفع أموال لهم للخروج من مناطق رئيسية في حضرموت. كما أبرمت اتفاقات معهم للإنضمام إلى التحالف وبحسب التحقيق نفسه تم إبرام اتفاقات مشابهة لاحقا لانسحاب القاعدة من خمس بلدات في محافظة ابين بما فيها زنجبار عاصمة المحافظة. كما نص الاتفاق على انضمام القاعدة إلى الحزام الأمني.
ألوية ما تسمى العمالقة التي تقتل الناس في الساحل الغربي هم مجاميع إرهابية وسلفية من القاعدة وداعش.
وفي عدن تدعم الإمارات مليشيا ما تسمى الحزام الأمني الإرهابية والمتهمة بقتل أكثر من 120 مواطنا بينهم مسؤولون يتبعون المرتزق هادي الدنبوع ويتهم الوزير المقال هاني بن بريك أنه وراء مقتل 30 إماماً من أئمة المساجد في عدن.
لم تكتف الإمارات بالتعامل مع إرهاب القاعدة، بل تعدت ذلك الى التعامل مع مرتزقة أجانب للتخلص من خصوم سياسيين في عدن.
والحال لا يختلف في تعز والبيضاء ومارب، فجماعة ابو العباس في تعز هي جماعة إرهابية قائدها المدعو عادل عبده فارع الذبحاني مطلوب من الامريكان بتهمة الإرهاب وتقوم الإمارات بالتعامل معه ودعمه بالمال والسلاح.
قضية تعامل إمارات الخليج والسعودية مع الإرهاب ليست جديدة، بل هي قديمة منذ تم إنشاء هذه الجماعات واستخدامها في مهمات لصالح أمريكا وإسرائيل.