“ذهب” الملكيين كان أكثر فتكا◌ٍ من السلاح


حاوره/عبدالله الخولاني –

حقائق وأحداث يرويها لأول مرة المناضل العميد دحان شايف الدميني عن ثورة 26 سبتمبر أهملت بقصد أو بدون قصد كما يعتقد وكان لها الفضل في تفجير شرارة الثورة بداية بتشكيل الفوج الأول في الجيش وتدفق السلاح الحديث بعد حركة 55 وانتهاء بتفجير الثورة.
يتحدث الدميني عن التآمر الخارجي من قبل بعض الحكومات والاستعمار في الجنوب من خلال حشد المرتزقة من بيحان منطقة انطلاقهم وتكليف ضباط أساسيين لهم تجارب في حرب العصابات وغيرها ليشرفوا على التخطيط والتنفيذ والاستعانة بمشايخ من عبيدة وخولان وبني الحارث بيحان وغيرهم وفتح أول جبهة ضد قوات الثورة في صرواح, كما تحدث عن حادثة الخدعة الكبرى وحرب الذهب التي كانت أكثر فتكا من السلاح.

المزيد من التفاصيل في سياق الحوار التالي:

, السبتمبريون أقصوا زملاءهم.. وأسر الثوار المناضلين تشكو الفقر

معركة الخدعة الكبرى ذهب ضحيتها عشرات الضباط ومئات الجنود

• بداية لو تعطينا حقائق وأحداث وإرهاصات أهملت ولم تذكر مهدت لاندلاع ثور26 سبتمبر¿
عندما نتكلم عن الثورة فلابد أن نتناول الأحداث التي حصلت قبلها حتى نكون منصفين ونعطي كل ذي حق حقه حتى لا نكرر الأخطاء السابقة ونتجاهل الثوار الحقيقيين وهنا بدأ بتشكيل الفوج الأول لجيش الإمام آنذاك نتيجة ما كان يعانيه اليمن وجيشه من اعتداءات الاستعمار البريطاني والتهامه أجزاء من الوطن مستغلة تفوقها في الأسلحة والمعدات مما اضطر الإمام أحمد إلى القبول بانضمام اليمن ضمن الاتحاد الكونفدرالي بين الجمهورية العربية المتحدة والسعودية وعندما طرح في قمة جده كلما تعانيه اليمن اقترحوا على الإمام تكليف ولي عهده بجولة في الكتلة الشرقية بهدف شراء أسلحة لمقارعة العدو الغاصب وقد نجحت مساعي البدر أثناء جولته وعقد عدة صفقات أسلحة روسية وتشيكية وبدأت الأسلحة تتدفق على اليمن في عام 1956م ورافقها خبراء عسكريون لتدريب الضباط في مدرسة الأسلحة والكلية الحربية, ونتيجة للاضطرابات التي كانت تقوم بها وحدات عسكرية من النظام أو القناصة (النامونة) فقد تقدم المقربون من الإمام بمقترح تجنيد أفراد من لواء حجة وقضاء المحويت التي كان يعاني فيها المواطنون من بؤس الفقر والجوع لدرجة أن بعضهم كان يعتمد على عشب العثرب والحلص لسد رمقهم وبعدها بدأ الروس عقد دورة سواقة لمجموعة من سرية النقيب/ حسين الأسد منهم الشهيد اللواء أحمد أحمد فرج ولكن كان استيعاب الأفراد ضعيفاٍ مما جعل الإمام يطلب بعثة مصرية لتدريب فوج البدر ومدرسة ضباط الصف وكان قوام الفوج الأول بين750-800 فرد وقد وزعوا في ست سرايا يختلف عددهم من سرية إلى أخرى وبدأ تدريب الفوج في عرضي النامونة جوار عرضي الدفاعي دائرة شئون الضباط حالياٍ ولم يكن عرضي النامونة لهذا العدد فقد تم نقلهم إلى العرضي المظفر “مجمع الدفاع حالياٍ” وقد تخصص لكل سرية السلاح الذي ستتدرب عليه وكانت البعثة المصرية تعتبر معسكر الفوج مركز تدريب ولذلك لم يهتموا بوضع تشكيل تنظيمي إذ إن قوام السرايا يفوق قوام الكتيبة بأسلحتها وأفرادها.
