الحديدة ليست إيران
عبدالفتاح علي البنوس
وصل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى السعودية في زيارة تهيئة لعملية حلب ترامبية جديدة للبقرة الحلوب عقب حادثة إسقاط الحرس الثوري طائرة استطلاعية أمريكية فوق أجوا ء محافظة هرمزكان الإيرانية ، زيارة بومبيو تأتي أيضا بعد أن تمخضت التهديدات الأمريكية لتلد فأرا ، بعد أن أرعد ترامب وأزبد بشن الرد على إيران ، وقدم السعودي كافة الإمكانيات لشن العدوان الأمريكي على إيران ، إلا أن ترامب (فرمل) في الأخير وتراجع عن ذلك، لأنه يدرك ماذا يعني شن العدوان على إيران وما الذي سيترتب عليه ، المهم بومبيو في السعودية كي تدفع ، وتدفع أكثر، ودائما الدفع تحت شماعة الحماية من إيران.
زيارة بومبيو السعودية جاءت عقب زيارة المبعوث الأمريكي لشؤون إيران براين هوك الذي أطلق منها تصريحات رعناء قال فيها إنه يجب منع حصول إيران على موطئ قدم في اليمن ، حتى لا تهدد الملاحة في مضيق باب المندب ، وقال المسخ الأمريكي إنه يجب مواجهة محاولات إيران استخدام أذرعها في المنطقة لاستهداف المملكة العربية السعودية وزعزعة المنطقة، ومن المهم منع حصولها على موطئ قدم في اليمن لتهديد الملاحة في مضيق باب المندب ، حسب زعمه ، وهي تصريحات تتناغم مع تصريحات مماثلة لقوى العدوان تصب في مجملها في جانب الذهاب نحو التصعيد في الحديدة ، حيث يخططون للهجوم على الحديدة وإفشال اتفاق السويد كرد على إسقاط إيران طائرة التجسس الأمريكية ، حيث يرون أنهم بعدوانهم على اليمن عامة والحديدة خاصة يحاربون إيران ؟!!!
يأتي ذلك في الوقت الذي يواصل فيه مرتزقة العدوان السعودي الإماراتي ارتكاب خروقاتهم اليومية لاتفاق السويد بشأن الحديدة من خلال مواصلة استهدافهم الأحياء السكنية في مناطق متفرقة من مدينة الحديدة ، والقصف الهمجي على منازل المواطنين في مدينة الدريهمي المحاصرة منذ عدة أشهر ، وقيام المرتزقة بشن زحوفات فاشلة على حيس وبيت الفقيه والفازة في تصعيد خطير يأتي بالتزامن مع تواصل عمل الفريق الأممي في موانئ الحديدة بحسب الآلية المتوافق عليها بموجب اتفاق السويد والتي نفذتها القوى الوطنية من طرف واحد بعد أن رفض الغزاة والمرتزقة تنفيذها من جانبهم في إصرار منهم على التصعيد والعودة بالأوضاع في الحديدة إلى مربع العنف والفوضى والاقتتال بمشاركة أمريكية.
قوى العدوان وفي خرق خطير يهدد بنسف اتفاق السويد أقدمت طائراتها على شن ثلاث غارات على مدينة الضحي بالحديدة ، في الوقت الذي خرج فيه ناطق العدوان المسخ تركي المالكي بتصريحات استفزازية مشبعَّة بالكذب والسخف والتدليس ، ادعى خلالها قيام طائرت التحالف باعتراض طائرة مسيَّرة حوثية انطلقت من الحديدة كانت في طريقها إلى السعودية حيث تم اسقاطها داخل الأراضي اليمنية ، هذه التصريحات المضحكة قوبلت بسخرية واستهزاء من قبل المتحدث باسم الجيش العميد الركن يحيى سريع الذي نفى أي نشاط للطيران المسيَّر من الحديدة ، مؤكدا أن الطيران المسيَّر اليمني يعرف طريقه ووجهته ويحقق أهدافه ويصيبها بدقة ، معتبرا حديث المالكي عن الحديدة عبارة عن مبرر قذر يهدف إلى التحريض على الحديدة والدفع نحو شن عدوان جديد عليها ، حيث تعكس ذلك تحركات المرتزقة على الأرض.
بالمختصر المفيد: التحريض على الحديدة يهدف إلى حرف الأنظار عن الإنجازات والعمليات النوعية التي ينفذها أبطال القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيَّر داخل العمق السعودي، حيث يرى السعودي ان انفجار الأوضاع في الحديدة سيسهم في التخفيف من عمليات سلاح الجو المسيَّر والقوة الصاروخية وسيحد من توغل أبطال الجيش واللجان الشعبية في جبهات الحدود ، وأمام هذه المعطيات وفي ظل استمرار قوى العدوان ومرتزقتهم في حشد الآليات والمرتزقة في الخوخة والمخا وأطراف الحديدة تمهيدا لما أسموها معركة الحديدة الفاصلة والتي تهدف إلى السيطرة على محافظة الحديدة وتضييق الخناق على اليمنيين وإجبارهم على الاستسلام ، فإن المطلوب من أبطال الجيش واللجان الشعبية الحذر والاستعداد لأي هجوم محتمل على الحديدة ، دون التعويل على الفريق الأممي الذي قد يكون جزءاً لا يتجزأ من المؤامرة ، ولا يستبعد أن يكون عمله الحالي يصب في جانب الرصد وجمع المعلومات وإزالة الألغام من محيط موانئ الحديدة كمقدمة للهجوم عليها ، اليقظة – اليقظة ، الحذر – الحذر فالغدر يجري في عروقهم مجرى الدم ، ولتكن الحديدة مقبرة جماعية للغزاة والمحتلين ، ولكي تصلهم رسالة واضحة بأن إيران هناك إلى جوارهم وليست في اليمن ، والذي يريد قتالها ، فليرينا عضلاته هناك على الأراضي والمياه و الأجواء الإيرانية ،(مش لطموه في هرمزكان وجاء يستقضي في الحديدة..هذا اسمه جناااااااااااان ).
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.