اللواء علي‮ ‬عبدالله السلال لـ»الثورة «:‬


‬مذكرات والدي‮ ‬الكاملة هي‮ ‬رصد واقعي‮ ‬لأحداث الثورة ستضع النقاط على الحروف عندما ترى النور قريبا‮ٍ
‬وثيقة الإرياني‮ ‬الموقعة بيده ومعه الشيخ الأحمر وصبرة في‮ ‬اجتماع الحديدة تكذب‮ ‬ادعاءات الانقلابيين على السلال‮ ‬
تعتبر مذكرات المشير عبدالله السلال‮ – ‬أول رئيس لليمن- إحدى أهم وثائق الثورة اليمنية التي‮ ‬لم تنل حقها إلى اليوم من التوثيق والرصد التاريخي‮ ‬بكل تجلياتها وهي‮ ‬تضع النقاط على الحروف لتضيف حقائق ووقائع جديدة بتجرد وأمانة متناهية تنسب الأحداث إلى ابطالها الفعليين انصافا وتصحيحا لتاريخ الثورة اليمنية ومسارها من الاجحاف والزيف‮ !‬
وتكشف من هو القائد الفعلي‮ ‬للثورة‮ .. ‬خصوصا مع قرب نشرها العام الحالي‮. ‬بعض هذه الحقائق وغيرها من أحداث الثورة اليمنية الأم وسيرتها وكيفية انبثاقها واندفاع الشعب اليمني‮ ‬للذود عن حياضها في‮ ‬42جبهة عسكرية جاءت على لسان النجل الاكبر للمشير وهو اللواء علي‮ ‬عبدالله الذي‮ ‬اثراها في‮ ‬حديث مطول أجرته »الثورة«‮ – ‬الصحيفة – معه بالكثير من الوقائع من منظور شهادات ضابط مخضرم عايشها لحظة بلحظة وشارك وهو مازال في‮ ‬ريعان الشباب في‮ ‬مختلف أحداثها ودافع عن الثورة السبتمبرية في‮ ‬اكثر من جبهة إلى جانب معظم زملائه من تنظيم الضباط الأحرار وغيرهم من الثوار مدنيين وعسكريين‮ ‬وصولا إلى‮ ‬غيرها من التحولات السياسية‮ ‬والاحداث المثيرة التي‮ ‬تناولناها خلال الحوار الشيق الطويل فتكونت هذه المحصلة التي‮ ‬نضعها أمام القارئ الكريم‮:‬

مِضامينú‮ ‬المذكرات واتجاهاتها
● ‬نْريد أن نعرف في‮ ‬البداية اين هي‮ ‬مْذكرات المْشير السِلال ¿
‮> ‬مذكرات والدي‮ ‬المشير عبدالله السلال كانت ستخرج للنشر‮ ..‬لكننا اختلفنا مع اخوتي‮ ‬حول الوقت المناسب لنشرها وهي‮ ‬محفوظة في‮ ‬خزنة احد البنوك وجاءت مذكرات القاضي‮ ‬عبدالرحمن الارياني‮ ‬المشمولة بكثير من المغالطات والادعاءات التي‮ ‬لا أساس لها من الصحة فقررنا جميعا نشر مذكرات والدنا المرحوم لأننا نعتبرها شهادة للتاريخ وملكا لكل ابناء شعبنا وهي‮ ‬المرجع الوحيد لكل المذكرات الشخصية والوطنية‮ ..‬فكل ما قدمه والدي‮ ‬وما قدمته انا واجب وطني‮ ‬لانطلب عنه جزاء ولا شكورا‮ .. ‬بل أننا نطالب كل من‮ ‬يكتبْ‮ ‬مذكراته أن‮ ‬يكون منصفا وعادلا وطنيا‮ ‬غير متحيز لأن الفترة التي‮ ‬حكم فيها والدي‮ ‬كانت من أصعب الظروف التي‮ ‬مرت بها بلادنا‮ ‬كونه كان الوحيد الذي‮ ‬قبل ان‮ ‬يقود الثورة ويخرجْ‮ ‬لمواجهة الموت مع أبنائه ضباط الثورة‮ .. ‬كما أنه واجه‮ ‬42‮ ‬جبهة عسكرية بكل شجاعة وثبات‮ ..