
لقاء/ بلقيس الحنش –
أن تقف بجانب شخص دون أن يشعر بك فهو أمر يمكن حدوثه لكن أن يسخر منك ويراك وكأنك لست إنسانا مثله ذلك الشعور الذي لا يستطيع الفرد تجاهله, هذا ما يعانيه بعض فئات المجتمع اليمني.. الكثير من التهميش والإقصاء ليس السياسي فحسب إنما أيضا الاجتماعي وهو الذي يشكل خطرا لابد من معالجته خلال هذه الفترة التي تتسم بالتغيير فيكفي لك أن ترى طفلاٍ في الرابعة عشرة من عمره يموت في حيطان إحدى مستشفيات صنعاء فقط لأن والديه ينتميان لتلك الفئة (المهمشين) ويكفي أن تشعر بالخزي عندما تسمع إحدى الممرضات تتلفظ بكلمات نابية تجاههم فهل أدبيات وميثاق العمل الإنساني في الطب تقول هذا وهل تلك المرأة القاطنة إحدى قرى اليمن وتعاني هي وزوجها المتاعب من أبناء قريتها ومحاولة إخراجهم من منزلهم من قبل شيخ القرية وسكانها ليس لسبب فقط لأنهم مهمشين وقصص أخرى من الأوجاع التي تستقبل دموعهم تلك الجدران التي يؤوون لها وأحيانا بعض منهم من ينقلون نظرة سلبية تجاه من يريد أن يعاملهم بإنسانية
وخلال السطور القادمة سنستعرض قصة نجاح لأحد أفراد هذه الفئة ونتمنى أن لا يلقي المجتمع به بعيدا كي لا يعود إلى الشارع من جديد اليوم ونحن أمام بصيص الأمل وإشراقة ليوم جديد لهم ولنا في ظل بناء الدولة المدنية الحديثة محمود رزق الله أحد من استطاع أن يقول للمجتمع أنا موجود نحاول من خلال السطور القادمة أن نتعرف عليه عن قرب ونلامس طموحاته وكيف ينظر للمستقبل¿ وما الذي يستطيع أن يقدمه لأقرانه كل هذا نحاول الإجابة عليه في السطور القادمة
الأم
* الشاب محمود رزق الله بهكلي الذي درس وتعلم في ظروف قاسية وصعبة تعلم علوم الشريعة والقانون بجامعة صنعاء فمن كان يدفعك للتعليم في ظل الظروف القاسية التي تعيشها مع أقرانك ¿
والدتي هي من ساندتني لإكمال الدراسة فقد اضطرت إلى بيع مدخراتها كي تساهم في تدريسي أنا وإخواني رغم الفقر الشديد والظروف القاسية التي نعيشها كأمثالنا من المهمشين والتي تضطرنا إلى أن نبحث عن لقمة العيش في سن الطفولة إلا أن والدتي شجعتني رغم معارضة والدي الذي لم يكن يميل إلى أن نواصل الدراسة لكي نعينه على طلب المعيشة
شريعة وقانون
* ما هو التخصص الذي درسته¿ وما هي الصعوبات التي واجهتك¿
درست في جامعة صنعاء الشريعة والقانون لأني كنت أدرس في أحد المراكز الدينية التي ساعدتني كثيرا في دراسة هذا التخصص أما الصعوبة التي واجهتها هي العمل والدراسة بنفس الوقت حيث لم أكن أستطيع الجمع بين العمل والدراسة لذلك كانت الجامعة على هامش الوقت لهذا لم أتفرغ للدراسة الجامعية ولم أستطع أن أصل لما أطمح له من خلال دراستي حتى التخصص الذي كنت أتمناه لم تسعفني هذه الدراسة الهامشية على الالتحاق به ويعد إكمال التعليم في ظروف قاسية ودون إرادة أمرا مستحيلا والإصرار على التغيير يبدأ من التعليم .
