الاستعمـــار سعـــى لوأدهـــا والثـــوار كســـروا حاجــز الخــوف

ليس بالجديد القول بأن قيام ثورة الـ26 من سبتمبر 1962م كانت المحرك الأول للواقع اليمني في تجاه التغيير.. ولأن اليمن في ذاك العهد كانت لا تزال ترزح تحت مسميات تشطيرية بسبب أشكال الحكم التي كانت تسيطر على جزأي اليمن كان من الطبيعي ان تظل في النفس تلك النوازع نحو الثورة على هذه الوضعية الاستعمارية في جهة منها والإنسانية في الجهة الأخرى.
هذا الشعور الطبيعي عكس نفسه في ذاك التداعي المجتمعي لحماية الثورة الوليدة من كل مناطق اليمن دون مراعاة او وضع أي حسابات تشطيرية وضعها الحكم حينها.
الذي تشهده الوثائق وتؤكده الشهادات وتلك الدماء الغزيرة التي سالت من أجل تحقيق حلم الانعتاق.

على انه ورغم كل ما قيل ورغم كل ما قيل من إنصاف منطقي وموضوعي لأسماء كانت حائط المنع دون عودة الثورة السبتمبرية إلى الوراء لا يزال هناك من الأسماء الكثيرة التي كاد النسيان أحيانا والإهمال أحيانا ان يطمرها من الفعل الثورة اليمني عموما.. البعض من أصحاب هذه الأسماء والبعض الآخر يرزح في غياهب الإهمال.
قامت الثور وكان من الطبيعي ان تلقى في طريقها التحديات التي تهدد وجودها.. إذاعة صنعاء وصوت العرب كانن الأداة المتاحة لإيصال صوت الثورة وعلى اثر ما كان يْطلق كان التدافع حسب شهادات المناضلين كبيراٍ من كل مناطق اليمن.
وكانت الصورة بالغة التأثير وذاك التدافع آت من المناطق الجنوبية وتقبل معانة الانتقال بلا انتظار لأي مقابل إلا الانتصار لمنجز الثورة قدمت إلى صنعاء جموع غفيرة من القبائل مع شيوخهم من ردفان والحواشب والصبيحة ويافع والضالع وآل مفضل والعواذل ودثينة والعوالق وبيحان.. فيما كان أبناء الأطراف يقدمون المؤن والواجبات الغذائية والإيواء والإرشاد لهؤلاء المتطوعين.
في صفحة التدافع تقف هذا الجزئية على امرين:
الأول كيفية تحقق عملية الانتقال من المناطق الجنوبية لحظتها والاتصال بالثورة.
الثاني اولئك الشجعان الذين انجزوا أدوارهم بكل إخلاص وتفان.
طبعا خضع الأمر لسيناريو حقق الوصل إلى ذروة الحدث بشكل أثار إعجاب المؤرخين ومن اخذوا على أنفسهم مهمة الرصد التاريخي لمسار الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر والانتصار لها.
فالقادمون عبر الراهدة وماوية وقعطبة والأودية والشعاب إلى المنطقة الشمالية الغربية اشرف عليهم في البدء الشهيد احمد بن احمد الكبسي مع اول دفعة ثم بعد ذلك الشهيد العميد محمد الرعيني وزير الداخلية نائب رئيس الجمهورية لاحقاٍ.. هذا المحور كما تفيد واحدة من الشهادات ضم اول دفعة كان من بينها أسماء تميزت إلى حد ما بدورها بين ان يكون هناك منهم امرأة ومن كان او من أطلق شرارة الثورة الاكتوبرية توزع هذا المحور في المحابشة «بيت العروضي الأمان المفتاح ومناطق حجة» بقيادة الشيخ سيف مقبل عبدالله والشيخ راجح غالب لبوزة والشيخ عبد الحميد ناجي المحلائي ضم في صفوفها مئات المقاتلين الشجعان كان منهم على سبيل الذكر الشيخ سعيد صالح سالم ودعرة بنت سعيد.. المجموعة الثانية بحسب اللواء/ أحمد المنتصر كانت بقيادة الأخ محمد حيدره المقربي الحوشبي وشبر من ردفان والأخ الصوملي من الضالع هذه المجموعة تجهزت من تعز بأوامر مباشرة من اللواء حسن العمري أثناء زيارته تعز في بداية 1964م ومن خلال العقيد محمد مفرح تم ترحيلهم إلى الحديدة ومنها إلى المنطقة الشمالية الغربية ليحلوا محل زملائهم في الدفعة الأولى.