وعندما بدأ تدفق الدبابات على مدينة صنعاء وكان الفوج الأول قد تخصص في أسلحة معينة كان على إمارة الجيش إيجاد جنود للتدريب على الدبابات والأسلحة الأخرى لذلك اقترحوا على البدر أثناء غياب الإمام للعلاج في روما فتح التجنيد من جديد من المناطق السابقة وضم إليهم قضاء الشرفين وقضاء شهارة وكان قوام الفوج الثاني ألف مقاتل ونظراٍ لكثافة وقلة الضباط فقد توزعت السرية الأولى من الفوج الأول كضباط صف للفوج الثاني وزج بهم في السجون في عام 1959م لاتهامهم بتحريض الأفراد نظرا لأنهم تلقوا تدريبهم على يد كل من النقيب/ حسين السكري والملازم/ محمد عبدالله العلفي والملازم/ عبدالكريم السكري والملازم/ حميد سوار لما لهم من دور بارز في إذكاء روح الثورة في نفوس أفراد هذه السرية ونتيجة لتكرار اعتداءات الاستعمار البريطاني على حدود المملكة المتوكلية في الشمال وأهمها قلعة الصومعة في البيضاء وجبل شقير في بيحان فقد أرسلت السرية الرابعة مع عدد من الرشاشات إلى حريب بيحان وقد استطاع العريف أحمد صالح شمسان إسقاط طائرة نوع “هوكر هنتر” البريطانية بالرشاش وأثناء غياب الإمام أحمد للعلاج في روما اشتعلت بعض الانتقاضات في صنعاء وإحراق القصب المخصص للدواب في العرضي قبل انتقال الفوج إليه ونهب منزل القاضي العمري وأيضا اعتداء بعض أفراد النامونة والقناصة على المسئولين في تعز تقرر إرسال السرية إلى تعز والتي استبدلت بسرية الرشاش من بني حشيش وقد تم فصلهم بسبب هذه الأحداث وعندما حاول أفراد “النامونة” والقناصة التحرك إلى صنعاء بعد أخذهم غصباٍ لبعض السيارات وخوفا من العواقب التي ستترتب على دخولهم صنعاء فقد كلف أمير الجيش الشريف الضميم وقائد الحرس الزعيم عبدالله السلال بوضع كمين في نقيل يسلح وتجريد المتمردين من سلاحهم وتسريحهم ونتيجة لافتتاح ميناء الحديدة ومحطات اللاسلكية الحديثة أرسلت السرية الرابعة بقيادة علي حسين العمري وكلف الشهيد ملازم عبدالله اللقية ضابط أمن الميناء ومطار الحديدة كلفت السرية الخامسة من الفوج الأول باستلام المطار الحربي للقيادة والسرية الثانية والثاثة من الفوج الأول كلفت بحراسة قصر السلاح ومطار صنعاء المدني في الجراف “حديقة الثورة حالياٍ” وعند عودة الإمام من روما واستقرت إمامته في السخنة وبعد إعدام كوكبة من مشايخ اليمن منهم الشيخ/ حسين الأحمر وابنه حميد والشيخ عبدالخالق الطلوع فقد كانت القبائل وعرايف الجيش البراني يتوافد على السخنة لدرجة أن عددهم كان إضعاف الجنود النظاميين والعكفة وخوفا من تطاولهم على مقام الإمام فقد طلب ثلاث دبابات من باجل بقيادة الملازم محمد لطف المطري اتضح عند وصولهم بأنهم سائقون فقط لم يكن بينهم الرماة والمعمرون والاتصالات لذلك فقد أمر بإرسال فصيلة مشتركة من السرية الأولى والثانية للسخنة وفصيلة أرسلت إلى باجل وكانت الفصيلة المرسلة إلى السخنة بقيادة الملازم أحمد شرف من ضباط الأمن ولم يتحمل مناخ المنطقة فاستبدل بالملازم حسين شرف الكبسي.
فشل
• كيف جرت الأحداث بعد فشل اغتيال الإمام أحمد في الحديدة¿
– بعد فشل محاولة اغتيال الإمام في مستشفى الحديدة أرسلت السرية السابعة بقيادة الملازم ملاطف السياغي بدلا عن السرية الرابعة التي أرسلت إلى إب بهدف تمييع عسكريتهم التي كانوا يتصفون بها بالتنافيذ وكانت بقيادة الملازم محمد مفضل كما أرسلت نصف عدد السرية الأولى دبابات لحراسة الإذاعة من الفوج الثاني وقد كان للزعيم عبدالله السلال يد في تسليم المرافق إلهامه السرايا الفوج وهذا يؤكد أنه رغم العدد الكبير والجهل المخيم عليهم فقد استطاع نخبة من الضباط التأثير عليهم وزرع حب الوطن فيهم مما جعلهم يستبسلون في القتال أثناء دك حصون الحكم الكهنوتي أو في الدفاع عن الثورة وحراسة مكتسباتهم ومن خلال ومراجعة جداول الركوب للدبابات وناقلات الجنود المدرعة اكتشف المرفق التي فجرة الثورة ليلة 26ستبمبر وسنجد أن الصف والجنود المشتركين يفوق بأضعاف أضعاف الضباط وهذا الإقدام لم يكن وليد الصدفة أو النزوة بل كان نابعا من وجدانهم مما يثبت أن جهود مربيهم من ضباط التنظيم لم ترح سدى ومن هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر الملازم عبدالله اللقية الملازم محمد لطف المطري الملازم ملاطف السياغي الملازم عبدالكريم وحيش الملازم عبدالرحمن الترزي الملازم أحمد مطهر زين الملازم حسين محمد الرضي الملازم/ 2 أحمد بيدر.