‬بينما كان السياسيون الاخرون مشغولين بالمؤتمرات وحياكة المؤامرات والسعي‮ ‬وراء استلام الحكم من السلال ومن العسكر‮ – ‬ضباط الثورة‮ ‬كما كانوا‮ ‬يقولون منذ قيامها أنهم لا‮ ‬يريدون أن‮ ‬يكرروا ما حدث في‮ ‬مصر‮ ‬وأن العسكر‮ ‬يجب ان لا‮ ‬يحكموا‮ ..‬في‮ ‬حين كان ضباط الثورة‮ ‬يرفضون أي‮ ‬منصب وزاري‮ ‬لانهم جندوا انفسهم لمواجهة الجبهات العسكرية‮ .. ‬حتى عندما عرضت عليهم مناصب في‮ ‬الحكومة العسكرية باقتراح من الأخ المناضل اللواء حسين الدفعي‮ .. ‬رفضوا جميعاٍٍ‮ ‬حتى أن والدي‮ – ‬رحمه الله‮- ‬قال لحسين الدفعي‮ : ‬يا حسين السياسيون رافضون حكم العسكر وليس منهم في‮ ‬الحكم سوى رئيس الجمهورية ووزير الدفاع ورئيس الاركان فكيف تطلبْ‮ ‬مني‮ ‬تشكيل حكومة ستشعل قيامتهم هم وأنصارهم من المشائخ ومراكز القوى التي‮ ‬بدأت تتشكل في‮ ‬ذلك الحين‮ .‬
إنصاف التاريخ
● ‬ماهي‮ ‬مضامين هذه المذكرات لوالدكم المشير واتجاهاتها¿
‮> ‬تضمنت مذكرات‮ ‬والدي‮ ‬الكثير من الوقائع التي‮ ‬لم تشمل في‮ ‬معظم المذكرات‮ ‬وفيها إنصاف لضباط الثورة الحقيقيين الذين وضعوا رؤوسهم على اكفهم وخرجوا في‮ ‬تلك الليلة العظيمة‮ – ‬ليلة السادس والعشرين من سبتمبر1962م‮- ‬وكذلك الذين خاضوا معارك الدفاع عن الثورة ونظامها الجمهوري‮ ‬في‮ ‬42‮ ‬جبهة عسكرية وانتشر الكثير منهم في‮ ‬تلك المعارك‮ – ‬وبإمكانك‮ – ‬يوجه اللواء علي‮ ‬السلال حديثه إلى المحرر‮ – ‬العودة إلى الكتاب الذي‮ ‬أصدرته مجموعة من ضباط الثورة لتطلع على اسماء أعضاء التنظيم من الضباط الأحرار الذين فجروا الثورة ومن شارك معهم من القوى العسكرية والمدنية حتى تنشر المذكرات وبها كل الوقائع التي‮ ‬سبقت التحضير للثورة والاتصالات التي‮ ‬جرت بين المشير السلال ومجموعة من الضباط الاحرار وكشف وقائع الثورة كما سجلها في‮ ‬مذكراته‮ .‬
صياغة اهداف الثورة
● ‬كيف وضعت اهداف الثورة¿
– ‬وضعتها قيادة التنظيم ولا‮ ‬يدعي‮ ‬أحد بأنها صيغت في‮ ‬مصر‮.. ‬وأنها نفس الاهداف‮ ‬فأهداف الثورة اليمنية كانت ولاتزال عظيمة ساهم في‮ ‬اعدادها مدنيون وضباط من كبار السن أمثال الحاج عبدالله الجائفي‮ – ‬واللواء حسين السكري‮ ‬كذا اللواء عبدالكريم السكري‮ ‬واللواء عبداللطيف ضيف الله وغيرهم من شباب القوات المسلحة من قيادة التنظيم‮ ‬كما ساهم فيها مدنيون من الذين انضموا في‮ ‬وقت مبكر إلى التنظيم أمثال الاستاذ الكبير عبدالعزيز المقالح وغيرهم من الذين شاركوا في‮ ‬اجتماعات قيادة التنظيم‮ .‬وتم صياغة بيان الثورة واهدافها في‮ ‬منزل الثائر عبدالسلام صبره‮ .‬
حقائق انقلاب‮ ‬5نوفمبر
