خبراء: انعدام الأفكار والقدرات يقودها إلى الفشل



يرزح قطاع المنشآت الصغيرة والأصغر الذي يعد من القطاعات الواعدة والرافدة لعملية التنمية في اليمن تحت طائلة المعاناة نتيجة العديد من المعوقات التي حدت من الاستفادة التنموية منه وفشل الكثير من المنشآت التي تراوح مكانها منذ سنوات.
ومع تطور هذا القطاع إلا أن أصحاب المشاريع الصغيرة والأصغر يواجهون الكثير من التحديات أبرزها التمويل والحصول على المال بالإضافة إلى مأزق الأفكار وضعف القدرات البشرية وعدم دراسة احتياجات الأسواق من المشاريع ذات الجدوى التنموية والاقتصادية.
“الثورة” استطلعت آراء عدد من الخبراء والمسؤولين والعاملين في هذا القطاع الواعد حول أهمية ومستقبل المنشآت الصغيرة والأصغر في اليمن وطرق استدامتها والاستفادة منها.. فكانت الحصيلة التالية:
البداية كانت مع الأخ هاني حسين الفقيه –مدير إدارة البحوث والتطوير بالمؤسسة الوطنية للتمويل الأصغر- الذي تحدث حول مشكلة التمويل التي يواجهها أصحاب المشاريع الصغيرة والأصغر وإجراءات الحصول عليها قائلا: هناك جهود كبيرة يتم بذلها لتسهيل حصول أصحاب المشاريع الصغيرة والأصغر على المال. واعتبر الشباب ضمن فئات كثيرة تعد مهملة من قبل البنوك التجارية بما يتعلق بعملية التمويل.
تراعي الظروف
يضيف الفقيه: التمويل الأصغر يعتبر من الخدمات التي تراعي ظروف محدودي الدخل والفقراء.
ويشير إلى أن هناك دراسة تقول إن كل 300 دولار تنفق على قطاع التمويل الأصغر تخلق فرصة عمل مؤقتة واحدة حيث ينظر الآن إلى أن التمويل الأصغر هو أداة لخلق فرص العمل قد يختلف المبلغ في اليمن يزيد أو ينقص لكن الشيء المؤكد أن ضخ الأموال إلى هذه الفئات النشطة اقتصاديا تساعدها على خلق فرص عمل لأشخاص آخرين الذين يحتاجون للانضمام إلى سوق العمل.
مظلة قانونية
حول أهم الصعوبات التي تواجهها المنشآت الصغيرة والأصغر يقول الفقيه: هناك مشاكل وتحديات كثيرة تواجه صناعة التمويل الأصغر حيث تحتاج صناعة التمويل الأصغر في اليمن إلى مظلة قانونية فيما يخص البرامج أو المؤسسات صغيرة الحجم التي يبلغ عددها أكثر من 12 برنامجا ومؤسسة بالإضافة إلى دور البنك المركزي اليمني الذي يعتبر مسؤولاٍ عن الصناعة فيما يتعلق بالبنوك بالإضافة أيضا هناك تحديات أخرى مثل التشتت السكاني الكبير في اليمن الذي يجعل البرامج التمويلية تواجه مشكلة في عملية التواصل.
بحسب الفقيه فإن لكن حلول في هذا الجانب باستخدام التقنيات الجديدة كالخدمات البنكية عبر الهاتف أو ما يسمى بـ”الموبايل بنك”.
كما أن هناك الكثير من التحديات الأخرى مثل الضمانات حيث لا توجد صناديق لضمان القروض للشباب أو الفئات المستهدفة ويوجد مساع الآن بمشاركة الاتحاد الأوروبي والصندوق الاجتماعي للتنمية لإنشاء صندوق لضمان القروض بحيث إن الشباب يمكنهم الحصول على الضمانة بشكل ميسر ليذهبوا إلى البنوك لتمويل مشاريعهم الخاصة.
قطار التنمية
فيما يرى الأخ علي عبدالكريم شرف أبو طالب –مسؤول بناء القدرات في شبكة اليمن للتمويل الأصغر- أن المشروعات الصغيرة والأصغر هي قطار التنمية للبلاد.
ويلفت إلى أن التمويل الأصغر يهدف إلى مساعدة الناس على أن يكونوا منتجين ويحفزوا من حولهم للعمل والإنتاج ولا ينتظروا المساعدات.
وفيما يخص تعثر بعض المشاريع الصغيرة والأصغر يقول أبو طالب: طبيعي في أي صناعة حديثة ناشئة تريد دخول السوق أن يحارب أو لا يستطيع الوصول إلى الخدمات المالية التي يصل إليها الآخرون وهنا يأتي دور التمويل الأصغر.
ويؤكد أن التمويل الأصغر أنشئ لمساعدة الناس الذين لا يستطيعون الوصول إلى التمويل التجاري الذي يحتاج إلى ضمانات أكبر ومعاملات أطول.
تطوير أفكارهم
ويشير أبوطالب إلى أهمية مساعدة الشباب في تطوير أفكارهم بحيث لا يتوقف الأمر عند تقديم القروض وإنما أيضا تحفيزهم وتعليمهم الطرق التجارية وكيفية دراسة المشروع .
ويشدد على ضرورة بناء قدرات الشباب كأصحاب أعمال ومشاريع صغيرة كالتدريب وانتهاز الفرص والمساعدات المقدمة من المنظمات سواء كانت منظمات محلية أو أجنبية التي تقوم بمساعدة الشباب وتنمية قدراتهم على الإنتاج وإدارة الأعمال.
دعم المؤسسات
يؤكد عمر عبدالحليم هاشم –ضابط مشاريع في الصندوق الاجتماعي- أن أهمية توفير بيئة مناسبة لنمو قطاع المنشآت الصغيرة والأصغر بحيث تسهم في تسريع عجلة الاقتصاد بالتالي التخفيف من الفقر وخلق فرص عمل.
ويعتبر المنشآت الصغيرة والأصغر عمودا أساسيا في التنمية حيث إنها تسهم في خلق فرص عمل جديدة والحد من البطالة وتحسين النمو الاقتصادي.
ويقول إن هناك بعض المشاريع تتعثر بسبب عدم قيام أصحاب المشاريع بعمل دراسة جيدة.
استفادة
يقول الأخ طاهر علي قائد الذيباني أنه قام باقتراض مبلغ من المال وعمل “طاحون” للعمل الرمضاني لإعداد المواد الخاصة بالشربة الرمضانية والبسبوسة وكان إنتاجه محدودا من كيس طحين إلى كيسين في اليوم.. بينما الطاحون التي تم صناعتها من مواد تقليدية تقوم بفرز الكيس مباشرة ويخرج منها أربعة أنواع من الطحين كطحين الشربة والبرغل وعلف الدواجن وسميد البسبوسة وفي الدورة الواحدة للطاحون لها أربعة خطوط.
ويواصل حديثه قائلا: الآلة التي صنعتها تحتاج إلى تطوير وتحديث لكن نتيجة العجز المالي ومدة الإقراض جعلتني مقيدا وأكتفي بما وصلت إليه..
ويضف أنه يسعى إلى تطوير هذه الآلة حتى تصل إلى المنازل لتكون سهلة الاستخدام.

قد يعجبك ايضا