التوعية
• ماذا عن الضباط الذين قاموا بالتوعية والإشراف والتجهيز للثورة المباركة¿
– من هؤلاء القادة الرائد علي حسين العمري الذي كان قائد السرية الرابعة من الفوج الأول والنقيب محسن علي جياش كان أمين مستودعات التسليح والوقود في الفوج وهو من سمح بأخذ ذخائر الأفراد وتعبئة شريط الرشاشات الجرنوف والتكتاروف ليلة الثورة والنقيب محمد علي جياش كان الأخ الأكبر للنقيب محسن علي جياش وكان قائد السرية الأولى دبابات وهو من أشرف على رفع جاهزية الدبابات التي شاركت في العرض واستكمال وحدة الملء لخزانات الدبابات بالحسب من الدبابات غير المشاركة ويؤكد صحة كلامنا هذا اللواء علي محمد الشامي والنقيب أحمد صالح مثنى كان موجودا وضابط باب اليمن أي قائد فرع الشرطة العسكرية ساهم في توعية الصف والجنود في الفوج قبل تكليفه “بمعملة” الحديدة لم يقطع اتصاله بهم حتى تفجرت الثورة وأيضا نقيب حمود الظفيري كان ضابط أمن المطار الحربي في باروت خان -ميدان السبعين حاليا- وكان لها دور كبير في توعية صف وجنود السرية الخامسة من الفوج وبهم سيطر على المطار ومنع الاقتراب من الطائرات المقاتلة” يك 1″ ومنع من سيحاول الهرب من أسرة بيت حميد الدين وكذلك النقيب عتيق الحداء وزميله الشهيد محمد الحمزي كانوا من طلائع ضباط الإشارة والنقيب حسين السكري والملازم عبدالكريم السكري وزميله الملازم محمد عبدالله العلفي ساهموا في تدريب الصف وجنود الفوج الأول وتوعيتهم وزرع الروح الوطنية والفداء وقد تنامى نشاطهم إلى الإمام فأمر بتوزيعهم فالشهيد العلفي أرسل إلى مستشفى الحديدة والنقيب حسين السكري جعله بالقرب من البدر والملازم عبداللطيف هادي سالم والملازم عبدالله الأمير من ضباط المدفعية كانوا ضباطاٍ مثاليين السلوك متقدي الذكاء أحسنوا تربية افرادها ومن شاهدهم في معارك سنوان لم يكن الملازم عبداللطيف هادي سالم الضابط الوديع في سريته وذاك الإنسان البشوش في عبادته بل شاهده أسد جسور قاتل مع زميله ابن الأمير حتى نالوا الشهادة في معركة سنوان الأخير ومنهم أيضا ملازم أول/ محمد علي تلها كان قائد السرية الخامسة وكان له دور كبير في تدريب الصف والجنود وتوعيتهم ونال ثقتهم واحترامهم وكان ممن اختيروا في الاحتياط ليلة الثورة والملازم علي محمد الكول شارك في تدريب الصف والجنود وبث فيهم روح الوطنية وكان من الضباط الذين بقوا مع أفرادهم الاحتياط والملازم حميد سوار الذي ساهم في تدريب الأفراد وواصل توعيتهم ونال ثقتهم وكان ضمن الاحتياط في الثورة.
المرتزقة
• ما حقيقة التآمر الخارجي على ثورة 26سبتمبر¿
– منذ إعلان انتصار الثورة ودك حصون الطغاة في صنعاء وإعلان الجمهورية وبعض الحكومات العربية والاستعمار في الجنوب لم يتوانوا عن إجهاض الثورة فقد عملوا في السر والعلن ضد الثورة وحشدوا المرتزقة من بيحان منطقة انطلاقهم وكلفوا ضباطا أساسين لهم تجارب في حرب العصابات وغيرها ليشرفوا على التخطيط والتنفيذ واستعانوا بمشايخ من عبيدة وخولان وبني الحارث بيحان وغيرهم واستنجدوا بالدول العربية في دعمهم بالأسلحة والمرتزقة وكانت أول جبهة فتحت ضد قوات الثورة هي معركة صرواح وبعض المعارك الجانبية مثل الكمائن التي وضعت في الفلج واليلق.
كما تم حشد فلول أنصار الملكية وصرف الذهب والسلاح لقبائل دهم وذو حسين ونهم وأرحب واستنجدت بشاه إيران والأمريكيين بمدهم بالخبراء العسكريين وبالسلاح والعتاد وجعلت منطقة الخزن نقطة انطلاق لشن الهجوم على قوات الثورة والجمهورية وفتحت جبهات أخرى في محافظة صعدة والجبهة الثالثة في قطاع حرض والجمة وبعدها بدأت معارك سنوان بقتل الأفراد المكلفين بنقل الحطب الوقود الرئيسي لأفران الجيش آنذاك ونهب سياراتهم وأسلحتهم وكان وادي هران وسنوان هما المصدر الرئيسي لأحطاب الأفران وكان اختيار سيارات الحطب بارع الذكاء فبهذا الحدث سيذكر الجيش والمواطنين على السواء حوادث تعز عام 1956م إذ خرج الإمام من حصاره وحول الموقف لصالحه بتدمير مواسير المياه التي تؤمن الفرن ومنع وصول الحطب وبذلك انهارت معنويات الأفراد وبدأوا يتحولون من صف الانتفاضة إلى صف الإمام لسد رمقهم وهذا ما هدف إليه أعداء الثورة في منع الحطب لزعزعة معنويات الثوار وتفريقهم كما حصل في ثورة 1948م.