من محور خولان كان أبطال من ولحج وقبائل آل فضل ويافع والعوالق والعواذل ودثينة قد سمعوا نداء الثورة فحملوا أرواحهم متجهين شمالا.. هناك تشكلت سرية باسم أبناء الجنوب بقيادة الرائد محمد احمد الدقم من الصبيحة ساعده الاملازم اول بخيت مليط الحميدي والملازم محمد علي الصماتي وممن ضمتهم السرية المناضلون: علي ثابت الجعدي وثابت احمد ناشر فضل محمد شكري والشهيد فضل محمد سويلم المنصري فضل محمد الوريري محمد صالح شاهر المنصوري وحسن علي الذيب والسيد احمد عباس والسبع وآخرون. في محور حريب ومأرب كان اغلب القادمين من باكازم والعوالق السفلى والعوالق العليا وبيحان ويْذكر من أسماء المحور الشيخ عبدالله مساعد المصعبي وصالح الحوشبي والمناضل ثابت على مكسر المنصوري.
الأمل القادم
ومما يْذكر في مرحلة لاحقة وتحديدا دفاعا واستماتة في فك الحصار في معركة يسلح والتي استشهد فيها العديد من القادة منهم أولئك الذين كانوا ضمن جبهة التحرير الشهيد القائد سالم يسلم الهارش عولقي قائد فرقة النجدة لللتنظيم الشعبي الشهيد القائد نصر بن سيف القطيبي احد قادة ردفان في جبهة التحرير الأستاذ هاشم عمر إسماعيل قائد منطقة الشيخ عثمان في جبهة التحرير الشهيد القائد اليافعي احد قادة فرقة صلاح الدين للتنظيم الشعبي.. وكان من ضمن حملة يسلح القائد علي بن علي شكري والمناضل بليل راجح لبوزه ابن أول شهيد في 14 أكتوبر 1963م وهو احد قادة جبهة التحرير.
يذكر المناضل سالم عبدالله عبد ربه أنه قيام ثورة سبتمبر آثار القوة الاستعمارية في الجنوب ما دفعها إلى تجنيد أعداء الثورة لكن ذلكم لم يكن لينتهي إلى الأهداف الاستعمارية لإيمان الوطنيين بمعنى الثورة.
وفي سرده لبعض الأحداث التي كان شاهداٍ عليها يذكر عبد ربه ان 26 سبتمبر بعثت الأمل الكبير لتفجير الثورة في الجنوب فاجتمع الكثير من الشباب وقرروا تكوين منظمة ثورية وجيش تحرير وتكون منطقة يافع القاعدة لذلك كونها منطقة لم تخضع لأية سلطة وهي منطقة جبلية يصعب على أي جيش أن يدخلها إذا لم يكن من أبنائها ويعرف مسالكها.. ولكن واجهتنا مشاكل الفتن القبلية والتي هي منتشرة والمليئة بالمشاكل السيئة, فقرر الشباب تشكيل منظمة ذات وجهين وجه سري يقوم بالأعمال الثورية ووجه علني يقوم بأعمال الإصلاح وحل مشاكل الفتن.. وتشكلت قيادة جبهة الإصلاح اليافعية السرية التي كان أعمالها إرسال المقاتلين إلى صنعاء للدفاع عن ثورة 26 سبتمبر من: سالم عبد الله عبد ربه أميناٍ عاما محمد ناصر عبده أحمد (جابر) الشؤون العسكرية محمد عبد الرب محمد جبر الشؤون التنظيمية غرامة صالح المنصوري شؤون الإصلاح عبد الله محمد بن شيخ الشؤون العامة والمراسلات.
