
أبناء الجنوب لهم الفضل الأول في حماية وانتصار ثورة سبتمبر
❊ .. قال اللواء المناضل محمد حاتم الخاوي: إن أول خلية ثورية ضد الإمامة لم تكن من تنظيم الضباط الأحرار أو القوات المسلحة º بل كانت في مدينة تعز وكان يمثلها خمسة أشخاص هم عبدالغني مطهر والحاج علي محمد سعيد والشيخ محمد علي عثمان وعبدالقوي حاميم ومحمد قائد سيف º هؤلاء هم أول خلية ثورية تكونت في تعز.. وأكد اللواء الخاوي في هذا الحوار بمناسبة الذكرى الـ51 لثورة 26 سبتمبر أن من يقول سبتمبر لم تكن ثورة وينكر نضال ودماء الشهداء إما ملكياٍ إمامياٍ رجعياٍٍ أو انتهازياٍ º لأن التاريخ سجل كل أحداث هذه الثورة منذ عام 1948م وحتى 1962م عندما سقط النظام الاستبدادي الظالم .. مؤكدا بأن الحكم الرشيد والدولة المدنية الحديثة الهدف الوحيد الذي لم يتحقق من أهداف ثورة سبتمبر بسبب الصراعات والأحداث والحروب التي كانت تحدث من وقت إلى آخر.
وتحدث المناضل محمد الخاوي عن كثير من الأحداث التي رافقت الثورة السبتمبرية º ووجهة نظره حول الحوار ومخرجاته ومستقبل اليمن خلال الفترة القادمة …. التفاصيل في ثنايا هذا الحوار:
■ لو بدأنا حديثنا معك حول تحضيرات ثورة سبتمبر .. إلى حين قيام الثورة وبإيجاز¿
- أريد أن أسأل سؤالاٍ كما سالت سؤالك¿ .. * هل الإمام أحمد كان طاغية أو لا¿
أكيد أن الإجابة لمن عايش عصر وحكم الإمام سيقول طاغية وظالماٍ أيضا º من يعرف ميدان الشهداء بمدينة تعز سيعرف حكم الإمام º هذا الميدان شهد إعدام العشرات من المناضلين والشرفاء الكبار والمواطنين العاديين من المظلومين والذين ذبحهم الإمام في حجة وفي تعز وبالذات خلال الحركات الثورية التي انطلقت من 48 والخمسينيات وحتى قيام الثورة في 62 من القرن الماضي º فهل هذه ثورة قامت ضد الظلم أم لا¿ وبالتالي على صحيفة الثورة والباحثين والشباب أن يرجعوا إلى التاريخ وأحداثه .. ويسألوا لماذا قامت الثورة¿ وعلى ثلاث مرات هي ثورة ٨٤ و٥٥ و٢٦م وعلى شان تعرف أنت والقارئ حقيقة الثورة فإن أول خلية ثورية ضد الإمامة لم تكن من تنظيم الضباط الأحرار أو القوات المسلحة º إنما كانت في مدينة تعز وكان يمثلها خمسة أشخاص هم عبدالغني مطهر والحاج علي محمد سعيد والشيخ محمد علي عثمان وعبدالقوي حاميم ومحمد قائد سيف º هؤلاء هم أول خلية ثورية تكونت في تعز º هذه الخلية تكونت بعد مذبحة تعز لعدد من الشهداء الذين قتلهم الإمام في ثورة 55م إلى جانب الذين تم قتلهم قبل ذلك º وهنا أسأل *هل تعتقد أن الإمام حاكم عادل وهو ينفذ الإعدام في ثلاثة من إخوانه¿ إبراهيم وعبدالله والعباس .. وأنا أدعو الصحيفة وكل من له علاقة أن يبحثوا في عدد الذين قتلوا من عام 1948م وحتى قيام الثورة في 62م º نحن كنا ضباط صغار أعمارنا بين العشرين و24 سنة لكننا كنا نتألم لقتل الأبرياء والمناضلين ممن كانت لهم مواقف من أجل الحرية والعيش الكريم º وكان هؤلاء الشهداء هم من العلماء والأحرار والمشايخ وأناس كانوا يحبون بلادهم º ولهذه الأسباب قامت الثورة لتنهي هذه المآسي والظلم المفروض على كاهل الشعب اليمني عموما . الست الأهداف التي قامت الثورة على أساسها رفعت لتحقق للشعب طموحاته وهي بالطبع عكس لكل ممارسات الإمام في الحكم.