المغامرة
• كيف تعاملت قيادة الثورة مع هذا الحدث الخطير¿
– وصلت أخبار نهب سيارات الحطب إلى العاصمة وحصل ما توقعوه من الأعداء هرج ومرج مما جعل مجلس قيادة الثورة يكلف الملازم محمد مطهر زيد مع تعزيزه من الفوج بقوة مدعمة بمدرعات4×4 وفصيلتين مدفعية وفصيلة مدفعية ميدان وفصيلة هاون وكانت مهمتهم تطهير منطقة سنوان ووادي هران والوصول إلى المطمة وهذه المهمة من الناحية العملية كان يجب حشد كتيبة مشاة لها مدعمة بقيادة كفؤة تعرف طبيعة الأرض وتضاريسها وعادات وتقاليد مواطنيهم وانتمائهم القبلي السائد ولكن استطاع النقيب محمد مطهر الوصول إلى قشلة سنوان دون خسائر كمهمة أولى ولم ينتظر وصول تعزيزات ولم يعرف العدو كي يقدر موقفه بل اتخذ خططه على أساس أنه سيواجه تمردا قبليا ولم يكن يتوقع أنه سيواجه قوات شبه نظامية تحت قيادة ضباط أجانب يفوقونه علما وخبرة وأيضا لم يجد قائد الحملة من يتعاون معه بمده بالمعلومات عن طبيعة الأرض وسكانها واضطر لمواصلة مهمته بالتحرك في اتجاه المطمة نتيجة تكرار الأوامر من مجلس قيادة الثورة فقد تنامى إليهم كثرة الحشود في الجوف ورغم أنهم يعرفون عدد قواته إلا أنهم أرادوا المجازفة بهذه القوة وكانوا يعتقدون أنهم سيواجهون تمردا قبليا سيتركون موقعهم بمجرد مشاهدتم لأول دبابة ولسوء الحظ انقلب أحد المدافع المتحركة في هران وكان بسياقة المساعد/علي حسين يعقوب ورغم أنه تدحرج من مرتفع إلا أن طاقمه لم يصب بسوء ولعدم وجود وسائل الإنقاذ والنجدة فقد بقي المدفع بموقعه حتى يومنا هذا ومع ذلك لم يتوقف ولم يتراجع بل استمر في تقدمه في اتجاه مضيق المطمة وهذا المضيق تشترك فيه ثلاث قبائل هي قبيلة نهم وقبيلة دهم وقبيلة سفيان وكلهم من بكيل كما أن حدود قبيلة أرحب تطل على المضيق لذلك فكلما يحدث في هذا الوادي يكون مشتركا بين القبائل المطلة عليه, واستمرت قوات الثورة في السير في طريق ضيق ومتعرج ومن المستحيل اكتشاف الكمائن فالأرض منكسرة كلها أخاديد تغطيها الأشجار والصخور الصماء وكانت الأرض في صالح المدافع أكثر من المهاجم. واستمر الفوج في سيره وقبل وصوله إلى مضيق المطمة فتحت عليه النيران من كل جانب بل ومن بين الشجيرات والصخور أي من أرض ميتة بالنسبة لأسلحة الدبابات وكذا المدرعات أصبحت غير مجدية ولمهاجمين في منخفضات يصعب التعامل معهم بأسلحتهم بل أصبحت إطاراتها أهدافا سهلة للكمائن واتضح من اختيار الأرض لوضع الكمين وتوزيع المهاجمين أن هناك من خطط لهذه المعركة من نوابغ العسكريين الذين جلبوا لهذا الغرض من الغرب فكانت المعركة غير متكافئة مما اضطر القائد لإصدار الأمر بالانسحاب بقتال تراجعي حتى التجأوا إلى قشلة سنوان ليواجهوا حصار مرير استمر عدة أيام.
الذهب
• كيف تعاملت قيادة الثورة مع الهزيمة¿
– وصلت أخبار الهزيمة إلى مجلس قيادة الثورة وكان عليهم عمل شيء لتعزيز القوات في سنوان قبل فوات الأوان وكلفوا الشيخ سنان أبو لحوم بمهمة فك الحصار ومواصلة تنفيذ مهمة الوصول إلى الحزم وباعتباره من قبيلة نهم فلن يحدث على القوات أي ضرب بحكم الأعراف القبلية ولكن لم يضعوا حساب عرف الأسلحة الجديدة وكميات الذهب التي وزعت على قبيلة نهم من الملكية وأعداء الثورة فتحركت دبابة من عمران كدعم لقبائل الشيخ سنان ودبابتان ألحقتا فيما بعد واستطاع بما معه من قوة مدعمة بدبابة واحدة فك الحصار عن قشلة سنوان فالمسافة بين قشلة سنوان وحدود حاشد في السواد أقل من عشرين كليو مترا تقريباٍ وقيل فيما بعد أن أعداء الثورة انتهت عليهم الذخائر أو كانت لهم مطالب جديدة من قادة المرتزقة لذلك لم يقاوموا القوة الواصلة من صنعاء وعمران وعندما شعرت القوة المحاصرة بانزياح كابوس الحصار اندفعوا على أغنام وأبقار المواطنين يفتكون بها ذبحا لا يميزون بين الثور والبقرة حتى ما كانت حامل لم تنجْ من شفراتهم بدفعهم إلى ذلك الانتقام من ملاكها الذين أذاقوهم الويل وجرعوهم الموت ألواناٍ.
وكان مجلس قيادة الثورة قد كلف النقيب صالح العروسي قائد القوات العسكرية في سنوان بجانب الشيخ سنان أبو لحوم ولم يطل بقاؤهم في سنوان وبوصول التعزيزات وهي ثلاث دبابات أحداها بقيادة الملازم محمد مفضل والثانية بقيادة الملازم يحيى جحاف والثالثة بقيادة الملازم أحمد مداعس وكان سائقها المساعد علي حسن يعقوب الذي انقلب مدفعه في هران.
وكان الشيخ سنان يحشد قواته وكان المرتزقه والرجعية يعيدون ترتيب أوضاعهم ويوزعون الذهب والأسلحة والفارق هو أنه كل ما يعمله الشيخ سنان يعرف به أعداؤه بينما لا يعرف من أعمال الأعداء شيئا وهكذا بدأ التحرك الثاني نحو المضيق ورغم قصر المسافة بين قشلة سنوان ووادي هران إلا أن وعورة الطريق تتيح للأعداء حشد قواتهم بسهولة ويرتبونهم للقتال قبل وصول القوات إليهم تحركت القوات إلى هران ووقفوا هناك حتى اليوم الثاني بهدف إعادة جاهزية الدبابات والمدرعات ووسائل النقل الأخرى وكان غرضهم دخول المضيق في الصباح ليكون الوقت كافيا لتطهيره قبل دخول الليل فمن أسباب انهزام القوات في المرة السابقة هو دخول المضيق في الظلام.