يذكر احمد مهدي المنتصر انه كان لـ”أحرار اليمن في عدن المستعمرة تأثير كبير وخلفية عظيمة لقيام الثورة لتشكيل الوعي الوطني”.
ويؤكد على ما يتفق عليه الكثير من ان البداية للثورة تلك المظاهرات الطلابية والعمالية في كل من صنعاء وعدن خاصة أحداث المجلس التشريعي في 1962/9/24م.
ويضيف: بعد يومين قامت الثورة في 1962/9/26م بقيادة طليعة نضال الشعب اليمني من تنظيم الضباط الأحرار مؤزرين بكل فئات الشعب حيث هب لمساندتها والدفاع عنها كل أبناء الشعب اليمني من حوف إلى الجوف ومن المندب إلى صعدة وتزامن ذلك مع الدعم الكبير لجيش مصر العروبة والذي لولاه لما صمدت الثورة طويلاٍ بسبب تكالب أعداء الأمة الإسلامية والعربية على الثورة بما في ذلك اسرائيل.
وكان يتم تجنيد المناضلين في عدن ونقلهم إلى تعز للمشاركة في الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر 62م بالتنسيق مع قيادة المؤتمر العمالي التي كان يمثلها عبدالله الاصنج ومحمد سالم باسندوه وعبده خليل سليمان وسعيد الحكيمي ومجموعة أخرى.
تغيير موازين القوى
يذكر المناضل عبدالرزاق شائف بقوله: كان لقيام ثورة 26 سبتمبر 1962م أثرها في تغيير موازين القوى الداخلية والخارجية حيث مثل الإطاحة بالنظام الملكي وإعلان الجمهورية العربية اليمنية مرحلة نهوض وطني شامل وخلق المناخ الثوري للدفاع عن الثورة والاندفاع الطوعي لدى الثوريين والتقدميين اليمنيين لحمل السلاح دفاعاٍ عن النظام الجمهوري تحت شعار الجمهورية أو الموت.
ويضيف بانه وعبر حدث ثورة 26 سبتمبر التاريخي الهام استطاعت فصائل الحركة الثورية شمالاٍ وجنوباٍ ان تثبت قدرتها النضالية وترتقي إلى مهمات وطنية ثورية وتلتحم في معارك الدفاع عن الثورة السبتمبرية وعبر هذا الاندفاع الثوري ارتقى الوعي الوطني الثوري وانتقل إلى مرحلة من النضال الجاد باعتماد مبدأ الكفاح المسلح طريقاٍ وحيداٍ لطرد الاستعمار البريطاني وفي ضوء هذا الظرف الملموس تشكلت قناعة ووعي الثوريين اليمنيين بضرورة تفجير ثورة 14 أكتوبر عام 1963م بقيادة الجبهة القومية رائدة الكفاح المسلح التي تم تشكيلها من فصائل العمل الثوري السرية وعلى رأسها حركة القوميين العرب.
المناضل عبدالرزاق شائف هو من قيادات الحركة النقابية العمالية “التي بدأت تتشكل منصف القرن الماضي في عدن وتبنت في عقد الخمسينيات قيادة النضال السلمي المناهض لسياسة الاستعمار البريطاني الرامية لتجزئة اليمن من خلال فرض اتحاد الجنوب العربي عام 1959م بهدف فصل جنوب اليمن عن شماله ولذا رفعت الحركة العمالية شعار «جلاء الاستعمار» كمبدأ وشرط وشعار للوحدة اليمنية والوحدة العربية”.
وفي وصفه لمظاهر التأييد الشعبي العارم في كل مناطق اليمن لثورة سبتمبر والتدافع لحمايتها يذكر شائف انه فور الإعلان عن قيام ثورة 1962م في شمال الوطن اندفع الناس في مظاهرات عفوية تأييدا لثورة 26 سبتمبر نتيجة استشعارهم لمسئوليتهم الوطنية وإيمانهم بأهمية الثورة والدفاع عنها عدن وكل محافظات وقرى الجنوب للتطوع بعد ذلك وذهبوا إلى جبهات القتال المختلفة في شمال الوطن حيث كان التخلص من النظام الإمامي الاستبدادي في شمال الوطن من أهم القضايا الوطنية المطروحة على طاولة القوى الوطنية شمالا وجنوبا حسب عبدالرزاق شائف.