■ كيف بدأت الأدوار¿
- عندما ذهب اللواء حمود الجائفي وهو كان قائد الحربية ومعه خمسة ضباط لتفقد محطات اللاسلكي كنت أنا والأخ صالح العريض والأخ عبدالله المؤيد ولما وصلنا إلى الحديدة من أجل ان نتعلم بعض الأمور في العمل العسكري في ذات الوقت بلغ الإمام أن هناك شيئاٍ وكان محمد عبدالله العلفي وعبدالله اللقية متواجدين في الحديدة º حيث شك الإمام فينا فقد جاء إلينا العقيد علي مانع قائد الحرس الملكي قال “لنا إذا أردتم أن تذهبوا حجة أو أرجو لكم صنعاء “.. سألنه لماذا¿ قال” كما قلت لكم صنعاء أو حجة ” .. لما رجعنا إلى صنعاء كان الإمام قد شك بالجائفي فأمر بحبسه وكان البدر يسمح له أن يخرج إلى أسرته يوم الجمعة º التقينا بعد ذلك مع حمود الجائفي عندما اتفقنا أنا وعلي بن علي الجائفي وحمود بيدر قررنا عندما رأينا حمود الجائفي خائفا أن نهرب إلى بيحان حتى تهدأ الأمور .. وإلى أين ستتجه º كان رأي الجائفي مختلفاٍ عن رأينا فكان يرى أنه إذا خرجنا جميعا سنضر بالكلية الحربية كلها وأصر على أن يخرج هو وصالح الرحبي ومحمد أبو لحوم والأخير لم يكن في ذلك الوقت ضابطا في الجيش فأخذه من منطقة المشهد مسيك وغادر إلى بيحان º بعد أيام جاءنا العلم أن العلفي استشهد واللقية تم إعدامه بعد محاولتهم قتل الإمام في الحديدة لم يقتل ولكنه جرح حينها ولو لا حِسن حظ الجائفي أنه هرب لكان قتل .. بعد فترة من هذه الأحداث نزلت إلى تعز والتقيت بالخلية التي ذكرتها لك في حديثي º قلت لهم نحن جاهزون وعملكم هذا رائع ووطني ونحن نشد على أيديكم وبعد فترة بسيط زاد عدد هذه الخلية ودخل عدد آخر من المناضلين ومنهم علي عبدالمعني ومحمد مطهر ومحمد الخاوي ومحمد الحمزي ” الله يرحمه” وعلي الضبعي وسعد الأشوال وأحمد علي الوشلي اعتقد أن هذه الخلية كان لها دور كبير في العمل النضالي رغم أنها مدنية º في تلك الأيام علي عبدالمغني لم يكن معيناٍ في تعز ولكن كان متواجداٍ في تعز لمراجعة الإمام على رواتب زملائه الذين أوقف الإمام رواتبهم º طبعا كان هناك الكثير من الخلايا الثورية العسكرية أو الشعبية مثل خلية المطار بقيادة صالح اللوزي وعز الدين المؤذن وأحمد بيدر وأحمد درويش º هذه واحدة من عدد من الخلايا التي تتواجد في عدد من المرافق والمحافظات .. الأخوة في صنعاء عندما علموا أن خلية تعز تشكلت شكلوا تنظيم الضباط الأحرار في صنعاء على اعتبار أنهم الأكثر فاجتمعوا في بيت الأخ عبدالله المؤيد واتفقوا على تشكيل تنظيم الضباط الأحرار وأرسلوا إلينا