* محمد القعود
أهلاً بك إلى معرض لمومياء الثقافة والمثقفين…!!
أدخل, وتأمّل, وشاهد, ولاحظ, ودقّق, وبحلق, وحلّق مع الغرابة وأبطالها الأفذاذ، ومهرجيها الكبار والصغار, وكهنتها السحرة ,ودهاقنتها المحنطين, وأباطرتها وصبيانها الموهومين بالإبداع والفكر الخارق للدرع والحصون, ولإشعاعهم العابر للقارات والحارات وبراري الهنود الحمر..!!
ها أنت تشهد عجب العجاب, وما يغرقك في الغرابة والاغتراب, ويجعلك تتعوذ بالرحمن منشئ السحاب حين تجد أمام ناظريك ذلك المثقف المحنط منذ عصر الفراعنة وهو يبعثر آراءه الفذة, على المارة, ويعيد الكرة تلو الكرة, في جولات المرور وملاعب الكرة, يعرض بضاعته البائرة وأفكاره المنخورة بسوس الانحطاط ويدعو إلى جعلها درة العقد, وبسمة الثغر ونجمة الفكر.. وهي بضاعة قميئة تخاصم الحياة وتتعالى على بسطاء البشر وتضر بصحة الإنسان والبيئة…!!
وشاهد ذلك المثقف / المفكر/ المبدع/ الباحث/ المحلل/ كامل الأوصاف ومحيّر الفضائيات و”مجنن” المعجبات, ومقلق السلطات, وهو يدلي لجميع صبيان الوهم بمقادير الإبداع ومواصفات طبق الأسبوع من الخلطة الفكرية, ويمنحهم شهادة صالحة للإفتاء والنقد والطبخ الثقافي العام…
وشاهد ذلك الذي يضرب مقدمة رأسه بيده, بين لحظة وأخرى, وهو يصرخ منتصراً:” وجدتها” وحين نسأله: ” ماذا وجدت يا عبقرينا؟” يجيبك بزهو ” البرمة” تصحح له” قصدك الفكرة” يرد عليك ساخطاً غاضباً” عليك اللحمة… البرمة وعاء اللحمة يا جاهل”.
وتشاهد ذلك الذي يجادل مجموعة من الناس بصوت عالٍ:” لا أحد في هذا البلد يفهم أفكاري.. لا أحد يدرك قيمتي الفكرية”, وحين تطلع على بضاعته, تسأل الله أن يعافيه و يهديه إلى الطريق المستقيم ويبعد عنه عثرات الطريق وينجيه من أحابيل الشياطين…!!