وقال: لقد كان لتنظيم حركة القوميين العرب تواجد وحضور كبير وفاعل في الحركة العمالية وكان قد أخذا في الانتشار في القطاعات الطلابية وقطاع المرأة والحركة العمالية وكان لقيادات الصف الأول الممثلة بعلي السلامي وطه مقبل وسعيد الجناحي وفيصل عبداللطيف تأثير كبير على الحركة العمالية وقامت بتشكل القطاع الشعبي من قيادات الصف الثاني وكان أبرز تلك القيادات عبد الفتاح إسماعيل وعبدالرزاق شائف وعبد القادر سعيد وعبدالله الخامري وعوض الحامد وتحملت مسئولية العمل الشعبي و والجماهيري وشكلت الخلايا في كل القطاعات الطلابية والعمالية.
ويضيف المناضل عبدالرزاق شائف: إن عملية التطوع كانت في معظمها عفوية نتيجة استشعار الناس لمسئوليتهم الوطنية وإيمانهم بأهمية الثورة والدفاع عنها بالإضافة إلى مساهمة التنظيم الموحد لحركة القوميين الذي استغل انحسار وتراجع حزب البعث بعد انفصال سوريا من الوحدة مع مصر وتحميل البعث السوري مسئولية الانفصال فقد أدى ذلك إلى تراجع دوره وشعبيته في أوساط الحركة العمالية بعدن فعملت قيادة التنظيم الموحد لحركة القوميين العرب على إملاء هذا الفراغ وكان لها دور وتأثير كبير على قيادات وأعضاء الحركة العمالية التي كانت تقود العملية الثورية من خلال قيادة المظاهرات والدعوة للإضرابات وبالإضافة إلى عملية التعبئة الثورية للناس ورفع حماسهم بأهمية التطوع وإرسالهم إلى تعز للدفاع عن ثورة 26 سبتمبر.
ويذكر شائف ان المناضل يحي الارياني وهو أحد قادة التنظيم الموحد لحركة القوميين العرب تولى المتطوعين القادمين من المناطق الجنوبية والتنسيق مع قيادة الجيش في تعز لاستقبالهم وتأمين احتياجاتهم وساعده في هذه المهمة سعيد الجناحي وعوض الحامد ولاحقا كلفت قيادة الحركة عبد القادر سعيد بالذهاب إلى تعز وهو من مؤسسي الحركة في عدن وكان يتمتع بقدرات تنظيمية عالية لهذه المهمة.
التأمين من الداخل
ما تسرده الشهادات عن الق الشعور الوطني تْرجم على هذا النحو من التعبير عن الولاء وهو الذود عن المنجز.. ولذلك لا نجده يقف عند حدود المبادرة بالانتقال إلى الشمال بل ان الإحاطة بخفايا النشاط الاستعماري مع بعض من بقايا النظام الأمامي والمرتزقة وفي عدن تحديدا أتاحت للأبطال الغيورين على الثورة ان يظلوا عيونا ساهرة ضد تلك المحاولات الاستعمارية لضرب الثورة وسيتم ذلك حتى ديسمبر 1967م حين اشتد حصار السبعين على العاصمة صنعاء.
يقول المناضل عبدالرزاق شائف: هنا كانت مهمة الجبهة القومية وهي التصدي للملكيين في عدن وبقية مناطق الجنوب حيث شن مقاتلو الجبهة القومية عددا من العمليات العسكرية الفدائية ضد المجاميع الملكية في عدن وبعض مناطق الجنوب حتى تمكنوا من القضاء عليهم وقد ساعد ذلك في تخفيف الضغط العسكري على صنعاء بعد شل حركة الملكيين والقضاء عليهم في عدن وبقية مناطق الجنوب وخسارتهم لأهم جبهات الإمداد العسكري التي كانت تشكل لهم قواعد انطلاق في الهجوم على عاصمة الثورة صنعاء.