كانت هذه الليلة وما حشد فيها أكبر من المرتزقة وقبائل نهم نفسها ودهم وسفيان وأرحب تم هذا كله ولم يعرف الشيخ سنان أو القيادة العسكرية شيئا عن ذلك ومن الطريق أن الذهب والبنادق الكندة والبرشوت كانت تسلل إلى المجاميع التي مع الشيخ سنان نفسه وكان ترتيب المسير يوم القتال الثاني يتلخص بحراسة أمامية وقوة رئيسية ومؤخرة واعتمدوا في حراسة الأجانب على المجاميع القبلية التي جاء بها الشيخ سنان وبدأ المسير ببطء وكلما شاهد الجنود مجاميع الأجانب ظنوهم قبائل الشيخ سنان أي قوات صديقة لم يطل المسير فالقبائل كانوا على عجلة من أمرهم فقد فتحوا النيران بكثافة وظهرت الحقيقة واستمرت المعركة حتى الظهر بعدها أصدر النقيب صالح العروسي أمر التراجع ليخوض بقوة قتالا تراجعيا خسرت القوات المسلحة أكثر من نصف قوامها بين قتيل وجريح وأسير وكان من بين الجرحى الملازم مثنى الخطري وعادت قشلة سنوان للحصار تلك الليلة حتى اليوم الثاني.
وفي صباح اليوم الثاني قرر قائد الحملة العسكرية صالح العروسي القيام بهجوم مضاد بالقوة التي كانت مرتاحة في القشلة وفعلا فاجأ العدو بذلك واستطاع دحر العدو ولكنه سقط شهيدا بعد ساعة من الهجوم ولحسن الحظ لم يعرف العدو استشهاده وألا تكون كارثة فقد كان مقاتلا جسورا لا يهاب الموت ولا يخشى الرد لذلك عمت القوات في قشلة سنوان فترة هدوء لعدة أيام.
معارك متعددة
• بعد الهزيمة الثانية للثوار.. كيف استطاعت قيادة الثورة السيطرة على زمام الأمور¿
– كان الموقف العام صعباٍ للغاية بالنسبة لمجلس قيادة الثورة فقد تفجرت المعارك في خولان وفي أرحب وفي صعدة وفي حرض وقطعت طريق حجة لذلك تعتبر نقطة سنوان ثانوية وتقرر تعزيزهم بالقوات والاعتماد ليدافعوا عن سنوان وأنهوا التفكير في التقدم نحو المطمة وتقرر تكليف الشيخ ابن عبدالواسع نعمان قائد المجاميع القبلية الذي جمعوها من جبال عيال يزيد وعيال سريح وتعيين النقيب حسين عينة قائد القوات العسكرية بدلاٍ عن الشهيد صالح العروسي وعززوهم بالسرية الثانية والثالثة من الفوج الأول التي كانت في قصر السلاح وكدسوا كمية هائلة من الذخائر والمواد التموينية والوقود ولضمان صمود القشلة أمام الحصار لفترة طويلة ورغم كثافة القوة البشرية والأسلحة والاعتماد فالقيادة العسكرية لم تخشِ توزيعهم ونشطهم الدفاع بل اعتمدوا على سور القشلة لوقاية الأفراد من نيران العدو وهذه النظرية لو كانت نافعة أيام حرب السيوف والنبل والرماح وفي البنادق والرشاشات الخفيفة لكنها تصبح هدفا سهلا للقصف المدفعي والصواريخ.
وكانت خطة الدفاع في سنوان تعتمد على قبائل الجبل عيال يزيد وعيال سريح يحتلون النوب المطلة على القشلة من جهة الغرب والدبابات خارج القشلة الشمال وجنوب غرب ومدفعية الميدان على بعد أمتار من جهة الشرق وفصيلة الهاون كانت وسط القشلة والمدرعات 4×4 كانت في الجهة الخلفية للقشلة مع الوسائل التي أغلبها مدفعية أما بقية القوة فكانت مكدسة داخل القشلة بحيث أن القذيفة ستصيب وحتى الطلقة لن تخيب لكثافة الجنود داخل القشلة.
ولم يوضع أي حساب للتلال الجنوبية مما جعل قشلة سنوان أشبه بالبئر التي تحيط بها الأعداء في المعركة القادمة قد يكون هذا الوضع لعدم خبرة القادة أو محاولة توفير الراحة للجنود وهذه الراحة أوصتلهم إلى الراحة الأبدية فأغلبهم استشهدوا دون أن يستخدموا أسلحتهم.
كارثة
• ماهي قصة الخدعة الكبرى¿
– قبل الكارثة الأخيرة بيوم وصل صالح دباء من آل عبدالله قبيلة أرحب وكان قبل الثورة ضمن حامية الإمام أحمد ويحتمل كان يعرف الشيخ أمين عبدالواسع نعمان فقد وصل إليه بطلب الأمان لأصحابه ومجاميع أخرى من قبائل أرحب ونهم ولافتقار القيادة للحس الأمني فقد انطلت عليهم الحيلة وهللوا للفكرة وباركوها ويحتمل أنه أقنعهم بأنه سيجمع أصحابه على مدار الليل لعدم توفر وسائل النقل ومنح ما يريد من الوعود وكان في كل حي يقسم لهم بأن أصحابه سيصلون في صباح اليوم الثاني ونتيجة للثقة تخلوا عن متابعة تحركاته بين قبائل الجبل وعيال سريح فقد أسكرتهم فكرة أكبر عدد من قبائل دهم ونهم وبدأت أنوار السيارات تظهر بين الأشجار وتختفي والكل يصفق ويهلل لما حصل وبأت الجميع يترقب الصباح لاستقبال المنضمين إلى صفوف الثورة من ألد أعدائها وبطلوع ضوء الفجر فتحت نيران المدفعية بكثافة نتج عنها تدمير الواجهة الشرقية للقشلة وهكذا كان وصول جماعة صالح داود ورغم المفاجأة فقد كانت المفاجأة أكبر عندما اكتشفت أن قبائل الجبل وعيال سريح انضموا إلى أعداء الثورة ودارت معركة طاحنة استشهد فيها عشرات الضباط ومئات الجنود وتكدست جثث الشهداء واشتعلت النيران وأصبح المرء لا يعرف الصديق من العدو.