في تعز الأخ علي ناجي الأشوال ينقل لنا ذلك الخبر قلنا لهم لا يوجد لدينا مانع باعتبار أننا عشرة ضباط وعددهم يزيد عن مائة ضابط .. قلنا لهم أنتم في صنعاء ونحن في تعز وتتشكل القيادة عندكم وتم ذلك وكان التنظيم بقيادة المناضل المظلوم اللواء عبداللطيف ضيف الله عضو مجلس الشورى حاليا .. قبل موت الإمام عاد الأخ حمود الجائفي من بيحان عبر عدن إلى تعز وعندما وصل كلفه الإمام بتفتيش عرائف البراني في باب المندب وذباب والمخا وأثناء تكليفه سأل الجائفي قائد وآمر الجيش في تعز من معكم من الضباط قال له هناك عدد من الضباط بينهم محمد الخاوي º ذهبت معه إلى باب المندب º الإمام كان قد قرر قتل حمود الجائفي حيث كنا عائدون من المخا إلى باب المندب قال للسائق اتجه صوب الوازعية وبعد عشرة كيلو طلب من السائق الاتجاه إلى ذباب في تلك اللحظة أخبرت الجائفي بقيام تنظيم الضباط الأحرار في صنعاء ولما رجعنا إلى المخا قال لنا مدير أمن المخا العقيد محمد مفرح أنه بعد ما تحركنا بساعة حدث كمين تسبب في مقتل مسئول اللاسلكي وزوجته º أنا في تلك اللحظة لم أعلم أن الجائفي كان يعلم بأنه مستهدف عندها تأكدنا أن الإمام لن يترك الجائفي وانه سيقتله ورغم ذلك عدنا إلى تعز والتقى مرة أخرى بالإمام وتم تعيينه مديرا لميناء الحديدة عندما مات الإمام وانتقلت السلطة للإمام البدر في صنعاء انتقلنا من تعز إلى صنعاء ºاتجهنا جميعا إلى صنعاء كون السلطة انتقلت إلى الإمام الجديد البدر º وهناك وثائق وأسرار الثورة مرصود فيه كل الأدوار والمهام المناطة بكل شخص وشكلت المجموعات خلال الهجوم على القصر الجمهوري هناك من يضرب بالمدفعية وآخرين يقتحمون القصر وكنت أنا رئيس لجنة اقتحام القصر الجمهوري إلى جانب أحمد الكبسي وعلي الضبعي ومحمد الحمزي ومجموعة من الضباط .. وكان الثوار قد قرروا قيام الثورة في يوم الأربعاء مساء ُ واقتحام قصر العرضي بتعز الذي كان يتواجد فيه الإمام أحمد قبل أن يموت وحدث ما حدث وانفجرت الثورة بعد وفاة الإمام أحمد والحقيقة كان آمر الجيش في تعز هو أحمد على الآنسي رحمه الله ذهبت إليه قرب الفجر وأبلغته أن الضباط أعلنوا الثورة وأن زعيم الثورة هو اللواء الجائفي وأنا تعمدت أن أقول له ذلك لأن حمود الجائفي هو صهره زوج أخته وهذا يطمئن الآنسي لأنه لم يكن ضمن تنظيم الضباط الأحرار º وكنا قد اتخذنا قرراٍ باعتقال بعض المعاونين للإمام والمؤثرين من اتباع الإمام في تعز وصنعاء للتحفظ عليهم وحتى لا تفشل الثورة كما فشلت ثورة 48م .