جمعية
بماذا تطمح.. ¿
طموحي أن أرى الأولاد المهمشين بين أروقة المدارس وفصول العلم بدل التشرد على أكوام القمامة ومكبات النفاية طموحي أن تنتهي النظرة الدونية لنا والمعاملة غير إنسانية ونبرنا بألفاظ نابية مقيتة وأحلم ببناء جمعية تهتم بتعليم الأطفال ممن ينتمون إلى فئتي والارتقاء بهم والدفاع عن حقوقهم وتهيئة الأجواء المناسبة لهم
فماهي آمالكم من مخرجات الحوار الوطني تجاه قضيتكم¿
ليس لدي أدنى أمل في الحوار الوطني بالنسبة لقضيتنا فهم إلى الآن لا يرون أن لقضيتنا أولوية من ضمن القضايا المهمة لكن ما آمله هو النهوض الملحوظ للمهمشين وعدم رضاهم بالواقع المفروض عليهم لقرون مضت..
وعي وإدماج
* إذا كيف يمكن أن تساهم مع غيرك من الشباب لمساندة قضيتكم العادلة¿
– توعية المجتمع بمضار العنصرية وإظهار معاناتنا للعيان بالطرق الديمقراطية من كتابة في الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي ومن مسيرات واعتصامات كذلك التعاون مع المنظمات الحقوقية والمدنية التي تعمل من أجل القضايا الإنسانية لمحاولة دعم وتحسين أوضاعنا على كافة المستويات.
* ماهي الخطوات الجادة التي يمكن أن تقومون بها ويقوم بها المجتمع المدني لمساندة قضيتكم¿
من أهم الخطوات المستطاعة هي الكتابة عن أوضاع المهمشين وما يعانونه حتى يعرف الناس مدى المعاناة التي يتكبدونها كذلك محاولة نشر الوعي في أوساطنا من خلال اللقاءات وتعريفهم بحقوقهم وما الذي ينبغي لهم فعله للارتقاء بذواتهم ومحاولة الضغط على الجهات المختصة كل في مجاله من أجل إشراك المهمشين في كل نواحي الحياة فلدينا الآن نخبة قادرة على المشاركة في الحياة السياسية والثقافية وكل المجالات التي تساعد على النهوض بالوطن والتخفيف من العزلة التي نعانيها لقرون مضت
أما منظمات المجتمع المدني فأرجو منهم تكثيف جهودهم للعمل من أجل هؤلاء الذين هم من أولى الناس بالوقوف معهم وأن يقوموا بخطوات عملية حقيقية تخدم الطموح الذي يتطلع إليه هؤلاء المهمشون من العيش بكرامة ورؤية أبنائهم يعيشون حياة أفضل من التي عاشوها هم وآباؤهم من قبل.
كذلك مناصرتنا في قضايانا التي تم فيها الاعتداء على المهمشين سواء في الدماء أو الأعراض من قبل نافذين لكونهم فوق القانون أو لضعف المطالب واحتقاره
* ما هو دورنا كمواطنين لمساندتكم¿
أن يكف المواطن العادي عنا أذيته فأكثر ما نعانيه من المعاملة السيئة والتلفظ بالألفاظ التمييزية التي تؤجج الكراهية وتؤثر في النفسيات وتعيق عملية الاندماج الاجتماعي هي من قبل الكثير من المواطنين العاديين وبعد ذلك قد نأمل منهم المطالبة بحقوقنا والوقوف إلى جانبنا.
* كلمة أخيرة تحب أن تقولها¿
ما أود قوله أخيراٍ هو الشكر لك على إتاحة الفرصة لنا بالحديث عبر صحيفتكم وإظهار الوضع اللا إنساني الذي نعانيه قد يكون اللقاء لا شيء أمام ما يعانيه محمود وغيره بل من يقوم بزيارة صفحتهم الخاصة على صفحات التواصل الاجتماعي الفيس بوك سيجد الكثير وإذا كان محمود قد وجد الفرصة السانحة لبناء نفسه فمنهم من يموت فقط لأنه ينتمي لهذه الفئة وإذا كانت تعز مدينة القلب وروح الثورة في 2011م فهي اليوم أيضا روح للمواطنة المتساوية ولثورة هؤلاء ضد الظلم.