● ‬هناك لغط كبير حول احداث انقلاب‮ ‬5‮ ‬نوفمبر‮ ‬1967م‮.. ‬ماهي‮ ‬حقائقه‮ .. ‬وهل كان المشير السلال ضحيته ام انه كان على معرفة مسبقة بوقوع الانقلاب¿ الرجاء رفدنا بوثائق‮.‬
‮> ‬الحقائق واضحة وجليه فقد كان رفض المشير السلال لاتفاقية الخرطوم التي‮ ‬تمت بين الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز بإرسال لجنة من وزراء خارجية ثلاث دول هي‮ ‬الجزائر والسودان والمغرب من المشاركين في‮ ‬مؤتمر الخرطوم لتقديم تقرير عن الحالة التي‮ ‬تعيشها اليمن في‮ ‬ظل الحرب الأهلية بين الجمهوريين والملكيين على ان‮ ‬يجري‮ ‬بعدها استفتاء‮ ‬يخيرْ‮ ‬الشعب اليمني‮ ‬بين النظام الملكي‮ ‬البائد وبين النظام الجمهوري‮ ‬الجديد مما دفع المشير السلال لرفض هذا الاتفاق لسببين الأول‮ : ‬
‮- ‬إن النظام الجمهوري‮ ‬قد قطع اشواطا كبيرة في‮ ‬السيطرة على كل المدن والقرى اليمنية طاردا القوى الملكية إلى خارج الحدود فإذا كان الهدف من الزيارة الوزارية الثلاثية المعلنة لليمن دراسة الموقف العسكري‮ ‬اليمني‮ ‬وزيارة المناطق التي‮ ‬يسيطر عليها النظام الجمهوري‮ ‬فأهلا وسهلا‮ ‬وإذا كان بهدف التمهيد لاستفتاء شعبي‮ ‬حول النظام الجمهوري‮ ‬فهذا الاستفتاء مرفوض نصا وروحا‮ ‬ٍلأن الخوف‮ ‬يكمن في‮ ‬أن‮ ‬يغرق الطرف الآخر الداعم للملكيين اليمن بالذهب والريالات فإن النظام الجمهوري‮ ‬سيصبحْ‮ ‬عندها في‮ ‬خطر بسبب فقر ميزانيته وعدم قدرته على مواجهة الاغراءات المالية للملكيين وانصارهم خصوصا وأن معظم ابناء الشعب اليمني‮ ‬فقراء وغير قادرين على فهم ما‮ ‬يحققه النظام الجمهوري‮ ‬لهم‮ ‬وأنه سيخرجْ‮ ‬هذا الشعب من الظلم والقهر والاستبداد ويخلصه من التخلف الشديد والثلاثي‮ ‬البغيض‮ – ‬الفقر والجوع والمرض‮ -‬‮ ‬مما جعل‮ ‬انصار الدولة الإسلامية من القوى الثالثة من النظام السعودي‮ ‬تتقول على السلال وتصفه بأنه‮ “‬شخص متطرف‮” ‬لا‮ ‬يقبل التفاوض مع القوى الملكية خصوصا أسرة بيت حميد الدين‮ ‬وأوهموا في‮ ‬الوقت نفسه الطرف الجمهوري‮ ‬بأن السلال إن خرج من البلاد سيحلْ‮ ‬السلام‮ ‬وستعترف السعودية بالنظام الجمهوري‮ ‬وتتخلى عن القوى الملكية‮ .‬
وهكذا اجتمعتú‮ ‬كْل القوى للتخلص‮ ‬منú‮ ‬السلال تحت زِعم هذا الوهم‮ ‬ثم خرج السلال في‮ ‬انقلاب‮ ‬5‮ ‬نوفمبر مع انه تم الاتفاق في‮ ‬اجتماع الحديدة بينه وبين الحاضرين من السياسيين على أن‮ ‬يذهب لطلب دعم عسكري‮ ‬من الدول الثلاث مصر والعراق والاتحاد السوفياتي‮ ‬ويعود رئيسا للمجلس العسكري‮ ‬الذي‮ ‬كان سيشكل من مجموعة من السياسيين العائدين من مصر وأنه‮ – ‬أي‮ ‬السلال زعيم البلاد وقائدها لن‮ ‬يتخلى أحد عنه‮ -‬وهذه الوثيقة بحوزتنا موقعة من القاضي‮ ‬عبد الرحمن الارياني‮ ‬وعبدالله الاحمر والقاضي‮ ‬عبدالسلام صبر ومجموعة كبيرة من ضباط الثورة‮ ‬وانا احتفظ بها‮ – ‬أي‮ ‬الوثيقة‮ – ‬لإرفاقها بمذكرات المشير‮ .. ‬وليس للكلام الذي‮ ‬تردد انه كان‮ ‬يعلم بانقلاب‮ ‬أوأنه قال للشيخ عبدالله الأحمر كما زعم أنني‮ ‬مسافر وأوصيك بحفظ النظام الجمهوري‮ ‬والثورة ومبادئها‮ ‬فذلك محض افتراء‮.‬
والكلام هنا للمشير السلال الذي‮ ‬يقول‮ ‬وقد فوجئنا ونحن نتفاوض مع وزير الدفاع العراقي‮ ‬أنا واللواء عبدالله الضبي‮ ‬بالوزير‮ ‬يسألنا عن البيان الذي‮ ‬صدر في‮ ‬صنعاء‮ ‬وأن القاضي‮ ‬الارياني‮ ‬نائب الرئيس السلال قد قاد انقلابا‮ ‬وأقصى المشير عبدالله السلال وانتخب رئيسا لمجلس جمهوري‮ .. ‬هذه هي‮ ‬الحقيقة رغم ان المشير السلال في‮ ‬اول تصريح له بعد الانقلاب طالب الثوار بالحفاظ على النظام الجمهوري‮ ‬وعدم التفريط في‮ ‬الثورة ومبادئها السته‮ . ‬
بالوقائع السلال قائد الثورة‮ ‬
● ‬يثار دائماٍ‮ ‬حديث حول القائد الفعلي‮ ‬للثورة‮.. ‬هل هو علي‮عبدالمغني‮ ‬أم المشير السلال¿
– ‬لو كان الشهيد علي‮ ‬عبدالمغني‮ ‬على قيد الحياة لأجاب عن هذا السؤال‮ ‬لأن المشير عبدالله السلال‮ – ‬رحمه الله‮ – ‬هو قائد الثورة الذي‮ ‬اختارته قيادة التنظيم‮ ‬ولو كان على عبدالمغني‮ ‬هو قائد الثورة لما كان موجودا في‮ ‬غرفة عمليات الثورة داخل الكلية الحربية‮ ‬بحيث انحصرت مهمته في‮ ‬الانضمام إلى اللواء حمود بيدر لاحتلال المدفعية وحماية مبنى الكلية الحربية‮ – ‬مقر قيادة الثورة لمنع المدفعية من ضرب مقر قيادة الثورة‮ ‬وذلك لقرب المدفعية من المقر وهي‮ ‬المهمة التي‮ ‬نجح فيها اللواء حمود بيدر بمفرده‮ .‬
‮> ‬واذا كنت تقصد بهذا السؤال هو أن علي‮ ‬عبدالمغني‮ ‬كان قائداٍ‮ ‬لتنظيم الضباط الأحرار فبالإمكان توجيه هذا السؤال إلى احد قيادات التنظيم‮ ‬فأنا اعلمْ‮ – ‬وهنا ما‮ ‬يزال الحديث للواء علي‮ ‬عبدالله السلال‮ – ‬أن الشهيد عبدالمغني‮ ‬كان مكلفاٍ‮ ‬من قبل التنظيم بالاتصالات بين التنظيم والقادة ومن تبقى منهم من ثوار‮ ‬1948‮ ‬وكذلك الاتصال بمحمد عبدالواحد‮ – ‬القائم بالأعمال المصري‮ ‬لإيصال برقية إلى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والذي‮ ‬وعد التنظيم بدعم الثورة بكل الامكانيات‮ ‬وختم حياته النضالية‮ – ‬والقصد هنا عبدالمغني‮ – ‬بالانضمام إلى زملائه الذين كانوا‮ ‬يقاتلون الفلول الملكية في‮ ‬جبهات القتال فتوجه إلى على رأس حملة عسكرية إلى خولان في‮ ‬طريقه إلى مدينة مارب‮ ‬وفي‮ ‬صرواح تآمر من كان متصلا بالقوى الملكية بمواجهة الحملة ومنعها من الوصول إلى مارب مما اضطر الشهيد القائد علي‮ ‬عبدالمغني‮ ‬للرد على المتآمرين مع مجموعته وقاتل بشجاعة واصرار على المقاومة حتى استشهد في‮ ‬المعركة‮- ‬رحمه الله‮ – ‬وجزاه عن شعبه خير الجزاء‮ .‬