■ من هي الشخصيات التي تم القاء القبض عليها¿
- هناك شخصيات كثيرة كانت تعاون نظام الإمام منها الوشلي نائب الإمام º أنا لا أريد ذكر أسماء لكن ما أريد أن أقوله أن هناك عدداٍ من الشخصيات التي كنا نخشى أن تقوم بانقلاب على الثورة وتم ذلك وسلموا إلى القيادة وتم التحفظ عليهم ويصل عددهم بحسب علمي 12 شخصاٍ هم الشخصيات المهمة بينهم أبناء الإمام (إبراهيم والقاسم) وغيرهم من الأسماء ممن كانوا يملكون زمام الأمور في ذلك الوقت .. سلمناهم أنا والملازم علي عبدالمغني ولم يكن لنا أي دور في عملية القتل أو تصفية أي شخصية لأننا نعلم أن هؤلاء يتم احتجازهم فترة من الزمن للتحفظ فقط إلى أن تستقر الثورة ويطلق سراحهم ومن سوء الحظ رأيت القاضي عبدالله الحجري من ضمن السجناء الذي تم التحفظ عليهم رغم أن الحجري رجل وطني من الطراز الأول ومن مناضلي 55م º وكان قلقاٍ من هذا التصرف º دخلنا إلى الأخ عبدالله السلال وتحدثنا معه بشأن القاضي الحجري ووعد أن يطلقه بعد عشرة أيام وكان حبسه أكبر خطأ ارتكب خلال اليوم الأول للثورة وبعد فترة عين رئيساٍ للوزراء وأعيد له اعتباره.
■ البعض من الناس اليوم يتحدث عن علم وبدون علم أن الثورة التي أطاحت بالنظام الإمامي لم تكن ثورة فما رأيك¿
- الذي يقول هذا الكلام إما ملكياٍ إمامياٍ رجعياٍ أو انتهازياٍ º لأن التاريخ سجل كل أحداث هذه الثورة منذ عام 1948م وحتى 1962م عندما سقط النظام الاستبدادي الظالم الذي كان يستبد الشعب .. ولذلك أقول هل هناك عاقل لديه واحد في المليون من المنطق أن يقول أن ثورة 26 سبتمبر لم تكن ثورة º فهؤلاء هم من أتباع النظام الإمامي حاقد على الثورة أو انتهازي بغيض يريد أن يسيء إلى الشعب اليمني بأكمله .. الشعب خرج منذ اليوم الأول من الثورة وقاتل مع أبناء القوات المسلحة وقادة الثورة ووقفوا صفا واحدا في وجه القوى الخارجية التي كانت تدعم الملكية.
■ ردد بعض الشباب خلال الفترة المنصرمة عن فشل ثورة سبتمبر كونها لم تحقق أهدافها .. من وجهة نظرك هل الثورة أخفقت ولم يتحقق شيء من أهدافها¿
- لم تفشل ثورة سبتمبر وأهدافها التي قامت من أجلها º ولكن هناك بعض من الناس حاولوا إفشال أهدافها ومع ذلك كان لثورة سبتمبر 3 أهداف رئيسية الخلاص من الاستبداد في الشمال والاحتلال وطرد المستعمر في الجنوب وهذا تحقق º فمن ينكر ذلك وهذا واضح وشهده ويعلمه كل الناس في الداخل والخارج والعالم أيضاٍ بناء الجيش الوطني الهدف الثاني وهذا تحقق صحيح حدث في الآونة الأخيرة بعض التصدع في صفوفه لكن هذا لا يعني أن الجيش ضعيف بل هو قوي لديه ترسانة سلاح متنوع من البندقية إلى الدبابة إلى الطائرة والصاروخ وهذا لا ينكره أحد ومن تولى قيادة الجيش مؤخرا حاولوا تقسيمه وإلى الآن مازال أفراد الجيش والسلاح والعتاد موجودين وحماية الرئيس الحالي من أين¿ أليس من الجيش وكل المسئولين أليسو من الجيش¿ فمن يروج مثل هذا الكلام لا يعبر عن رأي كل الشعب الذي يعلم علم اليقين أن ثورة سبتمبر نقلت الشعب إلى وضع أفضل مما كان عليه وعلى الإعلام أن يلعب دوراٍ كبيراٍ في إيصال المعلومة الحقيقية إلى العامة والشباب على وجه الخصوص .