استمرت المعركة إلى الظهر تقريبا لنشاهد العلم الأبيض يرفرف على الجزء السليم من القشلة ليعلم استسلام من بقي من حي القشلة ولم ينجْ إلا من هرب في أول المعركة وحتى الدبابات فقد دمرت أربع دبابات ولم ينجْ منها سوى مدفعية متحركة وبعض المدرعات 4×4 أما بقية الآليات والمدرعات فقد التهمتها النيران وبقيت القشلة لعدده أشهر في منأى عن العالم فالشهداء لم يدفنوا حتى تفسخت أجسادهم وارتفعت رائحة العفونة واستمرت عدة شهور.
مواقف صعبة
• ماهي أصعب المواقف التي واجهتكم أثناء الدفاع عن الثورة والجمهورية¿
– من أصعب المواقف التي تعرضنا لها هي أثناء محاولتنا لفك الحصار عن موقع ظفير مديرية مبين محافظة حجة والذي تعرض هذا الموقع للحصار من كل الاتجاهات من قبل الملكيين وقد استمر الحصار لهذا الموقع لمدة ثمانية أشهر وكان قائد الموقع المناضل الملازم/ حسين مرشد الغولي مع أفراد سريته المكونة من أفراد فوج التحرير والوحدات النظامية الأخرى ولمدة الحصار كان يتم إمدادهم بالمواد الغذائية والتموينية من ذخائر وغيرها بواسطة الطيران وفي بعض الأحيان كان يستفيد منها العدو أكثر من قوات الموقع وقامت قيادة الثورة بعدة محاولات لفك الحصار المحاولة الأولى كانت من خلال تجهيز حملة بقيادة العميد/ محمد الرعيني وزير الحربية آن ذاك وقد تم توزيع الحملة في اتجاه ثلاثة محاور وهي المحور الأول/ بقيادة المقدم/ عبدالله السنحاني مدير أمن محافظة حجة في اتجاه بيت مخارش عزلة الظفير وتقدر قوات المحور بحوالي ثلاثمائة وخمسين رامُ مجمعة من الوحدات النظامية والفوج والأمن العام والمحور الثاني: بقيادة المقدم/ محمد صالح الكهالي في اتجاه بين هجر وشامة والعقافي فرد وهي قوة سرية العود بقيادة الملازم/ حمود الوثن وخمسين فرداٍ من الوحدات الأخرى ومائتين رامُ من قبائل العوالق ويافع الواصلين من المحافظات الجنوبية والمحور الثالث/ بقيادة العميد/ مجاهد أبو شوارب في اتجاه محل شمسان والصية من عزلة بني عكاب ومحل الجاهلي من عزلة الجبر وتقدر قواته بحوالي خمسمائة رامُ من قبائل حاشد وبني العوام وعزلة الشراقي وكان بجانبه من المشايخ الشيخ/ عبدالله مبخوت هراش والشيخ/ المعمري والشيخ/ النفيش من مشايخ الشراقي حجة.
وقد تم تحديد الزمن لهجوم القوة من جميع المحاور وتم تحديد ساعة الصفر وفي الساعة الخامسة صباحاٍ تم الهجوم على الاتجاهات المحددة وكانت المحاولة جيدة وممتازة وتم وصول قواتنا إلى المواقع الأمامية للملكيين المتجمعين من قبائل بني الشومي والادبعه وشرعب والعبال ومبين وغيرهم المتمركزين في محل الجاهلي حتى توقفت قواتنا عن التقدم واستمرت المعركة لمدة خمسة أيام وكان وصول تعزيزات كبيرة للملكيين وقوية من قبل القبائل وكان الضغط على قواتنا متزايدا وقد تعرضت آلة خسائر في الأرواح وتم إبلاغ القيادة بالخسائر وصدرت التوجيهات بالانسحاب ونظراٍ لعدم وجود مواقع دفاعية تم انسحاب القوة على المواقع الأمامية لقواتنا وكان الانسحاب عشوائيا والخسائر زادت.
