من وعي وقيم ومشروع كلمة السيد القائد للمراكز الصيفية
عبدالفتاح حيدرة
وجه السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي كلمة مهمة جدا للمراكز الصيفية، تطرق فيها إلى وجوب الحصول على المعرفة والتعليم والثقافة التي يلم فيها النشء لقضايا أمتهم، الكلمة بحد ذاتها هي توجيهية تحث على أهمية غرس الولاء الإيماني في نفوس أجيالنا، غرس الشعور الدائم بأهمية الدين، بعظمة الدين، بنعمة الدين، بجاذبية الدين، توضيح حاجة الأمة للتعليم والثقافة بالدين، في التكوين الذاتي والمعرفي والسياسي..
هذه الكلمة العامة لجموع اليمنيين، ولجموع المراكز الصيفية، هي انطلاقة وطنية، بمعنى أصبحت المسيرة القرآنية مسيرة لكل اليمنيين، لم تعد حكرا على فئة معينة ومنطقة معينة، إنه تدشين لمشروع بناء نشء يمني ملم وواع وذات معرفة صلبة، يتحلى بقيم ومعرفة وثقافة انتاجية أساسها متين وقوي..
إذا ما عدنا قليلا للخلف، سوف نجد أن قادة اليوم الذين يدافعون عن اليمن وعرضها وشرفها أغلبهم من الشباب الذين انضموا للمراكز الصيفية التي أنشأها الشهيد المؤسس حسين بدرالدين الحوثي، الذي حرص كل الحرص أن تكون المراكز الصيفية هي نقطة انطلاق النشء للمعرفة الصلبة والقوية المتماسكة بقضايا الأمة والعارفة بمضللات العدو وأجندته، بل وأصبحت الفكرة فكرة انتاجية ومعرفية عسكرية وسياسية وأمنية واقتصادية..
لقد استطاع السيد القائد اليوم بهذه الكلمة التوجيهية أن يدشن عملية المعرفة في النشء اليمنى كله، وهو تدشين لمشروع الوعي الذي يشدد السيد عبدالملك علينا به دوما، معرفة وعي الإيمان ووعي المعرفة بالقيم النبيلة يتطلبان منا أيضا وعياً بكيفية العمل بهما كحزمة متكاملة من خلال الوعي أن العمل بهما يتم وفق قيم لها معايير وشروط معينة لا تتجزأ أبدا ولا تنجز مهمتنا التي خلقنا من أجلها وهي الإيمان إلا بالالتزام بهذه المعايير والشروط التي تحافظ على سنن وقوانين وأحكام واقدار الله في استقرار وتسيير الكون..
إنه مشروع يغرس نماذج كثيرة ومختلفة وواسعة ومتعددة تحث شبابنا على ضرورة التمسك بوعي الإيمان والتسليم به كواجب مفروض علينا كلنا ومهمة خلقنا من أجل تأديتها ومسئولية يجب أن نقوم بها مهما كلفنا الأمر، وكذاك معرفة قضايا الأمة والتي منها فضية التمسك بقيم الحق والدفاع عنه والوقوف الى جانبه، التمسك بالأخلاق والكرامة والعزة والشرف والنخوة ، بالإضافة إلى ضرورة تطوير نفسية وعقل الشاب اليمني لإيجاد مشروع التطوير والبناء..
خلاصة كلمة السيد القائد تتجلى في موجهات خطابه حول ضرورة الوعي بالعمل الصادق والمتقن والصحيح وفق وعي معايير العمل بالقيم النبيلة ووعي شروط العمل بالإيمان تتحكم به أخلاقيات ترتقي بالعمل الصادق والنزيه والمتقن، ورفض ونبذ أخلاقيات العمل بالغش والكذب والإجرام، حتى يستقر الأمر كله لوجود مشروع ذات وعي ثابت وأصيل وقيم ومُثل عليا يتربى عليها النشء والجيل اليمني القادم، الذي سوف يقود الأمة والعالم، هذه هي الصورة التي أراها اليوم من خطاب السيد القائد رضوان الله عليه وعلى من اتبعه..