■ إذاٍ ما الهدف الذي لم يتحقق من أهداف ثورة سبتمبر¿
- الحكم الرشيد والدولة المدنية الحديثة الهدف الوحيد الذي لم يتحقق من أهداف ثورة سبتمبر بسبب الصراعات والأحداث والحروب التي كانت تحدث من وقت إلى آخر وكم من الحكومات والرؤساء الذين تعاقبوا بعد قيام الثورة º وكل رئيس كان يقتل أو يطرد والصراع على أشده º فالحكم الرشيد إلى الآن لم يتحقق والدولة الحديثة المبنية على أساس المساواة بين الناس وتلبية متطلبات الشعب من الغذاء والأمن والاستقرار والصحة والتعليم الأفضل والخدمات الأساسية وهذا القول لا يعني أنها لم تتحقق ولكن لم تقدم بالشكل الأفضل وتعرضت لبعض التعثرات كما قلت بسبب الصراعات على السلطة .
■ أيضا .. الجميع يعلم أن ثورة سبتمبر أهم ثورة في منطقة الشرق الأوسط لكن التشكيك والتشويه يطالها خصوصا على عقول الشباب .. لماذا¿ وهل هناك قصور من الدولة أدت إلى ظهور مثل هذه الأفكار¿
- لا اعتقد أن هناك من يشكك في ثورة عظيمة كثورة سبتمبر .. لكن هناك من الشباب من استغلت طاقاتهم ونشاطهم وعدم معرفتهم بالتاريخ ونضال الآباء الذين ضحوا بكل شيء من أجل وطنهم وشعبهم .. نحن نعلم أن بعض قوى الإمامة ما زالت موجودة وتعمل على تظليل الشباب وأفكارهم وهذا قصور سببه الدولة أنها لم تقم بدورها الثقافي والإعلامي والمعرفي في توعية شباب المستقبل والقصور أيضا طال حتى التعليم º ومع ذلك لن يستطع احد إنكار الثورة خاصة ونحن اليوم نعيش ذكرها الـ 51 عاما على قيامها مما يعني أن حقيقة الثورة كحقيقة شروق الشمس من المشرق وغروبها من المغرب .. اعتقد أن هذه الأفكار ميتة من قبل أن تظهر º والشعب اليمني التف حولها وناصرها والثورة في الأصل من قام بها هم الشباب فقد كان عمر الضباط في الفترة لا تزيد أعمارهم عن 24 عاما على الأكثر يعني أنهم شباب º فإذا لم تقم الثورة فما هو البديل¿ الإمام أو عشماوي وسياف الإمام º لم يكن موجود في عهد الإمام مدرسة ومستشفى ولا جامعة ولا طريقاٍ ولا ….. الخ أم اليوم المدارس والجامعات والمستشفيات والطرق وغيرها متوفرة صحيح أنها لم تعمل بالشكل المطلوب لكنها وجدت والتحصيل العلمي وتعلم الشباب اليوم وثقافتهم من خيرات ثورة سبتمبر.. إذا تحققت كل هذه المنجزات .. فهي ثورة حقيقية وما على هؤلاء من المزايدين إلا قول الحقيقة لأن من قاتل في الثورة من كل مناطق اليمن من ردفان ومن تعز وصنعاء ومأرب والحديدة ومن شبوة والضالع واب ومن كل مناطق اليمن شمالا وجنوبا فقد دربنا عدداٍ من أبناء الجنوب في معسكر التدريب في تعز من ردفان وشبوة والضالع وأبين ولحج وعدن وهم من قاتلوا في أرحب وفي خولان وبني حشيش وأنا من التقى بالمناضل قاسم راجح لبوزة في المحابشة حجة على حدود السعودية وهو يقاتل مع رفاقه من أجل ماذا أليس من أجل رفع الظلم من اليمن وطرد المستعمر البريطاني .. من يشكك بالثورة هم الجهلة والمرجفون ومن لا يستحقون الرد .