أمام المحور الأوسط الذي كان بقيادة المقدم/ محمد صالح الكهالي تشبثنا بالمواقع التي استولينا عليها لمدة خمسة وعشرين يوماٍ والمعركة مستمرة ليلاٍ ونهاراٍ وكان الضرب من قبل الملكيين بالمدفعية مركزا وبالذات على قوات الدعم التي وصلت من العوالق ويافع التي تم الانسحاب من مواقعهم إلى الخلف بدون أوامر مما زاد الطين بلة للضغط على القوات المتبقية في المواقع بعد علم الملكيين بانسحاب بعض القوة ووصول تعزيزات أخرى لهم من قبائل السباعيين وبني عرجلة وبني موهب والمراحبة وكان الجميع بقيادة الشيخ/ هادي عيطان مقدمي الملكية في مديرية مبين بعد علم بعض الملكيين بانسحاب بعض القوة تم الهجوم علينا من كل الاتجاهات وتعرضت قواتنا لخسائر وتم إبلاغ القيادة بالمواقف وكان الرد بانسحابنا إلى المواقع الأمامية لقواتنا المتواجدة في موقع الرنع والشاهلي وكان انسحابنا في الساعة 10 صباحاٍ وكان الانسحاب تحت تغطية الضربات للطيران والمدفعية لقواتنا حتى تمكن من الانسحاب وكان الفشل متلاحق في كل المحاور لأسباب عديدة أهمها عدم ولاء القبائل والمواطنين لقواتنا وبالذات باتجاه المحور الأول والثالث والسبب الثاني في المحور الثاني حدثت بعض المشاجرة فيما بين الملازم/ محمد الأشموري وعاقل بني هجر/ علي صالح سراج الذي أدى إلى إقدام الملازم الأشموري بقتل المذكور وتم قتل الأشموري في نفس الوقت من قبل أحد أقرباء سراج وتمكن من الفرار إلى القوات الملكية في نفس اليوم الأول من الحملة وعلي صالح سراج هو الرجل الوحيد الذي تم التعاون معه لمساعدتنا للدخول محل بني هجر وقد فاز بتأمين جميع المواطنين وإلزامهم بالتعاون مع قواتنا وهذا بحسب الإرشادات لنا من قبل قيادة الحملة ولكن للأسف هذا الحادث سبب لنا مشاكل كثيرة لدى المواطنين المجاورين لنا من اليمين والشمال وكان محمد الدعاية من قبل الملكيين انظروا كيف عاقبة الخونة الذين يخونون الإمام انظروا الجمهوريين وهذا بحسب ما كان يصلنا من بعض المخبرين لقواتنا وأيضا كانت التعبية لقواتنا والمعنوية غير موجودة نظراٍ لأن الأفراد من وحدات متعددة وكان كل واحد منهم يقنع برأيه ويتحرك بحسب مزاجه وعورة المنطقة التي كانت عقبة رئيسية لعدم تقدم قواتنا عدد الضباط المباشرين للعملية بين الأفراد غير كافية مما أدى إلى الضعف المعنوي والتكتيكي وكذلك التحرك من قبل قواتنا كان عشوائياٍ وغير منظم وهذه الأسباب مما أدت في نفوسنا إلى ضعف معنوي وعسكري كبير وقد طرحنا آراءنا على القيادة عند عودتنا لتلاشي هذه الخطاء مستقبلاٍ وكان عدد الضباط المتواجدين في المحور الثاني قليل وبعد ذلك جرت المحاولة الثانية لفك الحصار حيث تم تجهيزها بعد سبعة أشهر من الحصار بقيادة العميد/ محمد الرعيني وتم توزيعها باتجاه ثلاثة محاور المحور الأول بقيادة العقيد/ محمد القواس في اتجاه بيت مخارش من عزلة الظفير وتقدر القوات بحوالي خمسمائة رامُ وهي مجمعة من كافة الوحدات والأمن والقبائل المجاورة مثل القدم/ المنظر/ وغيرهم والمحور الثاني: بقيادة العميد/ مجاهد أبو شوارب في اتجاه بين هجر وشامة والعقافي والمصنعة من عزلة الجبر وكانت قواته تقدر بحوالي خمسمائة وخمسين فرد وهي مجمعة من قبائل حاشد والغنايا وبني عرجلة وسفال العصيمات من حاشد والمحور الثالث بقيادة الشيخ/ علي بن علي الغزي والشيخ عبدالله مبخوت هراش والشيخ المعمري والشيخ النفيش مع قبائلهم من حاشد وبني العوام والشراقي حجة وبعض من الوحدات النظامية وتقدر قواتهم بحوالي أربعمائة وخمسين فردا في اتجاه محل شمسان والصية من عزلة بني عكاب ومحل الجاهلي من عزلة الجبر.
وقد تم تحديد الزمن لهجوم القوات في جميع المحاور وتم تحديد ساعة الصفر للجهوم وفي الساعة الرابعة والنصف صباحاٍ تم الهجوم على الاتجاهات المحددة وكان التحرك ممتازا وبالذات في المحور الأول تم سقوط عدة مواقع بأيدي قوات الثورة هي موقع بيت مخارش الأسفل وموقع السنانة وموقع بيت مخارش الأعلى وموقع محل بيت الحسيني وموقع محل جمهة حتى وصلت قواتنا إلى أقرب موقع المحاصر لمسافة طلقة البندقية ولكن للأسف سيتم ذكر الأسباب التي أدت إلى النكسة والذي استمر التمسك ببعض المواقع لمدة عشرين يوماٍ وهذا نتيجة لعدة عوامل منها الممارسات التي قام بها بعض الأفراد من النفوس الضعيفة في السلب والنهب والتحرك بدون أوامر إلى الخلف بالعودة بالغنائم التي استولى عليه وترك مواقعهم وواجباتهم الأساسية مما أدى إلى التراجع من بعض المواقع التي كانت بأيدينا التي كانت بقرب الموقع المحاصر وعدم الالتزام من بعض الأفراد للقيادة المباشرة لهم وكان موقف بعض الأفراد سلبيا للاستجابة مع قادتهم المباشرين.
والتوعية داخل الوحدات المتحركة ضعيفة وأيضا خسارة أغلبية المواقع نظراٍ لما حدث من ماسة في المحور الثاني بقيادة العميد مجاهد أبو شوارب المجاور لنا من جهة الشمال.