وهناك المناضل الوطني والقائد النقابي والفقيد المنسي سلطان الدوش الذي لعب دوراٍ بارزاٍ في دعم جيش ثورة 26 سبتمبر والمقاومة الشعبية للدفاع عن العاصمة صنعاء من خلال تواجده في رئاسة لجنة مع زميله النقابي منصور الصراري شكلتها حكومة الجنوب آنذاك وساهم فيها آخرون من أعضاء الجبهة القومية مثل عبد الرزاق شايف العريقي وعبد الرحمن محمد عمر عبسي وكان متواجدا في اللجنة عبد الباري قاسم وعبد الودود أحمد عمر وآخرون كانوا يحثون المواطنين من خلال والقوات المسلحة المدافعة عن صنعاء على الصمود كما تم جمع تبرعات مختلفة غذائية وملابس وبطانيات.
المناضل أنيس محمد جامع “أبو أوران” أحد جرحى حرب التحرير أيام الكفاح المسلح ضد قوات الاستعمار البريطاني في جنوب الوطن وعضو الأمانة العامة لحزب جبهة التحرير.. تم تدريبه قبل إرساله إلى نقيل يسلح للمساهمة في الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر يقول: كان يمر علينا النهار هادئا دون أي مشاكل وفي الليل تحدث بعض المناوشات الخفيفة مع الملكيين أو الموالين لهم ممن فقدوا مصالحهم بفعل الثورة,لكننا لم نكن نعرف المنطقة جيدا وكنا ننقل السلاح على ظهور الجمال والحمير ولم تكن توجد السيارات ولا الطرقات وكنا في مناطق جبلية صعبة التضاريس لكن حماسنا الثوري كشباب كان أكبر ولم نكن نبالي بقسوة الظروف كانت معنوياتنا كبيرة جدا فبقينا هناك عشرين يوماٍ تقريبا وتم استبدالنا بمقاتلين آخرين استلموا المكان منا ونحن عدنا إلى تعز.
ويؤكد المناضل أنيس محمد جامع أن أكثر من ثمانمائة وثلاثين شهيداٍ من جبهة التحرير والتنظيم الشعبي استشهدوا في جبهات القتال المختلفة أثناء مشاركتهم في معارك فك الحصار عن صنعاء.
ويقول المناضل علي أحمد السلامي: إن ثورة 26 سبتمبر 1962م خلقت في عدن وفي كل مناطق الجنوب ظرفاٍ هيأ ومهد وأوجد مناخاٍ ممتازاٍ لقيام ثورة 14 أكتوبر المجيدة ولذلك هب الشعب كله في مقاومة الاحتلال البريطاني بدعم وتأييد من ثوار سبتمبر العظيم.
ويضيف السلامي: إن الشعور الوطني والحماس الجماهيري الملتهب الذي دب في نفوس المواطنين في كل الجنوب بعد قيام ثورة سبتمبر لا يمكن ان يعطي حقه في عنفوانه وتأججه وصدق المشاعر والحماس المنقطع النظير… ان المؤرخ لهذه الفترة من تاريخ اليمن لا يستطيع ان يسجل بكل دقة متناهية موقف الجماهير أثناء وبعد قيام ثورة سبتمبر العظيمة ذلك الموقف الذي يتميز بالسعادة الفائقة والحب الشديد لثورة وثوار 26 سبتمبر المجيدة.
فيما يؤكد المناضل علي عبدالله سعيد الضالعي من جحاف بالضالع على انه حين قامت الثورة السبتمبرية تفاعلت معها كل جماهير الشعب من صعدة إلى المهرة ومن حجة إلى حضرموت وتحركت معظم القبائل من جنوب الوطن من الضالع ويافع ودثينة وردفان والعواذل وشبوة صوب شمال الوطن حيث استقبل معبر الراهدة أكثر من 64 ألفاٍ زحفوا إلى صنعاء للمشاركة في الدفاع عن الثورة وخاضوا معارك كبيرة في حجة وصعدة ومأرب ضد فلول الملكية وأعوانها.

قد يعجبك ايضا