■ هناك من الذكريات الكثير لدى المناضل اللواء محمد الخاوي .. فلو تحدثنا عن البعض منها لاسيما تلك الأحداث العالقة في الذاكرة والثانوية خلال ثورة سبتمبر¿
- هناك أحداث كثيرة ربما لا أستطيع الآن سردها لك º ولكن أتذكر الآن تلك الألم والمآسي والخوف والرعب الذي تعرضنا لها خلال سنوات النضال الثوري ولعل دخول السجون أبرز هذه الأحداث والمآسي لكل المناضلين والأحرار حتى أننا سجنا في السجن الحربي بمصر والبعض تعرض للجلد كالمناضل علي سيف الخولاني وكنت أنا والأستاذ أحمد مجمد نعمان والفريق العمري وحسن مكي والقاضي محمد الحجي وكثيرون كانوا في السجون وتلقوا صنوف العذاب والتعذيب .. وكان هدف الجميع أن يشارك كل أبناء الشعب اليمني في الحكم وأن يعيش الشعب في رفاهية وعيش كريم كبقية الشعوب الأخرى º وكنا أيضا ننادي بعدم التدخل المصري وبسبب ذلك دخلنا السجن وهي واحدة من الأشياء التي أتذكرها واشعر أنها تستحق الذكر في مناسبة كهذه º إلى جانب مؤتمر عمران ومؤتمر الجند ومؤتمر خمر وهذه أحداث كانت نتاج الصراع داخل الصف الجمهوري للأسف الشديد تحت مبرر الاستيلاء والسيطرة على السلطة والموالاة لأشخاص .. لكن الشيء الأهم من هذا كله أننا نتمنى من فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي أن يقدر المناضلين والشرفاء ويقدر حجمهم وهو يعلم ما قدم هؤلاء من خدمات للوطن ويجب أن لا ينساهم وأن يختار حوله شخصيات وطنية تقدم له النصح والمشورة إذا أراد أن ينجح وتكون فترة حكمه مشهود لها بالحكمة والعدل والإنصاف .
■ الحديث عن واحدية الثورة سبتمبر وأكتوبر فما هي روابط هاتان الثورتان التي جعلت الكثيرين يؤكدون واحدية الثورة¿
- أهم شيء في هاتين الثورتين أن هدف قيامهما كان من أجل التخلص من الاستبداد والظلم في الشمال وطرد المستعمر المحتل من الجنوب º وهذا الهدف لم يكن هيناٍ أو بسيطاٍ بل كان شيئاٍ كبيراٍ وكبيراٍ جدا º وبعد قيام ثورة سبتمبر بعام واحد قامت ثورة أكتوبر مما يعني أن هناك رابطاٍ ثورياٍ حقيقياٍ وان النضال كان مشترك بين ثوار الجنوب والشمال في حسم أهداف الثورة وباعتباري مسئول تسليح الجيش كنت أزود راجح لبوزة ومحمد صالح مطيع وعلي عنتر بالسلاح من مخازن السلاح في مدينة تعز º وكنت قد التقيت بهم من قبل في صنعاء ولبوزة التقيت به في عبس حجة والمحابشة وهو يقاتل الملكيين هناك وهو بطل من الأبطال والتقيت به مرة أخرى عند اللواء أحمد شكري قائد القوات المصرية في اليمن º فعندما تعينت قائد المدفعية وتسليح الجيش في صنعاء أعطيته 14 بندقية وأبلغت مسئول التسليح في تعز يحيى غوث الدين أن يقدم السلاح للمتدربين لدينا في تعز أو أي شخص من الثوار وكنا على تواصل عسكري حيث تم إرسال عدد من الجنود إلى الضالع ويافع عن طريق قعطبة وعن طريق تعز إلى لحج وأبين لمقاومة الاستعمار والمحتل الغاصب .