• ولكن من خلال كلامك نفهم أن قوات الثورة هزمت على أكثر من جبهة .. لماذ لم يتم الاستفادة من الأخطاء السابقة¿
– نعم حصلت مأساة فالمحور الثاني تم تحركه ضمن الحملة بحسب الخطة المرسومة في اتجاه موقع بني هجر والعقافي ومحل شامة والمصنعة وكان التحرك سليما ولكن المأساة حصلت لأسباب ضعف النفوس بين القبائل من قبائل الغنايا وبني عرجلة وأسفل العصيمات وأيضا قبل تحرك الحملة تم تسليح قبائل حاشد بسلاح جرمل كما تم تسليح قبائل الغنايا وبني عرجلة وأسفل العصيمات بسلاح تشيكي مما أدى إلى نشر الحقد والكراهية بين القبائل كونهم من قبيلة واحدة وفي أثناء الهجوم حصلت المأساة والمتمثلة في تآمر قبائل الغنايا وبني عرجلة العصيمات على قبائل حادش الذين تم تسليحهم جرمل وقاموا بتحريض قبائلهم لبقائهم خلف قبائل حاشد وأمرهم أن يقوموا بقتل أو جرح أفراد قبائل حاشد المتسلحين جرمل وأخذ سلاحهم وبقايا متاعهم وكان كل واحد منهم يقتل الآخر ويأخذ سلاحه وبعد أن تمكنوا من قتل وجرح الكثير من قبائل حاشد أخذوا سلاحهم وتمكنوا من الفرار في اتجاه وادي شرس وكانت هذه المأساة في نفس اليوم الأول من المعركة وقد حصلت الخسائر من قبل الموالين للجمهورية أكثر مما حدث على الحملة من قبل القبائل الموالية للملكية أدى ذلك إلى ضعف وتقهقر قوات المحور إلى الخلف والانسحاب العشوائي غير المنظم إلى المواقع الإمامية لقواتنا نظراٍ لما حدث لهم من خيانة من قبل زملائهم وهذه المأساة التي أدت إلى ضعف كل المحاور وفقد المحور الأول المجاور له من الشمال مما جعله يوقف في مواقع دفاعية دفاعا عن النفس وقد تم الانسحاب من المحور الثاني في نفس اليوم من المعركة والمحور الثالث تم تحركه ضمان الحملة في الاتجاهات المحددة له في محل شمسان والصايه وقاع شمسان ومحل الجاهلي وقد سطقت في أيدهم ثلاثة مواقع وبعد تمسكهم بهذه المواقع استمرت المعركة لمدة 36 ساعة والدعم من الخلف كان ضعيفا نظراٍ لبعض السلبيات من بعض القبائل وأغلب المتقدمين من الوحدات النظامية وقد تعرض البعض منهم إلى استشهاد والأسر وسلب سلاحهم وتم الانسحاب لمن كتبت له الحياة إلى المواقع الأمامية الموجودة في الخلف والسبب واضح من خلال ما ذكرناه في المواقع الأخرى.
قبائل العوالق
• ماذا عن دعم الثوار اليمنيين في جنوب الوطن¿
– وصلت مجاميع من المحافظات الجنوبية بقيادة مشايخ العوالق السفلى والعليا ويافع والضالع إلى المناطق الشمالية في عبس وحجة وكانت التوجيهات عندنا كل من مضى عليه ثلاثة أشهر من إخواننا الجنوبيين يعودون بكل ما لديهم من سلاح وعتاد وذخائر وهذا كان نوعا من رد الجميل وحدث نفس الشيء عندما تفجرت ثورة14أكتوبر قمنا باحتضان جميع المقاتلين والثوار ضد الاستعمار في المحافظات الشمالية التي كانت منطلقا للأعمال الفدائية ضد الاستعمار والسلاح الذي قدم للجنوبيين من قبل ثورة 26سبتمبر كان له دور كبير في دعم ثورة 14أكتوبر.
نكران الجميل
• هل ردت حكومات الثورة الجميل لمن قاموا بالثورة¿
للأسف الإخوان السبتمبريون قاموا بإقصاء زملائهم الدفعة التي قامت بتدريبهم أقصوها مثل السكري واللقية والعلفي وسوار وعيال جياش والرعيني فمثلا اللواء الآن يتقاضى 300 ألف ريال والرعيني كان راتبه 19ألف ريال ونفس الشيء ينطبق على عيال السكري من توفي من الثوار أهملت أسرهم وهذه هي الحقيقة وتم التركيز على شخص أو شخصين وأهمل البقية.
• بعد مرور أكثر من 50عاما هل تحققت الأهداف التي قامت من أجلها ثورة سبتمبر¿
لم تتحقق كامل الأهداف ولكن من أبرز الأهداف التي تحققت هي الوحدة الوطنية وهذا أعظم إنجاز ولذلك كان الجيش وطنيا واليوم أصبح العكس مرتبطا بأشخاص ومشايخ أصبحنا جيوشا وليس جيشا واحدا.
دافع وطني
• ثورة الشباب السلمية ردت الاعتبار لثورة 26 سبتمبركما يطرح البعض كون الأهداف التي طالب الشباب بتحقيقها هي نفس ما طرحتموه قبل 50عاما¿
أنا لا أتفق مع هذا الطرح لأن الشباب كانوا تبع أحزاب هي التي تحركهم وللإنصاف كانت بداية التحركات وطنية قبل ركوب الأحزاب للموجة وأصبح الشباب يخيلون في الميدان بدون خيل وأنصح الشباب بإعادة التفكير بما بدأوا به ويحققوا لليمن أهداف ثورتي سبتمبر و أكتوبر بروح وطنية بعيدا عن الحزبية.
متفائل
• هل أنت متفائل بمستقبل اليمن¿
نحن متفائلون بمخرجات الحوار الذي نتمنى أن يحقق تطلعات الشعب اليمني ويحفظ وحدته وأمنه واستقراره.

قد يعجبك ايضا