مفتاح نجاح الثورة
● ‬ماذا‮ ‬يمثل دور المشير السلال عندما رفد الثوار بالأسلحة من قصر السلاح وبالذات ذخيرة الدبابات‮ ‬ويقال لولا هذا الموقف المشرف لفشلت الثورة في‮ ‬مهدها‮ .. ‬إلى أي مدى تتفقون مع هذا الرأي‮ ‬¿
‮> ‬سأرد على هذا السؤال بصفتي‮ ‬احد الضباط المشاركين في‮ ‬احداث ليلة الثورة‮- ‬لا كنجل المشير السلال‮ – ‬لقد كان الدور الذي‮ ‬اضطلع به المشير السلال ليلة الثورة اولا قبوله لقيادة الثورة‮ ‬لا كما‮ ‬يردد الحاقدون‮ – ‬بانه تردد ثم قبل‮ ‬ثانيا انتقاله من منزله مرتديا بدلته العسكرية إلى حارة البونية وابلاغه بتحرك ضباط التنظيم لحصار قصر الإمام البدر‮ ‬ولما وصل إلى البونية قابله هناك اللواء عبدالله الراعي‮ – ‬احد ضباط الثورة‮ – ‬وابلغه ان الاشتباكات قد بدأت بين القوات المحاصرة لقصر الإمام البدر وبين الحرس الملكي‮ ‬وبالتالي‮ ‬ليس بمقدوره الذهاب إلى القيادة لشدة الاشتباكات‮ ‬وخوفا على حياته عاد المشير السلال إلى منزله واتصل بالقاضي‮ ‬الثائر عبدالسلام صبره‮ ‬الذي‮ ‬كان احد المكلفين من التنظيم بإجراء اتصالات مع زملائه ثوار1948‮ ‬والمشائخ وبعض المدنيين‮ ‬والذي‮ ‬تمكن من اقناع محمد الفسيل بعدم تسليم الرسالة التي‮ ‬حملها من محمد محمود الزبيري‮ ‬والأستاذ محمد احمد نعمان لتنظيم الضباط الاحرار‮ – ‬لأن الثورة قد شارفت على القيام ولن تمنعهم الرسالة التي‮ ‬طلبوا فيها من تنظيم الضباط الأحرار التمهل في‮ ‬قيام الثورة تعطي‮ ‬فرصة للبدر لاختباره‮ ‬ولأن محمد الفسيل كان مختفيا في‮ ‬منزل القاضي‮ ‬صبرة فقد اقتنع وأجل تسليم الرسالة ثم شارك في‮ ‬احداث الثورة بعد أن علم بأن تنظيم الضباط الأحرار قد قرروا القيام بالثورة دون تأخير أو انتظار لنصيحة احد‮ .‬
ويواصل اللواء علي‮ ‬السلال حديثه بالقول‮ :‬
اعود إلى اتصال المشير عبدالله السلال بالقاضي‮ ‬عبدالسلام صبره والذي‮ ‬طلب منه التعجيل بإرسال المدرعة التي‮ ‬وصلت وعليها الملازمان صالح الرحبي‮ ‬واحمد الرحومي‮ – ‬وهما من ضباط الثورة البارزين لتقل المشير السلال إلى مقر قيادة الثورة‮ – ‬مبنى الكلية الحربية سابقا‮ – ‬فالتقى هناك بمجموعة قيادة العمليات وسألهم ما لذي‮ ‬تحقق وماهي‮ ‬الاخفاقات التي‮ ‬اعترضت مسيرة عمليات الثورة‮ ‬فقدموا له تقريرا مفصلا ليصدر على إثره أمرا كتابيا‮ ‬يوجه مجموعة خلية الثورة