■ كنت قد تحدثت قبل البدء بالحوار عن دور قحطان الشعبي الرئيس السابق في الجنوب .. فما الدور الذي لعبه قحطان في ثورة سبتمبر¿
- قحطان الشعبي كان واحداٍ من الشخصيات الذكية ومن نعتمد عليهم في الجانب الفكري والسياسي مثله مثل محسن العيني وحسن مكي وعلي محمد سعيد وعبدالقوي حاميم ومحمد قائد سيف .. هؤلاء لم يكونوا عسكريين بل مدنيين ولهم أفكار في الجوانب الثقافية والحماسية والتمويل .. وغير ذلك هناك عدد كبير من أبناء الجنوب ساهموا إسهاماٍ فاعلاٍ وكبيراٍ في إنجاح ثورة سبتمبر ولا ننسى دورهم في استقبال وحماية الثوار الفارين إلى عدن وشبوة والضالع ولحج خوفا من الإمام º والأهم من هذا كله أنه في يوم إعلان الثورة وقيام الجمهورية خرجت الجماهير في كل المحافظات الجنوبية مناصرة للثورة رغم منع الاحتلال البريطاني لهم والمتحالف مع نظام الإمامة في الشمال º واكتظت الشوارع بالبشر ووقفوا وقفت رجلا واحد .. وأتذكر عندما كنت قائد الحرس الوطني كنت استقبل في اليوم الواحد ما بين 1200 إلى 1500 شخص وأتذكر شخص اسمه علي الأحمدي يحمل هؤلاء على متن السيارات وإيصالهم لتدريبهم التدريب العسكري والقتال في معسكرات مدينة تعز وليتم إرسالهم للقتال إلى أرحب وبني حشيش والحيمتين وإلى الضالع ولحج وهؤلاء لهم الفضل الأول في انتصار الثورة .و ليس في قيامها ولكن في انتصارها .. والتفكير في طرد الاستعمار البريطاني لم يبدأ إلا بعد قيام واستكمال الثورة هنا في صنعاء ولو لا قيام ثورة 26 سبتمبر لن تقم ثورة 14 أكتوبر .. وبالتالي نحن نقول دائما أن أبناء الجنوب الفضل في حماية وانتصار الثورة الأم 26 سبتمبر لأنهم يعرفون أن انتصار سبتمبر أساس لقيام ثورة أكتوبر في الجنوب .
■ هناك من يدعي البطولات والأدوار في ثورة سبتمبر وبشكل مبالغ فيه بينما الثوار الحقيقيون همشوا وظلموا من الدولة والإعلام .. كيف ترد على ذلك¿
- يا أخي هناك أدعياء وهناك من همشوا أو في الأصح لم يمنوا على الوطن ما قدموه من تضحيات º ومع ذلك فقد شكلت لجنة من عدد من الضباط ومناضلي الثورة رصدوا ودونوا كل ما لديهم بكل حياد وجمعوه في كتاب اسمه وثائق وأسرار الثورة راجعه حمود بيدر وعبداللطيف ضيف الله وعلي المؤيد ºº وفي اعتقادي أنهم ومن قام بتأليف الكتاب انصفوا كل مناضلي الثورة ولم يظلموا احداٍ وأتحدى أي شخص أن يقول أن فيه لغط أو نقص أو زيادة .
❊ لكن هناك من همش¿
- أنا يا أخي لا اعرف أن هناك شخصاٍ قدم ادواراٍ وهمش على الإطلاق º ربما يكون البعض شارك مثله مثل أي مواطن أو قدم دور في لحظة من اللحظات وهذا ليس تهميشاٍ وهنا اذكر محمد كابع والروني ومجموعة من الذين كانوا يعملون في اتصالات اللاسلكي وهم من الأبطال وكانوا يعلمون في قيام الثورة وأيضا في الفروع في المحافظات.