للملازمين صالح الرحبي‮ ‬وصالح العروسي‮ ‬بفتح قصر السلاح مذيلا ذلك الامر اوالتوجيه بتوقيعه كونه امير الحرس الملكي‮ – ‬حتى‮ ‬يطمئنوا في‮ ‬حال فشل الثورة‮ – ‬لاسمح الله‮ – ‬وبفتح قصر السلاح‮ ‬فتحت أمامنا كل الأبواب الموصدة بعد أن نفذت ذخيرة ووقود الدبابات والمدرعات والمقاومة من قصر الإمام البدر على اشدها وبعدالتزود بما‮ ‬يلزم من الوقود والذخيرة تواصل قصف ودك قصر الإمام البدر وتم ضرب منازل سيوف الإسلام علي‮ ‬وأولاد الحسين‮ ‬وعبدالله بن الحسن الذين كانوا‮ ‬يوجهون اسلحتهم نحوالدبابات والمدرعات والضباط العاملين عليها‮ – ‬حتى أن مجموعة من الضباط اصيبوا بجراح خطيرة امثال الملازم عبدالله الراعي‮ ‬والملازم محمد السراجي‮ ‬والملازم‮ ‬يحيى المتوكل‮ ‬ونقلوا إلى مصر لتلقي‮ ‬العلاج لاحقا‮ .‬
وهنا‮ ‬يصف اللواء علي‮ ‬السلال نتائج فتح قصر السلاح وانعاسكاتها الايجابية على معنويات الضباط الأحرار والثوار وهو باعتباره احدهم فينطلق مؤكدا صدق حديثه لمحرر هذه السطور بالقول‮: ‬
واقول لك بصدق ان مجيء المشير السلال إلى القيادة لم‮ ‬ينقذنا من الفشل فحسب‮ … ‬بل انه اعطانا جرعة معنوية عالية مكنتنا من مواصلة ادوارنا كلُْ‮ ‬في‮ ‬مهمته المكلف بها‮ ‬ولقد كان لشجاعة ضباط الثورة وصمودهم ليلة قيامها‮ ‬أثر كبير في‮ ‬نجاح كل المهام الموكلة رغم حصول بعض الاخطاء وبروز بعض الصعاب‮. ‬
وبالرغم من ذلك روجت بعض الاشاعات مردها بان تأخر المدرعة كان سبب انتظار قيادة التنظيم للمرحوم اللواء حمود الجائفي‮ ‬واشاعة اخرى تقول ان بعض قيادات التنظيم قد اوهموا اللواء عبدالله جزيلان‮ – ‬مدير الكلية الحربية‮ – ‬بأنه سيكون قائد الثورة في‮ ‬حال عدم موافقة المشير السلال وطلوعه لمبنى قيادة الثورة‮ .. ‬ولذلك تأخر إرسال المدرعة‮ – ‬حتى تأزمت المواقف في‮ ‬المواقع‮ ‬فأضحت الذخيرة والوقود على وشك النفاد‮ ‬فأسرعوا لإحضار قائد الثورة المشير عبدالله السلال الذي‮ ‬كان مرتديا بدلته العسكرية ومنتظرا في‮ ‬منزله حتى جاء وحل معظم المشاكل وأولها فتح قصر السلاح الذي‮ ‬فتح امام الثوار كل الأبواب الموصدة‮ .‬

الوحدة قضية ايمان‮ ‬
● ‬لاشك بأن تحقيق الوحدة اليمنية كان حاضرا وبقوة في‮ ‬وجدان قادة الثورة‮ .. ‬كيف تم التعامل مع هكذا قضية هامة بحجم الوطن¿
– ‬لو لم‮ ‬يكن ضباط الثورة ومن كان معهم مؤمنين بقضية وحدة الوطن لما جاء في‮ ‬اهدافهم الستة تحقيق الوحدة الوطنية تمهيدا لتحقيق الوحدة العربية‮ ‬والتي‮ ‬تجسدْ‮ ‬هذا الهدف في‮ ‬وجدان الثوار وكل اليمنيين شمالا وجنوبا حتى تحقق هذا المبدأ الثوري‮ ‬في‮ ‬الثاني‮ ‬والعشرين من مايو1990م.
هتافات الثورة وراء هروب البدر
●‬ماذا عن كيفية استقبال المواطن لحدث الثورة السبتمبرية¿ وهل كانت الثورة متجسدة في‮ ‬وعي‮ ‬الناس بالشمال ¿
– ‬استقبل المواطن اليمني‮ ‬هذا الحدث العظيم بحماس شديد وقوة واندفاع إذ هب كل المواطنين من المحافظات الشمالية والجنوبية بالآلاف للتسجيل في‮ ‬ملاك الحرس الوطني‮ ‬الذي‮ ‬تشكل بعد‮ – ‬قيام الثورة‮ ‬وأن سبب هروب الإمام البدر وتوقف المقاومة من قصره دار البشائر هو المواطن الذي‮ ‬خرج من المدارس والشوارع والمنازل للقيام بالمظاهرات هاتفاٍ‮ ‬بحياة الثورة وسقوط الحكم الملكي‮ ‬الإمامي‮ ‬وقد حاول حرس البدر وهم‮ ‬يقاومون من قصور سيف الإسلام وعملاء الإمامة إيهامه بسهولة القضاء على الثوار بقولهم له‮: ‬انهم شويه ضباط سيتم‮ ‬ْ‮ ‬القضاء عليهم واعتقال الآخرين‮ ‬فلما‮ ‬‮ ‬سمعِ‮ ‬اصوات المظاهرات وهتافات المواطنين الهادرة الرافضة للحكم الإمامي‮ ‬ارتعد خوفا ورد على عكفته‮: ‬انها ثورة الشعب بأكمله ليقرر بعدها الهروب والنجاة بحياته‮ .‬
هبة ثورية
● ‬انتصارات الثورة على المتآمرين من الداخل والخارج¿ كيف تصفونها ¿
‮- ‬رغم الهجمة الشرسة على الثورة السبتمبرية فقد هب الجيش والشعب والقوى القبلية وفي‮ ‬مقدمتهم الحرس الوطني‮ ‬لمواجهة الهجمة منذ اليوم الأول وقبل وصول قوات مصر عبدالناصر‮ ‬وتمكنت تلك القوات الجمهورية من مواجهة المؤامرات الخارجية التي‮ ‬استهدفت وأد الثورة في‮ ‬مهدها بتوزيع اطنان من الذهب ومئات الآلاف من الريالات‮ ‬وشن حرب أهلية بين ابناء الشعب اليمني‮ ‬استمرت سبع سنوات شارك فيها الجيش الإيراني‮ ‬والأردني‮ ‬والاسرائيلي‮ ‬ومرتزقة من كثير من البلدان الأوروبية‮ .. ‬لكنها فشلت جميعها رغم حصار السبعين‮ ‬يوما ومحاولة اسقاط العاصمة صنعاء التي‮ ‬انهت تلك المحاولة بالفشل الذريع للقوات الملكية ومن تعاون معهم‮ ‬وانسحابهم وهم‮ ‬يجرون اذيال الخيبة والفشل والهزيمة الْمرة‮ ‬وهكذا انتصرت الثورة بفضل الذين خاضوا ملاحم البطولة والنضال بعد قيام الثورة واثناء حصار السبعين‮ ‬يوما‮ .‬

قد يعجبك ايضا