■ تعتقد أن الفساد والخلافات والحروب والمناوشات التي كانت تحدث في اليمن شمالا وجنوبا أفقدت أنظمة الحكم من انتشال وضع البلاد وتحقيق طموحات الشعب وأهداف الثورة¿
- هذا كلام صحيح 100٪ فقد أثرت الصراعات التي وقعت في البلاد على مستقبل ونمو اليمن بالإضافة إلى التكالب من قبل البعض على السلطة والمال وهو ما أوصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن º لكن من يتحمل كل ما حدث º العدد كبير ممن يجب أن يتحملوا كل هذه التبعات º إنما هذا لا يعني أن ننكر ما تحقق من منجزات منذ قيام الثورة إلى اليوم في الشمال والجنوب فهي انجازات لا بأس بها صحيح أنها ليست عند الطموح لكن تظل منجزاٍ كبيراٍ º وعلى الجميع أن يتخيل وضع اليمن قبل 62 م .. لا توجد مدرسة ثانوية ولا مستشفيات ولا طرقات ºº اليمن لم يكن يملك شيئاٍ يذكر ونفاخر به بعكس البلدان الأخرى .
■ ماذا تعني لك ثورة سبتمبر وأكتوبر¿
- تعني لي كما تعني لكل وطني أبي شريف يحب وطنه وشعب º ويكره الظلم والعبث والسرقة والنهب º وتعني لي شخصيا الحياة º لأن هاتين الثورتين جاءتا وارتكزتا على أهداف سامية تستحق التضحية والنضال وهي طرد المستعمر والتخلص من الاستبداد ليتحقق الرخاء والتطور لكل أبناء الشعب اليمني وأن يحظى الجميع بالعدل والمساواة نتساوى بالحقوق والواجبات .
■ كيف تتوقع اليمن بعد الحوار ومخرجاته¿
- أنا في حقيقة الأمر أتمنى للأخ الرئيس عبدربه منصور هادي أن يتحقق على يديه منجز كبير كالوفاق الوطني وإعادة الألفة والثقة بين الفرقاء وهذا شرف له كبير ولكل أبناء الوطن عموما º رغم أنني اشعر بقلق على مستقبل اليمن وأشعر أننا قادمون على انفاق مظلمة ومتعددة إذا لم يتداركها الرئيس هادي ويضبط الأمور بحزم º وأن لا يتخلى عن أهل المشورة والحكمة والتركيز على القوى الخيرة التي تحب مصلحة البلاد وتضمن مستقبلاٍ زاهراٍ وواعداٍ للشعب اليمني º فما نراه في وسائل الإعلام وما نسمع من خلافات بين الأطراف والقوى السياسية وأعضاء الحوار يقلق الجميع.
■ ما تقول للقوى السياسية وعموم اليمنيين في هذه المناسبة¿
- أقول لهم أنه لا بد لنا أن نجتمع على رأي واحد وفكر واحد في كيف أن يتجاوز الشعب من محنه ومشاكله والتخلص من الماضي ومن التركة الكبيرة من المحن والصراعات التي ورثناها منذ زمن º وان نفكر في بناء اليمن الموحد والمزدهر والأمن والمستقر. كما انصح كل القوى السياسية ومنظمات المجتمع اليمني بالاتحاد والتخلص من المماحكة وتصيد الأخطاء لأن الوطن لا يحتمل في ظل وضع سياسي تحركه أحداث السياسة ولذا أتمنى عليهم أن تكون تحركاتهم السياسية في الاتجاه الصحيح الذي يخدم الوطن ومستقبل واستقرار وازدهار اليمن.
❊ وماذا تطلب من الشباب في الوقت الراهن في ختام هذا الحوار¿
- الشباب هم الحياة والمستقبل ونور عيون الأمة لأن الأمة لا تتقدم إلا بسواعد أبنائها أتمنى لهم أن يتعاملوا مع الأمور بواقعية وبرؤية مستقبلية ناضجة وواضحة بما يحقق مصلحة اليمن وتقدمه ورقيه º ودعني أضيف أنه ومع الأسف الشديد أن القائمين على هؤلاء الشباب في توجيه وتنوير أفكارهم لم تكن بالشكل الصحيح بل قائمة على التعبئة الخاطئة التي تتسبب في بعض التجاوزات ولا تخدم الوطن ولذلك ادعوهم إلى مراجعة أنفسهم .
تصوير/ صالح مقلم